بداية أود القول أننى حاولت أن أجد وجهاً للتشبيه لما يحدث فى ليبيا هذه الأيام من صراعات دائرة حول تولى المناصب فى الحكومة والسفارات والهيمنة على المؤتمر الوطنى ومفاصل الدولة من قبل ما يُسمى الأحزاب الكبيرة وما يتبعها من أحزاب صغيرة قزمية تابعة لها تود أن يكون لها مكاناً حتى (ينالها من المكاسب جانب كما يُقال) ولكن يبدوا أن الهوايش والتماسيح هيمنوا على كل شئ ، فلم أجد تشبيهاً سوى ما كان يحدث فى (قرية زها لنظار) من خلال المسلسل الإجتماعى الفكاهى (قلية والديمقراطية) فما صراع عيت إشنابوا وعيت بوالحجاجات بعيداً عن هذه الحالة الهزلية ولكن مثالاً حياً لما يحدث على الساحة السياسية الليبية للصراع على السلطة وتقاسم الغنائم.
بالأمس القريب كنا على موعد مع إحتفالية (كارنفاليه) إستعراضية قام بها تكتل يُسمى (التحالف) حيث ما غاب إلا من مات كما يُقال فى المثل الشعبى وما هو إلا يوم أو يومين أو عدة ساعات حتى إحتفل ما يٌسمى حزب العدالة والبناء التابع للإخوان وكأننا فى سباق مارثونى على إقامة الكرنفالات الإستعراضية التنافسيه على صرف وتبذير أموال هذا الشعب ولن أقتنع شخصياً وربما معى الكثير من أبناء هذا الشعب الذين يُدركون خفايا الأمور ولهم خبرة فى المجال الحسابى والمالى ، إذا قال أحدهم من التحالف أو الإخوان أو غيرهم إنها أموالنا الخاصة ومن خزائن أحزابنا إلا إذا كانت مدعومة من جهات خارجية وهو مُخالف للقانون إذا كان لدينا قانون أو ديوان للمحاسبة قادر على تتبع تلك الأموال ومصادرها!!
شخصيات قديمه حديثه أكل عليها الدهر وشرب ، سلامات وأحضان ومجاملات وإيتسامات هنا وهناك عبور فوق أجساد ودماء الشهداء فى وضح النهار .. تلك الشخصيات تم دعوتها من الداخل والخارج لتلميعُها من جديد بعد أن أخذت حقها فى المرور على محلات الميكياج والإسشوار وصبغ الشعر الأبيض لكى تظهر أمام الحاضرين والمدعوين بمظهر شبابى ثائر مُتجدد وأنها لا زالت قادرة على العطاء حتى لو كان البعض منها يتوكأ على (عكاز) الزمن ويتبجح بأن دروه كان مفصلياُ فى ثورة فبراير ولولاه لما نجحت الثورة ، المهم مجموعة ممن عملوا مع النظام السابق وتحديداً ممن كانوا رفاقاً للقذافى لعقود أو سنوات ساندوه ونفّذوا سياسته ومؤامرته ضد دول العالم وشعبنا أولاً وأخيراً بإرادتهم أو غصباً عنهم وهو بعيد الإحتمال ، فكل من كان من حوله وهم أول من يعرف ذلك أن القذافى لا يعرف إلا عبارة (نعم سيدى وولى نعمتى ) وخصوصاُ من تقلد منصب (وزير تنفيذى أو منصب تشريعى) حيث تتلمذوا جميعاً على يديه وكانوا ينتظرون أوامره بفارغ الصبر حتى أن البعض منهم عندما لا يأمره سيده بعمل إستثنائى يغضب ويأخذ على خاطره ويبدأ فى التوسل لما كان يُسمى قلم القائد ، ذلك المدعو (أحمد رمضان) المسجون حالياً لدى وزارة الداخلية الليبية وكانوا يتوددون إليه لمعرفة الأسباب التى جعلت من سيدهم لا يُكلّّفهم بعمل إجرامى فيه تزوير أو رشاوى أو صفقات مالية أو سياسية أو تحويل نسب مئوية أو إبرام عقود مشبوهة لكى يتفاخر ويتباهى أحدهم على الآخر ، وإذا لم تًصدّقوا حاكموا المدعوا أحمد رمضان على الهواء مباشرة لكى يقول الحقيقة المُرة كما هى.!!!
هكذا كانت سياسة القذافى وكيف كان يتعامل مع أتباعه وخدمه فلم تكن هناك سياسة تشريعية أو حكومة تنفيذية بالمعنى الصحيح فهو الكل فى الكل ، وسياسته كانت عبارة عن (أوامر وتوجيهات يُقال لها عليا) حفظوها جميعهم وتأتيهم من خلال مكتب محدد كما أشرت إليه فى السابق !! فالقذافى كان يتعالى عليهم ولا يقابلهم أبداً إلا إذا أراد هو شخصياً أن يستهزء بأحد منهم أو يلطمه على وجهه أو أراد أن يستخف به أمام البعض لكى يُفقده هيبته وإحترامه ويقلل من قيمته فكانت التعليمات تأتيهم على هيئة أوامر ، ينفذوها كما هى إما إغتيالات أوتهريب أموال أو إشتراك فى مؤامرات محلية أو دولية. فتلك الإحتفالات ذكّرتنا بسنوات النظام السابق الذى كان يُعدّ لها مُسبقاً لأهداف غير واضحة ومشبوهة ولكى يكون فيها رأس النظام الرقم الأول (الأوحد) … أما الباقى فهم عبارة عن أرقام أو لوحات كلوحات ما كان يُسمى بمؤتمر الشعب العام ، بطولات وهمية وعنتريات فى زمن فقدنا فيه (عنتر إبن شداد) ، مجرد كلمات وإنتقاء عبارات وتبجّح وتزوير للتاريخ البعيد والقريب ولعب بالآلفاظ السياسية لا حشم ولا إجعرّه كما يقول المثل الشعبى ، بمعنى إن لم تستحى فأفعل ما شئت.!!
شخصيات فى المقدمة وفى الصفوف الأولى ربما تظن أن الشعب الليبى قد نساهم أو حذفهم من ذاكرته ، ولكن هيهات لماذا لا تُراجعوا أنفسكم ؟ وكيف كنتم فى زمن التبعية وخفة القيمة ؟ عندما كنتم تنحنون أمام القذافى وأبنائه وترسّمون لهم السياسات وتُلمعون لهم أفعالهم المُشينة ، نحن ندرك خفايا الأمور ونعلم جيداً كيف تورد الإبل أيها الساسة الجدد يا من تُخفون رؤوسكم فى الرمل كالنعامة !! وتظنون أن برقابكم الطويلة ترون المستقبل البعيد الذى لا نراه نحن ، إرحموا هذا الشعب ولا تستخفوا به أكثر من ذلك ، فأنتم لا تتصورون كيف تكون ردة فعله عندما يطفح الكيل ويبلغ السيل الزُبا ، وإذا صمت هذا الشعب عن إستخفافكم به لا يعنى أنه غير قادر على الرد ، وإذا لم يتكلم ويعارضكم فذاك من أجل الوطن والخوف عليه فى هذه المرحلة العصيبة فهو يعلم جيداً أنكم وصلتم عن طريق مُلتوى وإنتهجتم سلوك غير أخلاقي من الكذب والتزوير والضحك على الذفون فى تكوين ما تُسمونه الأحزاب والتكتلات غير الشرعية التى مررتموها عبر الإعلان الدستورى وفرضتموها علينا قبل الدستور وصدور قانون الأحزاب أليس هذا باطلاً وأنتم تعلمون جيداً .. أن ما بُنى على باطل فهو باطل.
أقول… وأستميحُكم عذراً فى هذا التشبيه لآخذكم معى بعيداً عن التوتر وحتى تهدأ أعصابنا ولو لدقائق … لقد تبادر إلى ذهن عيت (بوالحجاجات) أن عيت (إشنابوا) قاموا بإحتفال بمناسبة إطلاق أشنابهم وبدخولهم قائمة (قينس) فى طول الشنابات ، دبت الغيرة عند عيت بوالحجاجات وأصرّوا أن يحتفلوا هم كذلك ويُطلقون العنان لخيالهم الواسع فى تولى مفاصل قرية (زها لنظار) وقد أُلقيت الكلمات المُعبرة التى تُشيد بدورهم فى الثورة وإستماتتهم البطولية حتى أنهم شطحوا بعيداُ لإقناع البعض من الحاضرين للإحتفال أنه لولاهم لما نجحت هذه الثورة العظيمة ، ولا شك أن الكلمات قد أعجبت البعض وتعالت الهتافات والتصفيق الحار دعماً ونُصرة وتباهياً بطول وغزارة (حجاجاتهم) التى أخفت عيونهم عن الحاضرين ولكى لا تنكّشف ألاعيبهم فالعيون تكشف مدى صدق أصحابها والصادق فى قوله ينظر لمن أمامه وجهاً لوجه هكذا تعلمنا ، المهم الحجاجات والأشناب أول ما يقابلك فى وجه الإنسان ومنها يمكنك أن تقيّم من أمامك وتتعرف على معادن الرجال .
وأختم وأقول هل نحن فى مهزلة سياسية أو ساسة كبار فى السن ويتعاملون مع بعضهم معاملة (العيال) .. يظهر هذا فى قناة فضائية وكأنه أحد من عيت بوالحجاجات ويعد المواطنين بقرية زها لنظار وعوداً غير قابلة للتطبيق مجرد (كلام فى كلام) وما هى إلا ساعات حتى يُطل علينا أحد من عيت بوالشنابات لكى يقول كلام مُخالف ونحن كشعب قرية زها لنظار لم نعد نصدق هؤلاء أو أولئك.
ولذلك لا بد من أخذ الحيطة والحذر حتى لا نجد أنفسنا فى مفترق طرق بين (عيت بوالحجاجات وعيت إشنابوا) فلزاماً علينا أن نفرض عليهم العقاب المعنوى إلا المادى ليس بإمكاننا لأن أموالنا أصبحت فى مُتناول أيديهم وإلا من أين لهم هذا البذخ والتبذير؟؟، ونقول لهم إذا لم تنفذوا برنامجكم السياسى لصالح الشعب فتوقعوا أن نحلق لكم الحجاجات والأشناب وهذا على ما أعتقد أنه أغلى لديكم من الوطن والشعب الليبى.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اخى فتح اللة اتفق معاك على هذا الوصف المضحك للمشهد السياسى فى ليبيا