قال السفير الألماني لدى ليبيا ميخائيل أونماخت، إن دور ألمانيا في ليبيا كان دائماً إيجابياً وداعم للعملية السياسية وهدفها تحقيق الأمن والسلام والاستقرار المستدام في البلاد.
وفي حوار خاص مع شبكة “عين ليبيا”، أوضح السفير الألماني أن بلاده لا تريد التدخل في الشؤون الليبية الداخلية ولكنها تريد دعم العملية السياسية، مشيراً إلى أن الهدف يتوافق مع أغلبية الشعب الليبي في تحقيق سلام مستدام في ليبيا.
وفيما يلي نص الحوار:
هل ترون أن مبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال العام الجاري ناجحة ويمكن تحقيقها وما دور ألمانيا في دعمها؟
– نرحب بمبادرة السيد باتيلي وأظن أن هدف الانتخابات هو هدف مشترك بيننا وبين أغلبية الليبيين والمبعوث الأممي، ومن اللازم أن نكون متفائلين على طريق الوصول إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ويجب أن تنتهي الفترة الانتقالية وأن يستفيد كل مواطن ليبي من أمن وسلام واستقرار ليبيا، والسيد باتيلي كان واضحاً أمام مجلس الأمن حول مبادرته وإذا لعب كل الفاعلين السياسيين الليبيين دورا إيجابياً وفي نفس الوقت إذا أعطى كل المجتمع الدولي الدعم للمبادرة فمن الممكن تنفيذ الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.
في فبراير الماضي قمتم بزيارة إلى مدينة بنغازي لبحث دور الشركات الألمانية في إعادة إعمار المدينة، حدثتنا قليلاً عن هذه الزيارة ونتائجها.
– انا سفير ألمانيا لدى ليبيا ومقر السفارة في طرابلس ولكن من اللازم أن أزور كل أنحاء ليبيا واتحاور مع كل ممثلي المجتمع الليبي سواء مع السياسيين أو رجال الأعمال أو المجتمع المدني والمثقفين، وهذه الرحلة هي الرابعة إلى مدينة بنغازي وفي نفس الرحلة قمت بزيارة مدينة القبة وشحات، وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي فإننا نهتم بشكل كبير بالتطور والتنمية في كل أنحاء ليبيا سواء في الغرب أو الشرق أو الجنوب، والشركات الألمانية دائما متواجدة حتى في أوقات الأزمات وهنالك فرص وإمكانيات للتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين بلدين وهذا هو الهدف من زياراتي إلى كل أنحاء ليبيا وخاصة في الشرق وبنغازي.
ما هي مساعي ألمانيًا لتشكيل توافق دولي حول ليبيا ضمن مسار برلين؟
– اعتقد أن مؤتمر برلين 1 كان بمثابة المفتاح لحل الأزمة الليبية حيث كانت الفكرة في ذلك الوقت هي جمع اللاعبين الدوليين الذين لم يمارسوا دوراً سلبيا في ليبيا وأظن أن المستشارة حينها أنغيلا ميركل نجحت في مساعدة الفاعلين الليبيين والدوليين، ومؤتمر برلين 2 كان تحقيق خارطة الطريق المنبثقة عن حوار جنيف وكنا في طريق جيد مع بعض الصعوبات والآن رأينا هذه الصعوبات في عدم إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر الماضي وهذه المحاولة فشلت ليس بسبب أو مسؤول واحد بل الجميع يتشاركون في المسؤولية وعلينا أن نتعلم من أخطائنا، وألمانيا دائما داعمة لأي مبادرة سياسية إيجابية ومصلحة ليبيا وألمانيا قريبتان جدا وإذا ليبيا بخير فهذا في مصلحة دولتي ولذلك نحاول دائماً أن نلعب دوراً إيجابياً، ومن المهم أن يلعب الجميع بمن فيهم المجتمع الدولي هذا الدور الإيجابي.
كيف تُقيمون الوضع الأمني الحالي في ليبيا عامة وطرابلس خاصة؟
– ليبيا كانت لديها أزمة سياسية واشتباكات مسلحة في الماضي ولكن الآن لدينا اتفاق وقف إطلاق النار وهو ثابت ولم نر رجوع الاشتباكات المسلحة وهذا أمر إيجابي جدا وأظن أن الوضع الأمني بشكل عام جيد وبخير ولكن إذا أردنا استقرار ووضع أمني مستقر بشكل مستدام فمن اللازم أن نبذل جهوداً إضافية ومنها توحيد المؤسسة العسكرية وإصلاح قطاع الأمن ويجب على جميع الفاعلين الليبيين أن يفهموا هذا الأمر لأنه في مصلحة الشعب الليبي.
كيف ترى جهود ليبيا في مجال حقوق الإنسان و “الحوار الوطني”؟
– لابد أن نتكلم بكل صراحة هنا فإنه نتيجة للأزمة في ليبيا فإن وضع حقوق الإنسان يواجه صعوبات كثيرة وهذا يتطلب العمل معا والمطلوب ليس شيئا خاصاً بليبيا لأن حقوق الإنسان للجميع لليبيين للأجانب والمهاجرين واللاجئين ومن هذا المنطلق علينا تحسين وضع حقوق الإنسان ونحتاج لبعض الإصلاحات ومن المهم أن يلعب المجتمع الدولي دوراً إيجابياً في هذا الملف.
