يقول فرديدريك نيتشة: “خذ حذرك وأنت تقاتل الوحوش حتى لا تصبح واحدا منهم”. وهذا حال فيدراليو بنغازي، فهم من كثر قتالهم ضد المركزية والمركزيين (كما يقولون) حتى أصبحوا مثلهم بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
وبالإضافة إلى ذلك ينطوي خطابهم على صبيانية سياسية!! نريد المؤسسات!!!. عوض أن يقولوا كم فرصة عمل نريد من الحكومة توفيرها كل سنة في بنغازي، وكيف نقضي على معدلات البطالة، يريدون مؤسسات لا تكفي للقضاء حتى على نسبة 5 % من البطالة في بنغازي المتزايدة بمعدلات مخيفة كل سنة!! هذه هي خطتهم ومقدار نظرهم الاقتصادي الرث البالي.
هناك من تريد أن ترفع مكانه وهو يصر أن ينزل بنفسه لأسفل السافلين ، فعوض أن يتكلم هؤلاء عن العدل ، وعن درنة (مثلاً) ، فكم نتآلم عندما ندخل هذه المدينة ونرى حالها المبكي المحزن وسكوتها ونتذكر تضحيات شبابها الشجعان ومواقف أهلها التي بعجز اللسان عن وصفها . عن (الكفرة) حيث حالها يبكي حتى العدو حيث وصل الحال الاقتصادي والفراغ بالناس إلى حد الاحتراب الأهلي. أحدهم قال لنا هؤلاء رجال برقة !!!! صلوا على برقة جنازة الغائب إذا كان رجالاتها بمثل عقلية هؤلاء المرضى نفسياً.
ما نخشاه أن يكون هؤلاء بولدانياتهم السياسية ومراهقتهم سبباً في إثارة كراهية تجاه مدينة بنغازي في برقة وبالتحديد، فالي الآن قابلني أكثر من 20 شخص وقرأت تعليقات لأشخاص من أكثر من مدينة في برقة بالتحديد ، ووجدنا أنفسنا ندافع عن بنغازي وأن هؤلاء لا يمثلون سكان بنغازي، ولو وجد من يعجب بخطاباتهم نتيجة استعمالهم سياسة سحرة فرعون.
هؤلاء أنانيون، وهي مشكلة نعاني منها في كافة طبقات المجتمع ، ولكن عندما تصل هذه الآفة لدى الطبقات السياسية المتصدرة للمشهد السياسي يصبح الوضع خطيراً جداً، فالأنانية لا تتعارض مع مصلحة الوطن ى بل مع المدينة لواحدة والمنطقة الواحدة ، لا بل تتعارض حتى مع الإيمان. كم يساء لبنغازي ولبرقة وليبيا بأسرها بخطابات هؤلاء الصبيانية وأنانيتهم الفاقعة المريضة.
(عاصمة الثورة) (الشرارة) ، هذه الكلمات والجمل يمكن أن نقبلها من شباب متحمس أو أشخاص عاديين ، ولكن بنغازي وبرقة وليبيا تعاني من طبقة سياسية في بنغازي تمتهن هذه الخطابات الغرائزية والتي لا تنتج إلا عن العُجب وتعكس عقد نفسية وتضخم للذات مميت ، وهذا لن ينتج إلا كراهية ضد المدينة للآسف من كل ليبيا بأسرها، فمثل هذه الخطابات تثير الإشكاليات في العائلة والقبيلة الواحدة فما بالك بوطن أو منطقة جغرافية بأسرها . فهذه الأمراض وصلت بأحدهم في بلاد الحرمين إلى أن يقول: “محمد صلى الله عليه وسلم (سعودي) !!!! وطبعاً هذا ليس موجهاً لغير المسلمين بل للمسلمين !! كما هو حال خطاب هؤلاء المراهقين موجه لليبيين.
ما أشبه هؤلاء بمكيافيلي من أن الغاية تبرر الوسيلة، غير أن مكيافيلي يفوقهم بكثير ، فالكثير يستنكر على مكيافيلي شرعنته للوسيلة أياً كانت، في حين أن الوسيلة والغاية لدى هؤلاءغير مشروعتين . فينطبق على دعواتهم مقولة كلمة باطل يراد بها باطل. فغايتهم حتى ليست بنغازي، بل هي أنفسهم ولا شيء غيره، وليرجع البعض لتاريخ هؤلاء السياسي ولينظروا ماذا فعلوا هم أو عائلتهم لبنغازي أو غيرها.
كل شيء مباح وجائز ما دام يحقق أغراضهم الضيقة ، فمحاولة الانقلاب عمداً على الدولة وعلى ثورة 17 فبراير من مصنع الصابون وكأنها لم تقع أبداً فيخرجون عليك بكلام منمق وبأنهم أهل حوار وطرح للأفكار فقط !!!! وقطع الطريق وتحدي الدولة والناس بالأسلحة ومحاولة إعاقة الانتخابات بالإرهاب المسلح يريدون شطبه ويصبحون بين عشية وضحاها من دعاة السلمية ، ويظهرون أنفسهم بالحمل الوديع الذي يخشى الذئاب.
وهذا الاتجاه إقصائي بامتياز ، وهذا حال التطرف في أي عاطفة أو انتماء ، ومن أهم إمارات الاقصائية النظرة للشعب . فأي شخص يتحدث باسم الشعب وكأنهم قطعان أغنام ، ويعلي من شأنهم عندما يرى عدد كبيراً منهم يؤيدونه ، في حين يلهبهم سياط السخرية عندما يرى أغلبهم لا يؤيده فهو إقصائي يحتاج لعلاج نفسي مكثف.
المنطق والمنهج العلمي يكاد يكون منعدماً لدى هؤلاء. وإن كان ذلك يُعزى في جانب كبير منه إلى الضعف العلمي والثقافي وعقد النقص لدى عدد كبير منهم ، إلا أن بعضه ينعكس ثقافة تنتج عن محيط نفعي مصلحي شخصي.
بعضهم يلجأ إلى الأساليب البدائية في الجدال المنطقي ، مثل القول بأنه بما أن الدول الفيدرالية دول متقدمة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية فإن الفيدرالية هي أفصل النظم السياسية لتحقيق التقدم السياسي والاقتصادي في ليبيا. وهذه الحجة فضلاً عن كونها خيانة علمية، لأنها غير صحيحة، فإن منطقها يؤدي إلى نتائج شاذة غريبة، وهذا حال هذه الأساليب البالية في الجدال المنطقي.
فهي غير صحيحة بدليل أن أفضل الدول على مؤشر الديمقراطية والرفاهية و والشفافية وحرية الصحافة هي فنلندا (جمهورية) السويد (ملكية) النرويج (ملكية) هولندا (ملكية) نيوزيلندا (ملكية) النرويج (ملكية).
ولو استخدما أسلوبهم الجدلي البالي لوصلنا إلى نتائج شاذة كالتالي الآتي:
أفضل دول على مؤشر رفاهية سكانها والشفافية (الفساد المالي) والحرية الاقتصادية وحرية الصحافة هي:
1- الدانمرك (ملكية) الأغلبية بروتستانتية
2- فنلندا (جمهورية) الأغلبية بروتستانتية
3- السويد (ملكية) الأغلبية بروتستانتية
4- النرويج (ملكية) الأغلبية بروتستانتية
5- نيوزيلندا ( ملكية ) الأغلبية بروتستانتية
6- هولندا (ملكية) البروتستانتية تكاد تمثل الأغلبية.
إذا أضفنا إلى ذلك أن بريطانيا (الأغلبية بروتستانتية ) وأمريكا (الأغلبية بروتستانتية) وألمانيا (الأغلبية بروتستانتية) فبمنطق هؤلاء الصبياني (الشكلي السطحي) في قياس تقدم الأمم والشعوب يجب أن ننشئ في ليبيا نظاماً ملكياً ونتحول للمسيحية وفق المذهب البروتستانتي لكي نتقدم اقتصادياً وسياسياً!!!!!!.
لا بل أن منطقهم يؤدي إلى الترويج للدكتاتورية والمركزية ، فالكل يعلم أن أسرع دولة في معدلات النمو الاقتصادي بدرجة خيالية هي الصين ، والصين دولة دكتاتورية ولديها حكومة مركزية وتعتمد التخطيط المركزي ، إذن فالحل لتقدم ليبيا هو الدكتاتورية والمركزية!!!
من أساليبهم أيضاً الانتقاء المتعمد والقياس بدون اخذ الفوارق، فيقولون لك أن باكستان انفصلت عن الهند لأن مركزيو الهند رفضوا النظام الفيدرالي، وكذلك الحال في السودان. وهذا أيضاً فيه جانب غير صحيح فيما خص السودان، فجنوب السودان كان فدرالياً قبل أن يفصل، أما الاختلافات بين هذين النموذجين وليبيا فهو أبين من نبينه.
فنحن نستطيع أن نأتي بأمثله عديدة تؤيد أن الفيدرالية أنتجت حروباً ومآسي وتشظي، ولكننا ندرك أن كل تلك أمثلة نسبية ولها ما يخالفها، فالأمور الاجتماعية ومن ضمنها السياسة أمور نسبية تختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان.
فهذه أساليب العاجزين، الذين يقل مستواهم العلمي والثقافي، ومستويات الذكاء لديهم فيحاولون التعويض عن ذلك بمنطق جهوي أو قبلي أو حتى مذهبي عنصري إقصائي كرد فعل غير واعي لما يعانوه من عقد نفس عديدة ومعقدة.
ولذلك فنحن نرى أن هؤلاء سيكون لهم تواجد في يوم 15 فبراير ، فحيث اللامنطق والعنف والفوضى والغموض والمنفعية يكونون ، وبالإضافة إليهم سنجد:
1- من لم يخرجوا يوم 17 فبراير وفاتهم لذة أن تتظاهر ضد القذافي في بضع مئات وهو في كامل قوته (واشعبطوا شعبيط) لاحقاً.
2- خبراء التصعيد الشعبي سابقاً. ومحترفو عقود تشاركيات وشركات الجماهيرية العظمى.
3- من يريد أن يخرج قريبه أو صديقه من السجن.
4- من يريد النهب (أراضي سيارات عقارات أموال ذهب) بعد أن فاته قطار (الهلت) ، أو نفذ ما لديه.
5- المثاليون الذين يرون أنفسهم ملائكة والآخرين شياطين ، وهم الحق المطلق والآخرين الخطأ المطلق. (أنبياء ورسل إلا خمسة).
6- العاجزون، من يظنون أن الدول تبنى وتصلح بالمظاهرات ، ما يضحكني أن(أطيب) شخص منهم (عالق كهرباء منزله أو محله أو مكتبه عالخط الخارجي). وما خفي كان أعظم.
7- من لديه ثار شخصي مع تيار سياسي ، ويريد تصفية حساب معه.
أتركوا الليبيين يفرحوا بهذه الأيام الجميلة، بعد أن سأموا صبيانياتكم وولدانياتكم ومحاولة كل منكم استغلال أي شيء ولو كان ذكرى جميلة مفرحة ك 17 فبراير لتنفيذ ما يريد هو وجمعه أو لتصفية حسابه مع خصم سياسي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً