(1)
سقط مئات القتلى في تركيا والألوف في مصر وفي اليمن، ومثلها في ليبيا وأضعافها في سوريا، ومع ما لحق هذه البلدان من دمار وحصاد علقم، لا تزال تتجرعه هذه الدول من جراء سموم غرفة العمليات، التي يسيرها ويجتمع فيها كل هارب وخائن لفظه شعبه، تلك الغرفة التي تدار من قبل ثلاث دول عربية، ودولة أوربية، وبعلم أمريكي، وتخطيط صهيوني، وتعاون رافضي.
هي غرفة تعمل على إعادة أنظمة الاستبداد، التي ورثت الدول الاستعمارية، وعملت على تزييف وعي الشعوب، وانتهاك حقوقهم، وقد عددت تلك الأنظمة أساليب التزييف والقمع، حتى ظن الحكام وأسيادهم أن هذه الشعوب لم يعد فيها عرق ينبض، لكن الشعوب بلغت درجة من الاحتقان جعلها تنتفض مع أول بارقة أمل.
تلك البارقة التي بدأت من تونس وعمت معظم البلدان المحكومة بعساكر في ألبسة مدنية، وكانت الأنظمة البائدة تتساقط الواحد تلو الآخر كأوراق الربيع، بين هارب وأسير ومقبور ومحروق متآمر، ومكابر أرعن صارت براميل المتفجرات وجبات إفطار يقدمها كل صباح لأطفال الشام.
منذ ذلك الحين والغرب وعملاؤه في المنطقة الذين ضاقوا وخافوا من المدَّ الثوري بدأوا التخطيط والترصد لإعادة الوضع على ما كان عليه قبل انطلاق الثورات المباركة.
حاولت غرفة عمليات التآمر ترويج إفك مفاده؛ أن الشعوب ملت من الأنظمة التي انبثقت عن الربيع العربي، وسوقت هذا الإفك في تهريجها الإعلامي الهادر، وذلك محاولة منها في إخفاء الدمار الذي ألحقته من خلال الثورة المضادة التي تمت بتنفيذها ورعايتها ماليا بعد أن خطط لها غربيا، ولحنق هذه الغرفة المشؤومة وأسيادها على الشعوب العربية اتخذت في سبيل وأدها طرقا شتى ووسائل عدة.
(2)
ففي الكنانة، لمحورية مصر وأهمتها، مولت غرفة العمليات الانقلاب العسكري الفاشي الذي أرجع مصر عشرات السنين إلى الوراء؛ فالانتهاكات على أشدها والقتل خارج القانون صار أمرا مألوفا مباحاً في مصر.
وفي تونس حاولت إعادة السيناريو المصري غير أن تعثر الانقلاب الواضح في مصر، ومهنية الجيش التونسي جعلها تأخذ طريقا آخر عنوانه نشر البلبلة من خلال الاغتيالات السياسية ثم تمويل مرجعيات دكتاتورية لتكون واجهة لها، ولولا حكمة التونسيين لكانت سجون القيروان الآن مسالخ للأحرار.
وفي اليمن قامت الغرفة بتمويل الحوثي ودعمه من خلال ابن المحروق المقيم قريبا من الغرفة لتترك اليمن في حرب داخلية لا تبقي ولا تذر، ولتسلمه على طبق من ذهب لإيران.
ولم تكن ليبيا، ذات المكانة الاستراتيجية، لتتركها الغرفة تشق طريقها نحو الاستقرار والتقدم لتنسى عهد المقبور وسنواته العجاف، فقد أوحى أسياد الغرفة في الغرب لعبيدهم في الغرفة أن استقرار ليبيا يعني انتهاء أي دور تجاري لمحدثي النعمة الممولين للثورة المضادة، فقامت الغرفة بتمويل انقلاب فاشل على قناة العربية، القناة التي صارت أنشط منبر إعلامي للثورة المضادة.
حتى المغرب التي شهدت تحولا إصلاحيا حكيما لم يسلم من مخططات الغرفة واستهدافها، فقد كشف المغاربة عن مخططات وتهديدات تنطلق من الغرفة لنشر الفوضى في المملكة المغربية، وإسقاط الحكومة المنتخبة فقط لأنها ذات توجه لا يروق لأهل الغرفة المشؤومة.
(3)
لم تكن المؤامرة الكبيرة التي حيكت ضد تركيا ونظامها الديمقراطي مفاجئة بل كان المراقبون يتوقعون عملا من هذا النوع في كل لحظة وفي كل حين، وذلك لأن غرفة العمليات التي نصبت نفسها وكيلا لحماية المستبدين، وسدا منيعا دون تطلعات الشعوب للحرية والديمقراطية لم يهدأ لها بال منذ نجحت مؤامرتها نسبيا في إسقاط أمل المصريين في حياة كريمة وحرة، ونجاحها في إطالة عمر نظام بشار الأسد، ونشرها للفوضى في اليمن، والتقتيل والتهجير في ليبيا.
ومنذ ذلك الحين وهي ترى أن النظام الديمقراطي ذا التوجه الإسلامي يقف عثرة في إكمال مخططاتها، وذلك لأن النظام في تركيا قدم مثالا حيا لنجاح الإسلاميين في الحكم وتصالحهم مع الحداثة من غير صدام، وكونهم نقلوا تركيا من دولة قريبة من الفشل إلى دولة رائدة في كل المجالات.
وقد حاولت غرفة العمليات مع تركيا أولا محاولة ناعمة حيث كانت لهم يد في تمويل المعارضة في الانتخابات مما نشأ عنه تقدم نسبي للمعارضة في الانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو 2015م، وقد نشأ عن ذلك التقدم عدم استقرار سياسي وهو ما تطمح له الغرفة غير أن الأتراك خيبوا أملهم في الانتخابات العاجلة التي دعا لها رئيس الجمهورية في نوفمبر 2015م، حيث صوتوا بأغلبية مريحة لحزب العدالة والتنمية ليواصل مشوار البناء وليرغم أنف الثورة المضادة.
ولَمَّا لم تنجح تلك الوسيلة الناعمة فبدأت الثورة المضادة في التشويه الإعلامي لأوردغان وحزبه وصولا إلى الانقلاب الفاشل الذي كان الإعلام التابع للغرفة راعيا رسميا له من خلال اسكاي نيوز وقناة العربية اللتين روجتا له وكذبتا في أخبار كثيرة كالعادة في مؤامرة كبيرة أعد لها إعداد ضخم، لكنها باءت بالفشل بسبب يقظة الحكومة التركية وقيادتها، ولأن الشعب التركي العظيم ذاق طعم الحرية والاستقرار السياسي لأكثر من عقد من الزمان، ولم يعد رجوعه للأزمنة العسكرية متاحا بأي حال من الأحوال.
(4)
أحمد الله على سلامة المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج، عدا أعضاء الغرفة، من العبث ونشر الفوضى بهم الذي تطمح له غرفة العمليات من أجل استكمال مشروعها الخبيث الذي كان ستُعبد له الطريق لو نجح الانقلاب في تركيا.
العبرة الأهم المستخلصة من كل هذا؛ أنه يجب أن تنتبه الدول الراشدة لخطر هذا التمدد الفاشل فتأخذ حذرها وتوقف هذه الغرفة المشؤومة وأهلها عند حدهم قبل أن يستفحل الأمر وأن تصلهم النيران. عليهم أن يعوا أن التصدي لهذه الغرفة وتوحيد الجهود لإجهاض محاولاتها مصيري فوجودها مهدد لوجدهم .
صار من الواضح أن الغرض من كل هذه المحاولات التخريبية هو كشف ظهر المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج، غير المشاركة في الغرفة المشؤومة.
بات واضحاً أيضاً أن إضعاف عمق بلاد الحرمين الاستراتيجي، الذي صار الرافضة يتمددون فيه من كل جهة، وقد صار من اللازم على المملكة العربية السعودية وعلى تركيا والمملكة المغربية والسودان والجزائر، وجميع القوى الثورية في اليمن وسوريا ومصر وليبيا وتونس، مواجهة غرفة العمليات ومموليها، فليس معقولا أن تستمر غرفة من المنبوذين في نشر الفوضى والاقتتال في ربوع هذه الدول من غير أن يوقَفَ المجرمون عند حدهم…تركيا ستكون خير ظهير للجادين في تفكيك المتآمرين ومخططاتهم.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
ما شافش عاره شاف غير جاره
اللى اخافو ماتو
ان لم تستحى فقل ما شئت
الميزان واحد ولكن كل حد تكيلوله كيف ما تبو
شعب لقاق من يومه وخصوصا خوة الفول
قد لا يجد المرء وصف يناسب هذا الهذيان والتهريج ينطبق عليه المثل الليبي القائل في نفس الذبيحة كتف حلال وكتف جيفة الاستعانة بالغرب في التخلص على القذافي حلال وتنادي الليبيين للتخلص من الأهارب والتكيل الذي مارسه الإخوان في في حق الشعب الليبي بسرقة قوت العباد ورهن البلاد لجماعة الإخوان العالمية حرام.
ما لا يفقه مثل أهبل عرادة هذا انه خارج تالتغطية الزمنية التي هي عليها الحال اليوم بعد ثبت بما لا يدعوا للشك أن الإخوان هم مثلهم مثل الامبريلية والصهيونية فكل هذ الحركات تتدعي حماية ورعاية دين الله ولطنها في الواقع تنهب وتقتل وتدمر وتشرد فالامبرياية تتدعي أنها حامية وراعية للمسيحية والصهيونية تتدعي انها راعي وحامي لليهودية والإخوان المسلمين يدعون حماية ورعاية الاسلام وكل منهم في حقيقته يستخدم نفس الحيلة والخذيعة فهم متفقون لكنهم متنافسون في الاستحواذ على النصيب الأكبر من مقدرات الشعوب