كيف ترى ألمانيا اليوم الحرب في السودان ومدى تأثيرها على الوضع في ليبيا؟
– الوضع في السودان كارثي ونرحب بكل الجهود الدولية للوصول إلى وقف إطلاق نار مستدام ونرحب بجهود المبعوث الأممي هناك ومبادرات بعض الدول، والوضع هناك يمثل خطر حقيقي للدول المجاورة ولهذا يجب أن يلعب الفاعلين الليبيين دوراً إيجابياً لتقديم مساعدات إنسانية للسودان والدعم السياسي لكل المبادرات الدولية، وانا متفائل أن يبذل الليبيين كل جهودهم لعدم تأثير الوضع في السودان على ليبيا.
هل ثبت تورط أحد الأطراف المحلية في ليبيا، بدعم أحد الأطراف السودانية؟
– نتابع كل التقارير في هذا الشأن ولكن ليس لدينا في ألمانيا أي معلومات خاصة أو دليل على ذلك، ولكن كما قلت يجب على كل الفاعلين الليبيين أن يبذلوا جهودهم لدعم وقف إطلاق النار في السودان لأنه ليس في صالح السودانيين فقط وإنما في صالح ليبيا أيضاً.
في حال طال أمد الحرب في السودان كيف برأيك سيؤثر هذا على الجنوب الليبي؟
– كما قلت إذا جارك لديه مشاكل فإن ذلك سيؤثر ولكن القدرة موجودة لمنع هذا التأثير السلبي وأظن أن ليبيا كدولة تلعب دورا إيجابياً في دعم المبادرات الدولية وسننجح مع بعض في السودان وليبيا.
كيف يمكن لألمانيا وليبيا العمل سوياً في مكافحة تغير المناخ؟ وهل هناك أمثلة على مشاريع جارية بين البلدين؟
– مكافحة التغير المناخي هدف مشترك ليس فقط لألمانيا وليبيا ولكن لكل دول العالم والمؤسسات الدولية لأن الخطر من هذا التغير المناخي لا يرى حدودا بين الدول ورأينا في ألمانيا وليبيا النتائج السلبية حتى الآن من التغيير المناخي ونتعلم من هذا الدرس أن نعمل مع بعض لأخذ إجراءات ومبادرة مشتركة على المستوى الدولي وتعاون ليبي ألماني بشكل، وليبيا لديها قدرة وإمكانيات في الطاقات المتجددة وألمانيا لديها خبرة في الطاقات المتجددة ومن اللازم جمع القدرة والخبرة في مكافحة التغير المناخي، ولدينا مشروع مشترك بين المنظمات الألمانية والمؤسسات الليبية ومبادرات أممية، ولابد أن نستفيد من هذه الفرص في المصلحة المشتركة.
في كلمة لكم خلال المنتدى الاقتصادي الليبي الألماني الثاني الذي عُقِد في مارس الماضي بطرابلس قلتم إن الشركات الألمانية قادرة على المساهمة في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، هلا أوضحتم ذلك؟
– هذا ليس تخصيص للشركات الألمانية فقط وإنما لكل الشركات الدولية والليبية ولكل القطاع الخاص، فمع التنمية والتطور الإيجابي في الاقتصاد فهذا سبب أساسي للأمن والاستقرار في البلد، وفي نفس الوقت نحتاج لأمن واستقرار البلد لتحقيق كل الفرص في القطاع الاقتصادي ولابد أن نبذل كل الجهود في ذلك، والشركات الألمانية تهتم كثيرا بالسوق الليبي كشريك وتلعب دورا مهما في قطاع الكهرباء والنفط والغاز ومستقبلا في الطاقات المتجددة.
ما هي أهم المنتجات التي تصدرها ليبيا إلى ألمانيا؟
– أهمها كما نعلم هو قطاع الطاقة في النفط والغاز ولدينا الآن فرص في المستقبل لإصدار الطاقات المتجددة إلى ألمانيا وأظن أن هذا الأمر في مصلحة الدولتين والشعبين.
فيما يتعلق بمنح تأشيرة الدخول للمواطنين الليبيين إلى دولة ألمانيا ما هي الإجراءات الجديدة في هذا الشأن؟
– انا أفهم أن الوضع الآن ليس جيداً حيث كل مواطن ليبي يريد تأشيرة دخول ألمانية عليه الذهاب مرتين إلى تونس ويتحصل عليها هناك من السفارة الألمانية، ولدينا بعض المشاكل الإدارية والقانونية لتغيير إيجابي بسرعة ونحن نتعامل مع شركات خاصة في هذا الأمر في كل العالم ونتمنى أن يحدث ذلك قريبا في ليبيا واختيار الشريك شيء مهم وهذا يحتاج لبعض الوقت، وانا وجميع موظفي السفارة الألمانية في ليبيا نحاول أن نغير هذا الوضع ويكون أسهل وأحسن للمواطن الليبي.
اترك تعليقاً