تقدمت رئاسة الأركان العامة بأحر التهاني، وأطيب التمنيات لأبناء الشعب الليبي، وأهيب بالجميع أن يوحدوا صفوفهم، ويتركوا خلافاتهم، ويُغلِّبُوا مصلحة الوطن المثخن بالجراح، ويتربص به الدخلاء من كل حدب وصوب، وفي ذات الوقت تؤكد على أنها مع صف الوطن، ومع القيم والأهداف النبيلة التي نادت بها الثورة، وضحى لأجلها الشرفاء، وهب شعبنا الليبي يوم 17 فبراير 2011م.
وقالت رئاسة في بيان لها اليوم بمناسبة الذكرى 12 لثورة 17 فبراير: “يوم مغاير بكل المقاييس، تحركت فيه عجلة الزمن من جديد في بلادنا، بعدما جمدت لأكثر من أربعة عقود، تعطل خلاله بناء الدولة، وانهارت مؤسساتها، وتوقفت كل مظاهر التقدم والمدنية فيها، حتى صارت لكأنها تعيش في عصر غير عصرها، فتأخرت في كل مناحي الحياة العصرية، واختفت المظاهر الحضارية من أركانها.. وهكذا صار الأمل في الانعتاق حلماً يراود أحرار هذه الأرض، وفي إشراق صُبح لا سجن ولا سجان فيه.. فكانت ثورة 17من فبراير الصبح المنتظر الذي تجلى بهاؤه في أرجاء الوطن، وغشي نوره كوابيس ظلمات أكثر من أربعين سنة من القهر والظلم”.
وأضاف البيان: “وبعد مرور اثنا عشرة عام من ذكرى تفجرها لازال الشعب الليبي يقدم الدليل بأن ثورة 17 من فبراير حية، باقية، تتقد جذوتها في داخلهم، وتُسقى بمدد من إيمانهم العميق بأنها ثورة الحق على سطوة الباطل، وثورة من أجل استرداد الحرية والكرامة، وشرف الإنسان الليبي، وأنه رغم كل الآلام والجراح والحروب والأزمات المفتعلة وغيرها لم تقدر أن تطفي جذوة فبراير في النفوس، لأن جل الشعب الليبي يدرك حقيقة المسعى وراء إسقاط فبراير، والدسائس لعودة الدكتاتورية، وحكم الفرد المتسلط، وكذلك يعرف حقيقة المندسين والمحسوبين على فبراير، فالليبيون صاروا أكثر وعياً بما يدور حولهم، وبما يحاك في العلن والخفاء لبلادهم وثورتهم، ولهذا ظلوا طيلة هذه السنوات، أوفيا لثورتهم، يكافحون من أجل الوصول إلى الأهداف النبيلة التي قامت لأجلها، متشبثين بها، ولأجلها سقط الشهداء، وقدمت التضحيات الجسام”.
ونوهت رئاسة الأركان العامة إلى أنها تعي أن انتهاء نظام المستبد ما هو إلا خطوة في بداية طريق التغيير الإيجابي، الذي يمر عبر دروب صعبة، ملغومة، وأجواء تعصف فيها رياح التآمر والتخاذل والترهيب، فالدرب طويل، وفي الدرب يسقط الشهداء، وتتكشف الأقنعة، وتظهر معادن ومواقف الرجال، وتُسطر ملاحم البطولة والثبات على الحق، وتُمتحن عزائم الأحرار في مواجهة كل ما يحاك للثورة المجيدة، والصمود حتى تتحقق أهدافها النبيلة، بميلاد دولة العدل والقانون، دولة المؤسسات والتداول السلمي للسلطة في أجواء من الحرية المسؤولة والمساواة والكرامة غير المرتهنة، والأمن والأمان للمواطن، وسيادة الوطن، بحسب نص البيان.
وشدّدت رئاسة الأركان العامة على أنه في الوقت الذي تمد فيها أيديها لكل الليبيين للتصالح، والتآزر، فإنها لن تخون الوطن، ولن تتنازل عن مبادئها في نصرة الحق، والوقوف سداً في وجه الباطل، ولن تفرّط في الوطن وسيادته مهما كانت التضحيات.
اترك تعليقاً