أفادت وزارة الخارجية القطرية اليوم الخميس، بأن الدوحة ستستضيف مفاوضات السلام الأفغانية، التي ستنطلق السبت المقبل 12 سبتمبر الجاري بين وفدي الحكومة وحركة طالبان.
وقالت الوزارة في بيان: “تعد هذه المفاوضات المباشرة بين مختلف أطياف الشعب الأفغاني خطوة جادة ومهمة نحو إحلال السلام المستدام في أفغانستان وخاصة بعد توقيع الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان على اتفاق إحلال السلام في أفغانستان بداية العام الجاري”.
بيان : دولة قطر تعلن عن استضافة مفاوضات السلام الأفغانية ١٢ سبتمبر الجاريhttps://t.co/qvl8MpQoLc#وزارة_الخارجية_قطر pic.twitter.com/ZSHBu8H1jM
— وزارة الخارجية – قطر (@MofaQatar_AR) September 10, 2020
ونقل البيان عن المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات مطلق بن ماجد القحطاني قوله: “لطالما آمنت قطر بالدبلوماسية والحوار البناء والمباشر بين أطراف النزاع، وها هي اليوم تواصل عملها لتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وأضاف: “يسعدنا أن نتوجه بالشكر لكافة الأطراف والشركاء الدوليين الذين ساهموا في جعل هذه اللحظة التاريخية حقيقة على أرض الواقع”.
من جانبه رحب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باقتراب بدء المفاوضات الأفغانية، داعيا أطرافها إلى عدم “هدر” هذه “الفرصة التاريخية” لوضع حد للنزاعات في أفغانستان.
وقال بومبيو في بيان: “أحث المتفاوضين على التحلي بالبراغماتية وضبط النفس والمرونة اللازمة لكي يتوّج هذا المسار بالنجاح”.
وشدّد على أن المسار السياسي الذي يقوده الأفغان هو السبيل الوحيد كي تحقق الأطراف سلاما دائما.
وجدد بومبيو التذكير بالتزام الحكومة الأفغانية وطالبان بعدم السماح لـ”الإرهابيين” باستخدام الأراضي الأفغانية مرة أخرى لتهديد الولايات المتحدة أو حلفائها.
وأعلنت حركة “طالبان” الأفغانية، السبت الماضي، وصول الفريق المفاوض باسم الجماعة إلى العاصمة القطرية الدوحة، التي من المقرر أن تستضيف مفاوضات السلام مع الحكومة الأفغانية.
وقال المتحدث باسم الحركة سهيل شاهين، في حديث لوكالة “فرانس برس”: “وصل جميع أعضاء فريقنا التفاوضي إلى الدوحة. ستبدأ المحادثات فور حل بعض المسائل التقنية الصغيرة العالقة”.
كما أكد مصدر آخر في الحركة، في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس”، وصول الوفد إلى الدوحة استعدادا لبدء محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.
ولم يتم بعد تحديد موعد لانطلاق المحادثات التي تستضيفها الدوحة، لكن صدرت مؤشرات من الطرفين المتحاربين هذا الأسبوع بشأن إمكان انطلاق الحوار قريبا، بما في ذلك الجهود الرامية إلى وضع اللمسات الأخيرة على عملية متفق عليها لتبادل السجناء، بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم”.
وبقي وفد الحكومة الأفغانية التفاوضي في كابول، السبت، لكن فريقا لوجستيا وصل إلى الدوحة في وقت سابق هذا الأسبوع.
ويأتي وصول وفد “طالبان” إلى الدوحة في الوقت الذي تتهم الحكومة الأفغانية الحركة بتأجيل المحادثات.
وقال الناطق باسم المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية، فريدون خوزونن، السبت، إن الفريق التفاوضي لكابل مستعد للتفاوض.
وأضاف: “إطلاق سراح السجناء استكمل ولم يعد هناك أي مبرر لتأجيل المفاوضات”.
وتابع خوزونن: “لكن يبدو أن طالبان ليست على استعداد للمحادثات. نتوقع أن تستعد طالبان لبدء المفاوضات”.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة وحركة “طالبان”، سبق وأن وقعتا يوم 29 فبراير الماضي في الدوحة، أول اتفاق سلام بعد 18 عاما من الحرب بين الطرفين، ينص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد 14 شهرا وإطلاق حوار أفغاني داخلي في العاصمة القطرية بعد عقد صفقة حول تبادل الأسرى.
وينص الاتفاق على إفراج الحكومة الأفغانية عن 5000 عنصر معتقل من الحركة مقابل إخلاء سبيل 1000 عسكري تابع للسلطات في كابل من قبل “طالبان”.
وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات السلام الأفغانية في مارس الماضي، لكن الخلافات بشأن تواصل العنف وتبادل السجناء أدت إلى تأجيل موعد انطلاقها مرات عديدة.
اترك تعليقاً