سنوات من عمر ليبيا وعمر الشعب الليبي تكاد تكمل العقد الأول من عهد لم يكن من حصاد الا ساسة تنفيذ وتشريع (حكومات ومجلس نواب ومجلس دولة ومؤتمر وطني) ضربوا عجباً في تسييرهم المتخبط لليبيا نحو الانهيار ولا يستطيعون عكس هذا النحو إلى نحو الاستقرار لضعف في القدرات العقلية والنفسية والشخصية ولضعف في الاخلاق فجعلوها بلادا شديدة الفشل وشديدة الفساد وشديدة الرداءة وشديدة التعقيد وشديدة البؤس.
تحصنوا في مناصبهم إلى حد تقسيم البلاد بينهم إلى دولة ليبية في الشرق ودولة ليبية في الغرب ومددوا لانفسهم دون أن تكون لهم أي إنجازات أو أي إرادة للنهوض بليبيا بل ينامون كسلاً ويستيقظون كسلاً في فنادقهم وقصورهم على شدة الانهيار وشدة الانحطاط وشدة الفساد وما استيقاظهم الا بورود ثرواتهم الشهرية التى خصصوها أو غنموها لانفسهم.
مددوا لانفسهم وامتد البؤس بالشعب الليبي وكأن الشعب الليبي ليس من حقه ان يحيا بكرامة واستقرار كما تحيا شعوب العالم ، مددوا لانفسهم وامتد بليبيا الانتهاك والضياع وكأن ليبيا ليس من حقها ان تكون بلادا ذات سيادة وذات ريادة ولا حق الا للسفيه والأحمق والمجرم والجشع في ان يظل ابدا نائبا او عضو مجلس دولة او عضو مؤتمر وطني او وزيرا او مديرا او سفيرا وقد ارادوها بلادا مريضة محتضرة ، وأرادوا ان يكونوا هم فيروسات وبكتيريا مرضها، فيروسات حقيقية مفترسة لليبيا ومفترسة لشعبها لاتتزحزح عن مواضع مناصبها حيث وجدت الافتراس في مناصبها السياسية.
ساقط مسقط الدستور والإعلان الدستوري ساقطة مسقطة الديمقراطية وانتخاباتها ساقطة مسقطة الشعارات الوطنية عندما ترهن بلاد وشعب تحت حكم اللصوص والسراق والجهلة والسفهاء فيدخلونها في حالة مطلقة معقدة من البؤس السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما هو حادث في ليبيا.
ان إنقاذ ليبيا والنهوض بها لايتطلب ليبيين ولا يتطلب اصول وطنية بل يتطلب اخلاق انسانية وقدرات عقلية ونفسية وهى تتعلق بالفروق الفردية بين البشر وليس لهذه الاخلاق الإنسانية والقدرات العقلية والنفسية وجود عند ساسة ليبيا على تعاقبهم الا القلة منهم والدليل ان ليبيا تتهاوى ولاتنهض وتتساقط ولا تصعد بوجود هؤلاء الساسة الا ان هذه القدرات العقلية والنفسية والاخلاق الانسانية كانت بارزة وواضحة عند غسان سلامة الذي لاينتمي لليبيا والذي لا اصول وطنية له في ليبيا وظهر كشخصية سياسية جامعة في المشهد السياسي الليبي لها ارادة واضحة لانتشال ليبيا من مستنقعها وضمن حدوده الوظيفية الضيقة كمبعوث للأمم المتحدة في ليبيا استطاع ان ينجز مالم ينجزه حكام ليبيا وكانت له ارادة ماكانت لحكام ليبيا الذين اصولهم وطنية وجنسياتهم ليبية وليس الامر مستغربا كما يبدو للكثير لان ادارة اي بلاد لايتطلب ان يكون من يدير هذه البلاد اصوله وطنية او ان يكون من جنسية البلاد او ان يكون من قبيلة من قبائلها ذات الانتماء الفخري لعهد الجاهلية الاولى بل يتطلب قدرات عقلية ونفسية واخلاق انسانية وليس غريبا ان يكون غسان سلامة هو الناهض بليبيا وهو الطبيب المعالج لبلاياها المتراكمة والمفاجئة بارادة وطنية وكأنه بالفعل ليبي وأصوله ليبية في حين ساسة وحكام ليبيا لايجيدون الا الثرثرة عبر القنوات الفضائية والمؤتمرات الصحفية في سفه سياسي غريب.
من رصيد الإنجازات الوطنية والتاريخية لغسان سلامة في ليبيا الذي يؤشر لقدرات عقلية ونفسية واخلاق انسانية مفقودة عند ساسة ليبيا وهو رصيد لم يحصده احدا من ساسة فبراير على تعاقبهم ، الآتي :-
- سنوات من الصراع في ليبيا بين اطراف لم يجمعهم وطن ولم يجمعهم دين ولم تجمعهم اخلاق واستطاع غسان سلامة ان يجمعهم لاجل ليبيا في عدة اجتماعات دولية في باريس وجنيف وايطاليا وتونس وغيرهم.
