لا نستغرب من بعض المواطنين الغاضبين عند مطالبته بإقالة وزير الداخلية أو الدفاع أو الحكومة بأكملها ، فأغلب الناس لا تفقه كثيراً عن بعض خصوصيات الأنظمة البرلمانية.
ولكن عندما نرى أحد نواب المؤتمر الوطني يطالب بإقالة وزير الداخلية أو الدفاع نحزن أشد الحزن لمستوى الثقافة السياسية والقانونية لدى بعض من نواب مؤتمرنا الوطني.
عندما يُنتخب برلمان أو مؤتمر وطني أو مجلس أمة جديدة في الأنظمة البرلمانية ، وفي ليبيا الوضع كذلك في الوقت الراهن ، تُعتبر الحكومة مستقيلة قانوناً وتصبح حكومة لتصريف الأعمال حتى يتم انتخاب حكومة جديدة ، وهو ذات الوضع السياسي عندما تقدم أي حكومة منتخبة استقالتها قبل إجراء الانتخابات حيث تظل ممارسةً لأعمالها كحكومة لتصريف الأعمال حتى يتم انتخاب حكومة جديدة ؛ لأنه من غير المعقول والمجافي للمنطق و المتعذر عملياً أن يظل منصب الوزير شاغراً لا يشغله أحد.
هذا يشير إلى صواب الرأي الذي أصر على اشتراط شروط معينة في المترشحين لعضوية هذا المؤتمر تضمن مستوى معين من الثقافة والمعرفة السياسية والقانونية ، لا أن يُكتفى بشرطي الكتابة والقراءة . فماذا ننتظر من نواب لا يعرفون أن حكومة الكيب في حكم المستقيلة؟!! هذا من ألف باء السياسة.
كما أن بعض النواب يبدوا كمن يريد تسجيل نقاط والظهور ، وهذا من أحد مثالب الديمقراطية ، فهي في جزء منها شعبوية يسعى فيها بعض السياسيين لاستمالة الناس بالإثارة والظهور والعبارات والتصرفات واللعب على الأوتار التي تريح بعض الناس ولو كانت ضد مصلحة مجموع الناس أو الدولة ككيان معنوي أو ضد مصلحة الأجيال القادمة.
نرجو أن يرتقي بعض النواب لخطورة هذه المرحلة وأن يبذلوا جهوداً أكبر سواء من حيث الاطلاع السياسي أو من حيث لجم بعض ما يستهوي النفس البشرية . وربي إن شاء الله يحفظ ليبيا ويحميها .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً