غضب بين أوساط الإخوان في الخليج من تفضيل محمد مرسي للرياض على الدوحة

بلغت ذروة التفاعلات مع زيارة الرئيس المصري الى السعودية حين دمعت عينا محمد مرسي في المسجد الحرام وأمام الكعبة أثر تلاوة لأمام المسجد تتضمن الآية القرآنية “وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم”.

ويرى متابعون ان إمام المسجد الحرام الشيخ خالد الغامدي قصد من ايراده هذه الآيات تذكير الرئيس المصري بحال سابقه مبارك.

كما حرص الملك عبد الله بن عبد العزيز على اطلاع مرسي على توسعة الحرم المكي التي تحمل اسمه، ووضح دور ولي العهد السعودي الامير سلمان في تولي ملف العلاقة مع مرسي حيث استقبله في المطار وبقي طوال الزيارة معه حيث تم التشاور على بدء علاقات طيبة وجيدة بعد ان ساد لغط كبير حول مستقبل العلاقات بين السعودية ومصر بعد وصول الاخوان المسلمين للحكم.

وأثارت زيارة الرئيس المصري محمد مرسي الى السعودية قلق اطراف عديدة في المنطقة، حيث انها أول زيارة له خارج مصر بصفته رئيسا، كما اثارت امتعاض اطراف مدعومة من ايران.

وتسائلت اوساط محسوبة على الإخوان المسلمين عن عدم زيارة مرسي لقطر بصفتها الراعي الاعلامي والممول لنشاطات المجموعات الاسلامية.

وعبرت اطراف داخل جماعة الاخوان المسلمين في الخليج العربي عن غضبها من الزيارة، وتحدثت عن ان الزيارة في غير محلها، حيث ان السعودية وقفت ضد الثورة منذ بدايتها لتحالفها مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وتساءلت الاطراف نفسها عما اذا كان قد انحصر الدور القطري في دعم الثورات، بينما تقطف السعودية ثمارها.

وبدا الاعلام الايراني منزعجا من هذا التقارب الجديد، حيث شن حملات اعلامية محاولا استرجاع قضية الجيزاوي وهو محام مصري تم القبض عليه في مطار سعودي بتهمة تهريب ادوية ممنوعة للسعودية.

في غضون ذلك أكد الرئيس المصري أن استقرار المنطقة “يستلزم استقرار مصر واستقرار الخليج، وعلى رأس دول الخليج المملكة العربية السعودية”.

وقال مرسي في تصريحات للصحفيين في وقت متأخر الأربعاء عقب لقائه مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة (غرب المملكة) “ندعم استقرار المنطقة ونمضي عليه تحت ظل الأخوة والمحبة والمستقبل بمشيئة الله تعالى بين البلدين.. ما دار بيني وبين الملك عبدالله من حديث وجرى بيننا من حوار كله لصالح المنطقة واستقرارها ولصالح الشعبين”.

وتابع مرسي “ما تحدث به خادم الحرمين الشريفين كله لصالح المستقبل ولصالح المنطقة ولصالح مصر ورأيت فيه الحكمة والعقل والمعرفة والحب لأهل مصر”.

وأوضح “أنه كان حريصا على أن تكون أول زيارة له خارج مصر للمملكة العربية السعودية مهبط الوحي وجامعة القلوب لما تتمتع به العلاقات المشتركة بين البلدين من عمق تاريخي ممتد الجذور”.

وحول اجتماعه بالأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قال الرئيس المصري ان “الاجتماع يأتي استكمالا لبعض النقاط الكثيرة الطيبة التي كانت مستمرة والتي نريد لها تقوية أكثر في المستقبل”.

من جانبه، قال الأمير سلمان بن عبد العزيز ردا على سؤال عن مستقبل العلاقات السعودية-المصرية: “أقول إن ما قاله فخامة الرئيس محمد مرسي يعبر عن رأي خادم الحرمين الشريفين والمملكة وشعب المملكة”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً