قائدالسبسي المهندس الحقيقي لإشراك النهضة في السلطة!

اللعب تحت الطاولة وبعيدا عن الأنظار
اللعب تحت الطاولة وبعيدا عن الأنظار

برر الرئيس التونسي الباجي قايدالسبسي إشراك حركة النهضة في حكومة رئيس الوزراء المكلف الحبيب الصيد برغبة حزبه نداء تونس في التعامل معها بـ”طريقة حضارية” ما يؤكد أن ما اقدم عليه الصيد في هذا الموضوع الذي يثير جدلا حادا في تونس، كان بموافقة واضحة من قائدالسبسي.

وقال قائدالسبسي لصحيفة “الوطن” الجزائرية الصادرة بالفرنسية نشر الاربعاء قبل وصوله الى الجزائر في أول زيارة خارجية منذ انتخابه رئيسا لتونس

إنه يستطيع ان يقول “الآن أنهم ابتعدوا عن طريق (التصرف كحزب ديني) وغيروا الاطار، هم الان يقولون نحن تونسيون وديننا هو الاسلام في تونس ويريدون المشاركة في الحكومة، هم يقولون انهم مثل بقية الاحزاب لماذا تقصوننا في حين ان الشعب اعطانا 69 مقعدا في المجلس في حين انتم الذين فزتم بالانتخابات لا تتقدمون علينا إلا بـ20 مقعدا”.

وأكد الرئيس التونسي أن هذا الموقف هو تعديل لمقف سلبي سابق من حركة النهضة التي تعرف بجماعة إخوان تونس.

وأضاف “انا بنفسي قلت في قمة مجموعة الثماني ان النهضة حزب ديني لكنه ليس ضد الديمقراطية، ولكن هذا لم يكن صحيحا. لقد القيت خطابا واعتذرت للشعب، قلت انني آسف.. أنا لم أرهم في الميدان”، مشيرا الى ان الوضع تغير بعد ذلك نحو “الإيجابي”.

وقال إن “الاسلاميين الجدد في تونس حاولوا الابتعاد عن القراءة التونسية للإسلام وحاولوا ادخال الشريعة في الدستور في حين ان الشريعة لا توجد في الدين الإسلامي، كما حاولوا الغاء الكثير من الاشياء.. حاربناهم، لقد تخلوا عن ذلك”.

وتابع “هل من الضروري أن تتعاون مع هؤلاء الناس؟ تلك قصة أخرى. ما الطريقة التي سنتعاون بها؟ بالطبع، نحن لا نريد أن نكون حلفاء، لكن النهضة موجودة ويجب أن نأخذ في الاعتبار وجودها بطريقة حضارية، وهذا هو ما نقوم به حاليا”.

لكن ما يقوله قائدالسبسي في هذا المقام قد لا يتعدى نسبة ضئيلة من الحقيقة كما يقول عدد من المراقبين للمشهد التونسي.

ويؤكد هؤلاء ان عوامل خارجية اقوى من طاقة السبسي وحزبه هي التي فرضت عليه إشراك النهضة في الحكومة.

وبعد الحديث عن الضغوط الأميركية في هذا الاتجاه حيث اشارت مصادر تونسية الى ان اجتماعا بين السفير الاميركي في تونس ورئيس النهضة راشد الغنوشي وقائدالسبسي هو الذي وضع حجر الاساس لهذا التحالف بين الحزبين، قالت مصادر تونسية مطلعة إن شيخا دستوريا يرجح انه احمد بن صالح قد دخل على الخط في جلسات قائد السبسي والغنّوشي واستضاف سرا بعض تلك اللقاءات ليحصل الاتفاق لاحقا على أن تكون حركة النهضة ممثلة في الحكومة مثلما طالب به “الشيخ الدستوري” مقابل تقديم تنازلات في قانون العدالة الانتقالية عبر استباق هذا القانون بقانون جديد للمصالحة يسرع العفو على المغضوب عليهم من الدساترة والتجمعيين بعديا عن ملاحقات هيئة “الحقيقة والكرامة”.

وقالت المصادر ان مشروع قانون المصالحة الوطنية الشاملة سيعرض على الجهات المختصة قبل شهر يونيو/حزيران وقبله لا بدّ أن تنتهي “مضايقات الاطارات الادارية من أبناء العائلة الدستورية الذين تم تجميدهم وقطع رواتبهم ومضايقتهم..”.

وتفيد ذات المعطيات ان قانون المصالحة الوطنية سيشمل تونسيين في المهجر كذلك بما في ذلك الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وإغلاق جميع الملفات التي تهاطلت بعد سقوط النظام السابق في 14 يناير/ كانون الثاني 2011.

ويواجه الباجي قائدالسبسي نتيجة لموافقته على مشاركة حركة النهضة، ما بات يعرف بالتمرد داخل حزب نداء تونس الذي يرفض شق رئيس منه رفضا مطلقا مشاركة النهضة في الحكم.

وإضافة إلى عدم موافقة قادة التيار اليساري والنقابي داخل النداء على هذه المشاركة،أعلن بعض البرلمانيين الندائيين صراحة رفضهم للتصويت على حكومة الحبيب الصيد الذي ينتظر ان يتقدم اليوم لمجلس نواب الشعب طالبا المصادقة على حكومته.

وقال نائب مجلس نواب الشعب عن نداء تونس عبد العزيز القطي رفقة زميله خميس قسيلة خلال ندوة صحفية قبيل التصويت على الحكومة في البرلمان أنهما لن يصوتا لحكومة الصيد “باعتبار انها حكومة لم يتم فيها منح وزارات السيادة لنداء تونس ,اضافة الى معارضتهما لمشاركة حركة النهضة” بحسب تعبيرهما.

كما أكدا اعتراضهما على التشبث بوزير الداخلية ناجم الغرسلي.

اكد قايدالسبسي للصحيفة الجزائرية ان ان التونسيين غير قادرين على مواجهة مشكلة الارهاب بمفردهم، منوها بالتعاون في هذا المجال مع الجزائر التي ينتطر ان يصلها الاربعاء كاول زيارة له خارج تونس منذ انتخابه.

وقال السبسي ان “التونسيين لم يعرفوا الارهاب في السابق (…) واعتقد انهم غير قادرين على حل هذا المشكل بفعالية بمفردهم لاننا لم نكن مستعدين لذلك”.

وتابع “القضاء على الارهاب لا يمكن ان يتم بشكل آني، وبهذا الخصوص لدينا تعاون جيد مع الجزائر التي كانت هي نفسها ضحية للارهاب”.

ويقول عدد من التونسيين الغاضبين من مهادنة قائد السبسي للنهضة وقبوله بإشراكها في الحكومة في نقض لأحد ابرز تعهداته الانتخابية إن على رئيسهم قبل أن يبحث عن دعم الجزائر في مقاومة الإرهاب، أن لا يمد يده أولا لحركة النهضة التي جلب حكمها على تونس إرهابا لم تشهد له مثيلا ولذلك فإن اول خطوة لمقاومته تقضي بالضرورة أن لا يمد يده للحركة التي صنعته.

وشدد الرئيس التونسي على ان بلاده ضد التدخل العسكري والتدخلات الخارجية مهما كانت طبيعتها في إشارة على ما يبدو للموضوع الليبي الذي تكرر بشانه الحديث عن احتمال تدخل دولي للحرب على الإرهاب الذي تمكن من هذا البلد الشمال افريقي بشكل خطير يهدد دول الجوار من بينها تونس نفسها.

وقال قائدالسبسي إنه يفضل التشاور بين دول المنطقة على التدخل الأجنبي.

وتحدث رئيس تونس عن نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وقال انه صديقه منذ 50 عاما وزاره مرتين لما كان مريضا، وان زيارته للجزائر تترجم العلاقات الطيبة بين البلدين.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً