قطر تناور بالسيطرة على المعارضة السورية

اللعبة القطرية بشق الائتلاف وصلت إلى طريق مسدود
اللعبة القطرية بشق الائتلاف وصلت إلى طريق مسدود

لندن – كشفت مصادر صحفية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طلب من نظيره القطري خالد العطية ضرورة إبلاغ “المجموعة القطرية” في الائتلاف الوطني السوري المعارض بضرورة الحضور الفوري إلى العاصمة باريس التي تحتضن، الأحد، لقاء “أصدقاء سوريا”، وذلك على خلفية محاولات الدوحة لشق صفوف الائتلاف.

وكشفت صحيفة “العرب” اللندنية في عددها الصادر، الاحد، على صدر صفحتها الاولى أن مصطفى الصباغ (المحسوب على قطر) حل بباريس بصحبة قيادات من الائتلاف للقاء مسؤولين غربيين، وأن هؤلاء المسؤولين مارسوا ضغوطا كبيرة على “جماعة قطر” وطالبوها بوقف سياسة التفتيت وإثارة المشاكل في صفوف الائتلاف الذي يستعد لحضور “جنيف 2” ممثلا عن قوى الثورة.

وذكرت الصحيفة أن جماعة قطر، الذين يتزعمهم الصباغ، قد رفضوا نتيجة الانتخابات الأخيرة الخاصة برئاسة الائتلاف، والتي أفضت إلى التجديد لأحمد الجربا المحسوب على السعودية، واختاروا الانسحاب في محاولة للضغط وفرض شروطهم.

ورفض الجربا وغالبية الجمعية العمومية دعوة من جماعة قطر لإعادة الانتخابات، ورفع الائتلاف اجتماعاته إلى يوم 17 من يناير/ كانون الثاني الجاري، وهي الجلسة التي سيتم فيها تحديد الموقف من حضور “جنيف 2” من عدمه.

وعقد اجتماع هام لمجموعة من وزراء أصدقاء سوريا مع ممثلي المعارضة، وتحدث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، مؤكدا “نحن مع وحدة الائتلاف برئاسة الجربا ومن لديه اعتراض على ذلك ليقل ذلك صراحة الآن”، في إشارة إلى قطر والمجموعة المرتبطة بها. وأضاف الفيصل أن الائتلاف الموحد هو من سيذهب إلى جنيف ويشكل الوفد.

من جهته، خاطب الجربا الوزراء الحاضرين بالقول إن المشكلة ليست داخلية بقدر ما هي صراعات إقليمية.

وتساءل رئيس الائتلاف “من يحرض الآن ويمول الكتائب المتطرفة التي تعادي الائتلاف والتسوية السياسية من بوابة جنيف؟”، في إشارة واضحة إلى القطريين الذين لا يكتفون بتخريب الائتلاف ومؤسساته السياسية، وإنما يحرضون “الجبهة الإسلامية” على التلويح باستهداف أي سوري يحضر إلى جنيف 2 سواء من ممثلي الداخل والخارج، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

يشار إلى أن “الجبهة الإسلامية” مكونة من مجموعات وألوية متشددة لديها علاقة قوية بقطر.

وذكرت مصادر للصحيفة أنه بعد ذلك اجتمع الجربا مع كيري منفردا، وأبلغ رئيس الائتلاف السوري رئيس الدبلوماسية الأميركية بوضوح أن جنيف لن يعقد إذا استمر التخريب القطري واللعب بهذه الطريقة في ظل صمت واشنطن.

وقال الجريا “لدينا مشاكل كثيرة؛ من (داعش) إلى الوضع الميداني والإنساني وإذا كُنْتُمْ أصدقاءنا بحق فيجب أن تساعدوا بوقف التخريب من أصدقائكم”، مضيفا “وإذا فشل جنيف يجب أن تعرفوا من المسؤول”.

وسبق لواشنطن أن طالبت الدوحة بالكف عن التدخل في الملف السوري، وترك مهمة إدارة التنسيق مع المعارضة للسعودية التي تمتلك علاقات متطورة مع غالبية الفصائل المعتدلة.

وتتهم واشنطن كلا من الدوحة وأنقرة بالمساهمة في تقوية المجموعات المتشددة من خلال عمليات التمويل والتسليح وفتح الحدود أمام مقاتلين قادمين من دول عربية وإسلامية، وهو أمر أصبح يهدد المصالح الأميركية في المنطقة.

بالتوازي، أيضا اجتمع السبت عمر أنهو، السفير التركي المكلف بالملف السوري بأعضاء الائتلاف، وأكد لهم صراحة أن بلاده لن تسمح بانقسام الائتلاف، وأن لا خيار الآن سوى “جنيف 2” لحل الأزمة السورية.

وذكرت المصادر ذاتها لـ “العرب” أن الوضوح الذي حمله موقف السفير أنهو فاجأ الصباغ الذي تعوّد على دعم أنقرة لجماعته، فرد الصباغ بأنه مع جنيف، ولكن الخلاف تنظيمي داخلي.

وقال معارض سوري حضر إلى باريس “أعتقد أن اللعبة القطرية بشق الائتلاف وصلت إلى طريق مسدود؛ وأن المنسحبين من المجموعة القطرية يتهربون من تقديم استقالاتهم مكتوبة كي يعودوا للتخريب في اجتماع يوم 17 من الشهر الجاري والذي سيأخذ الموقف النهائي من جنيف ويشكل الوفد الممثل للائتلاف”.

 

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً