يقدم في العاصمة البريطانية مساء الاربعاء العرض الاول لفيلم “ملك الرمال” لوسائل الاعلام والمراسلين والذي يتناول جانباً من سيرة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود.
في غضون ذلك أعلن المخرج السوري نجدت أنزور أنه تلقى تهديدات من شركة محاماة بريطانية بمقاضاته بجرم التشهير والإساءة لشخصية وعائلة ملكية، بسبب مشاركته في إنتاج وإخراج فيلم عن مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود.
وقال أنزور في مقابلة مع وكالة “يونايتد برس انترناشونال” “إن فكرة الفيلم استوحيت من وقائع ما يحدث اليوم في العالم العربي، من إعادة تقسيم للمنطقة وكأننا في سايكس ـ بيكو جديدة، والدور الغامض الذي تمارسه دول الخليج العربية ولا سيما السعودية في ذلك وبشكل يؤثّر على وجودنا كعرب وكأحرار ويتداخل مع الفن بشكل سلبي، وكأن الإبداع أصبح يُشترى بالمال ويُقيّم على أساس الولاء”.
وأضاف المخرج السوري “هذه الدول تحديداً وضعت عوائق وخطوطا حمراء لا يمكن التطرق إليها ونبش صفحاتها، وهذا ما استفزني لكي أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتماً كأول فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية السعودية وشخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، والتي استفزتني أيضاً عند قراءة سيرتها الذاتية”.
وأشار أنزور إلى أنه “وجد في سيرة الملك المؤسس كل عناصر الدراما المشوّقة التي يمكن البناء عليها وإظهارها بشكل فني يمكن أن يلاقي صدى كبيراً لدى عرضها على الشاشة في كل أنحاء العالم، خاصة وأن الغموض اكتنف هذه الشخصية ولم يظهر منها سوى الجوانب الإيجابية كعادة العرب في إخفاء الحقائق وتجميلها”.
وقال إن عملية إنتاج الفيلم “أُحيطت بالتكتم بسبب حساسية الموضوع المطروح وخشية من محاولات إيقاف إنتاجه، وارتأينا إخضاع العمل للسرية المطبقة، كما هي الحال في صناعة الأفلام حتى يتم الانتهاء من الإنتاج والتصوير ويصبح الفيلم واقعاً، وأصبح (ملك الرمال) واقعاً الآن”.
واعترف أنزور بأنه تلقى تهديدات بمقاضاته بجرم التشهير والإساءة لشخصية وعائلة ملكية من قبل شركة محاماة بريطانية متخصصة في قانون الإعلام طلبت تفاصيل كاملة عن الفيلم، وادعت بأنها تمثل حكومة المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن شركة المحاماة “بعثت لنا برسائل تهدد فيها بإيقاف العمل في الفيلم ومنع عرضه في أوروبا وأميركا ودول عربية من بينها لبنان بعد أن رفضنا الاستجابة إلى طلبها، واتبعت الشركة الأسلوب نفسه مع الممثل الإيطالي فابيو تيستي، الذي لعب دور الملك عبد العزيز في كهولته، وهددته برفع دعوى جنائية ضده في ايطاليا، ما اضطرنا إلى اللجوء إلى شركة المحاماة البريطانية (باركر جيليت) التي قامت بالرد رسمياً على رسائل الشركة، وتوقف الموضوع عند هذا الحد”.
ويستعد أنزور لعرض فيلم “ملك الرمال” الشهر المقبل بمهرجانات سينمائية عالمية ودور عرض في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا وبعض الدول العربية، ويلعب الممثل الإيطالي ماركو فوشي دور الملك عبد العزيز في شبابه والممثل الإيطالي فابيو تستي في كهولته، ويشارك فيه ممثلون من انكلترا وتركيا وسوريا ولبنان.
وسبق وان أفادت الشركة العالمية التي تقوم على إنتاج فيلم “ملك الرمال” أن الممثل الإيطالي العالمي فابيو تيستي يقوم بتقديم شخصية العاهل السعودي الراحل في فترة كهولته وأيامه الأخيرة.
وذكرت الشركة التي قامت بتوزيع لقطات من الفيلم، أن الخيار وقع على تيستي بسبب الشبه الكبير بينه وبين الملك عبدالعزيز بالإضافة إلى تاريخه السينمائي المتميز.
وكان تيستي قد قدم أدوارا كثيرة في السينما العالمية أهمها في أفلام “السفير” و”مجنون الحرب” و”أول أبطال سينما الإثارة”، كما شارك عمالقة السينما رومي شنايدر وكلاوس كينسكي في فيلم “أهم شيء في العالم: الحب” للمخرج الشهير أندريه زلويسكي.
وقال أنزور “على الصعيد السياسي في بريطانيا، لم تتصل بنا أية جهة بخصوص الفيلم، وأنا على قناعة أن المملكة المتحدة هي بلد ديمقراطي يؤمن باستقلالية جهاز القضاء، واعتقد أن الشعب البريطاني يقدّر الفن والفنانين وخصوصاً إذا كان الموضوع صادقاً ويبرز الكثير من الحقائق المخفية التي تلعب دوراً في تشكيل الرأي لدى الجمهور بشكل عام”.
يشار إلى أن أنزور أخرج مسلسلات درامية تلفزيونية كثيرة، من بينها “نهاية رجل شجاع” و “أخوة التراب” و “الجوارح”، وحصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية.
اترك تعليقاً