- بعد الحرب الاخيرة على الهلال النفطي لم ينظر حكام الشرق الليبي وحكام الغرب الليبي بحكمة الحكام الحكماء الى مصلحة الشعب الليبي في الهلال النفطي كما نظر بحكمة اليها غسان سلامة فحكام الشرق الليبي ارادوا ادارة النفط الليبي بأنفسهم وحكام الغرب الليبي ارادوا ادارة النفط الليبي بأنفسهم مما سينشأ عن ذلك صراع سيدخل النفط الليبي في حالة من التعطل ستكون تداعياتها كارثية على ليبيا واستطاع غسان سلامة بتدبير عقلي الملاءمة بينهما بحراسة النفط من المنطقة الشرقية وادارته في المنطقة الغربية وتقسيم عائداته على الطرفين مما أعاد تدفق النفط الليبي من جديد وماكان سيتدفق النفط لولا غسان سلامة لتعنت قيادة العسكر والعصابات في الشرق الليبي ولتعنت ساسة طرابلس في تلك الفترة.
- لم تنته الحرب الاخيرة في طرابلس بين عصابات طرابلس السمينة والعصابات الغازية النحيلة لولا تدخل غسان سلامة عبر مساعيه التى خلصت باتفاق الزاوية الذي أنهى الحرب انذاك ولم يسمع من ساسة ليبيا الا التصريحات والتخرصات والتفرج الصريح من قصورهم وفنادقهم على هلع وقتل وتهجير المدنيين في طرابلس ((لمعرفة العصابات السمينة والعصابات النحيلة اطلعوا على مقال (مايحدث في مدينة طرابلس) من مقالاتي)) .
- من حرفة ساسة ليبيا انهم شتتوا الشعب الليبي شتاتا وأبادوا وحدته الاجتماعية والوطنية وناموا على ذلك واستطاع غسان سلامة عبر ترتيبات متأنية ان يجمع الليبيين ويصهر هذا الشتات عبر مؤتمرات وحوارات وطنية جمع فيها الليبيين داخليا وخارجيا حتى جمعهم اجمعين على المؤتمر الجامع الذي سينعقد لاحقا.
- عرفوا ساسة ليبيا باللامبالاة وبانعدام لغيرتهم على اموال ليبيا في الخارج لهذا لامراقبة ولا حماية للارصدة الليبية في الخارج الا من الامم المتحدة عبر غسان سلامة.
- يعرف على ساسة ليبيا استسلامهم لابتزاز العصابات المسلحة في شرق وغرب ليبيا على السواء والتى صرفت لها الاموال العامة ظلما وهدرا ونهبا ولا ارادة لديهم لردع هذه العصابات والحد من إجرامها الا بخطوة من غسان سلامة بما يعرف بالترتيبات الامنية ولو انها خطوة لازالت متعثرة.
- بسبب السياسات السفيهة الاقتصادية والمالية لساسة ليبيا وصل ابناء الشعب الليبي الى حالة معيشية بائسة عجز فيها عن شراء الغذا والدواء والكساء بعد ان خصصوا ثروة الشعب الليبي لانفسهم واكتفوا بالتفرج عليه ولم يحركهم دافع وطني او اخلاقي او انساني لاقرار إصلاحات او اجراءات اقتصادية الا بعد حث وحض من غسان سلامة لاقرار اجراءات اقتصادية وهى الاجراءات الاقتصادية الاخيرة المتعلقة بتحديد سعر اصلاحي للعملات الأجنبية من مصرف ليبيا المركزي.
- لا احد من ساسة او حكام ليبيا صرخ او صرح او كانت لديه غيرة وطنية على النهب والسرقات لاموال وثروات الشعب الليبي الا غسان سلامة عبر صرخات إنسانية اخلاقية ((مايحدث في ليبيا نهب ممنهج لمالية الدولة)) ((ان هذه البلاد ضحية لنهب ممنهج)) ((أطرافا دولية تشارك في النهب)).
هذا بعض من رصيد الإنجازات لغسان سلامة وفي فترة قصيرة من تعيينه مبعوثا للأمم المتحدة، اليس جديرا برئاسة ليبيا لانقاذها ، ليكن قدوة لكم ياساسة ليبيا حتى تكونوا جديرين برئاسة ليبيا فما صنعه لم تصنعوه وما انجزه لم تنجزوه ولا تثريب ولا لوم عليكم فالمسألة مسألة قدرات عقلية ونفسية واخلاق انسانية لم تملكوها وملكها غسان سلامة، التثريب واللوم على من صمت وسكت عليكم ومن انتخبكم وانتم لاقدرة عقلية ولا نفسية ولا اخلاق انسانية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
ولما لا …. كلمات النشيد و ألحانه ليست ليبية والعلم الله اعلم فلماذا لا يكون الرئيس غير ليبي هذا ليس بالجديد علينا