لقد قرأت لتوي في صفحة ليبيا المستقبل الخبر المعنون:
“الحكومة تمنح الأسر المحتاجة للسكن ببنغازي مائة وعشرين ألف دينار”
رغم اننا نرحب بل وندعوا الى ان تيسر الدولة حياة الليبين والمقيمين على ارضها، وجعلها بلاد خير على كل اهلها وكل قاطينها، الا ان في اعتقادي ان هذا التصرف هو تبدير وهدر للمال العام، ومؤشر على فشل الحكومة والمؤتمر في عملهما، وان هذه المنح تغطي به الحكومة عن فشلها في اجاد حلول لهذه القضايا.
ان هذه المبالغ ضخمة، لو تم استثمارها بشكلها الصحيح فستحل المشكلة ولن تكتفي بعلاجها فقط، بل وستحل مشاكل اخرى كمشكلة البطالة، حيث الاستثمار في الاسكان سيحتاج الى الطاقة البشرية من مهندسين وعمال وبنائين، وكل هذا يعود بفائدة كبيرة على المجتمع.
ان المشاريع الكبيرة في الاسكان حين تتولها الدولة لن تأخد وقت وزمن كبير في انجازها، بينما توفر السيولة في يد المواطنين سيعمل على رفع العقارات والاراضي، فتصبح المبالغ الضخمة التي منحت للمواطنين لحل مشاكلهم السكنية لا تكفي لشراء الاراضي، ناهيك عن بنائها. وتستمر بالتالي حاجة المحتاجين، بينما تنتقل اموالهم الى المؤسرين وتجار الاراضي والعقارات، وتستمر المشكلة.
يؤسفني ان تغيب هذه الامورا عن صناع القرار والمشرعين لما فيها من يسر الادراك، لذلك لا اجدني الا في وضع يسمح لي ان اتهم من وراء هذه القرارت بسؤ النية، بل والخيانة لما اتمنو عليه.
اني ادعوا كل المخلصين الى التصدي لهذه الامور المريبة، ونحتفظ بالحق في معرفة من وراء هذه القرارات الهدامة، وما هي دوافعهم التي لا ارى رائحة النبل فيها.
والله من وراء القصد
اميس انتمورا
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً