جاء بيان السيد رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس نواب طبرق الذي شمل نقاطا أهمها الدعوة الفورية لوقف إطلاق النار وهذا بكل شك شيء جميل يطمح إليه كل الوطنيين وعامة الشعب فلا طائل للاقتتال ولا فائدة منه طال الزمان أم قصر فالخاسر الوحيد هم الليبيون لا غيرهم وأن هذه الحرب فرّقت الذي لم يُفرّق وحصدت كثير من الأرواح وأججت نار الفتنة ولا أظن أن ضررها يخفى إلا على معتوه أو أعمى قلب لا يرى إلا مصلحته وكذلك من يدعو إليها فهو لا بصر له ولا بصيرة إلا التعنت خاصة من بعض ما يسمى بالقيادات وهم أبعد ما يكون عن القيادة وعلى رأسهم حفتر الذي قال حرفيا ولو خسرنا الآلاف من أرواح الليبيين!!! فالمهم أن يحكم هو، فهو من بدأ الحرب بدعم من دول لا يخفى شرها على أحد فحين كانت جميع الأطراف السياسية وغيرها من الأجسام المدنية والاجتماعية على أهبة الاستعداد للذهاب إلى مدينة غدامس في مؤتمر للإصلاح اختار المغرور الحرب عوضا عن السلام وفعل ما فعل في طرابلس وما حولها بحج قد تجد آذان تسمع دونما أدنى تحقق وبحث لأسباب عديدة ليس المجال مجالها هنا!!!.
سندع جانبا المقدمة المزخرفة في البيانين من سبيل المصلحة والمسئولية الوطنية وكأن مصلحة الوطن والمواطن كانت مخفية ولم يرها هؤلاء والآن فقط عرفوا أن هناك مصلحة يجب تحقيقها!!! كما علموا أيضا أن عليهم من المسئولية تجاه الوطن ما ينوء به الجبل الأخضر والجبل الغربي كذلك؟؟؟ وما جاء أيضا من طي صفحة الماضي وعدم إقصاء أي طرف.
البيانين عموما بادرة طيبة ولكن هناك أشياء متعلقة بالبيانين لا يمكن تجاوزها خاصة من جانب السيد عقيلة فهو قبل غيره يعرف أنه لا يملك إيقاف الحرب الذي هو نفسه دعى إليها فالقرار قرار حفتر فهو الذي لا يقبل أحدا معه ولا يرى إلا نفسه وذريته ومن يحوم حولهم ولنا مثال في كثير من القيادات العسكرية التي كانت معه ثم انشقت عليه بحكم الإختلاف معه وقالت ما قالت عنه وعن سوء إدارته فهو لا يريد أحدا معه وإن كان ذلك عقيلة صالح الذي عيّنه في منصبه ورقّاه إلى الرتبة التي يحملها وكم من الإختلافات بينه وبين عقيلة وغيرهم التي طفح زبدها على السطح. فالسيد عقيلة يكاد لا يملك من أمره شيئا إلا بعضا من القبائل الذين يصطفون معه كما يصطفون مع حفتر أيضا ولا أعتقد أن الدول يجب أن تدار بهذا الشكل.
وحتى قبل بدء التنفيذ أعلن حفتر عبر ناطقه أن لا وقف لإطلاق النار وأن لا فتح للنفط ولسان حاله يقول فليذهب عقيلة وبيانه إلى حيثما يشاء فلا قيمة له عندي؟؟؟ كما جاء في البيان اتخاذ مدينة سرت مقرا للمجلس الرئاسي وهذا بعيد المنال فقد جرّب ذلك القذافي وفشل لمشاكل عديدة فلماذا تكرار الأخطاء ولماذا هذا التعنت!!!.
أما بيان السيد السراج فهو في العموم قادر على تحقيق وقف إطلاق النار بالرغم من تنازل السيد السراج عن بعضا من إختصاصاته حسب الإتفاق السياسي الميت الحي وهذه تحسب له بالرغم من كثرة عيوب الرئيس وما يحسب له أيضا في البيان هو تحديده تاريخا لإجراء إنتخابات ومن ثمّ الخروج من المراحل الإنتقالية التي لن تقوم للبلاد معها قائمة.
كما نضيف أخيرا أن الإنتخابات تحتاج لدستور حتى ننهي شبح المراحل الإنتقالية العجاف التي يتشبت بها بعضا من المسئولين ومنهم السيد عقيلة لأنها السبيل الوحيد لهم للبقاء في مناصبهم وهنا أسجل عجبي لدولة لها دستور من الخمسينات تفعيله لا يتجاوز تغيير بعضا من بنوده في مدة لا تتجاوز الشهرين على أكثر حال حتى يتوافق ومتطلبات المرحلة ولكننا نجد جميع المسئولين يتجاهلون هذا الإرث والمنقذ الكبير الذي خلّفه الأجداد ويصرون على دستور بدء بالتحايل والإختلاس فيجب محاسبة لجنته إبتداءا من رئيسها عوضا عن إنتظار دستورهم المزعوم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً