اليوم بدأت ملامح النصر لثورات الربيع العربي تلوح في الآفاق ولاشك أن هذا النصر حققته دماء الرجال في الميادين تآزرها دموع الأمهات والآباء الذين دفعوا بأبنائهم للدفاع عن الوطن طاعة لله ولبناء دولة القانون والمؤسسات ولتحقيق العدالة.
ولكن قد يحدث خطأ ـو يتآمر البعض علينا من أصدقائنا لتضيع تلك التضحيات هباءا منثورا ومن حقنا بعد هذه الأثمان الغالية أن نتوجس خيفة ليس من أعدائنا فبنادقنا تردعهم وبثت الرعب في عقولهم المريضة لكن الخوف اليوم ممن يقود المشهد فلعله لعلة مرضية في نفسه أو لعل نشوة قرب الانتصار ـفقدتهم القدرة على التركيز أو لأنهم يعتقدون أنهم يجب أن يستمروا إلى الأبد فتكون قراراتهم وأولياتهم كارثية تضيع ثمرات النصر.
اليوم هناك أولويات وهي الوصول برايات النصر إلى حدودنا الشرقية والجنوبية ولتمريغ أنف من يرسمون الخطوط الحمراء لنا ولطرد هذا المتمرد وذيوله وأعوانه شر طردة وعقابهم لكي يكونوا عبرة وحتى لا يوسوس الشيطان لأحد للتعالي على الوطن ودولته المدنية وقوانينها وحتى يستقر في ضمير الأمة أن الجيش هو لحماية الوطن وليس حاكما للوطن وحتى يدرك الجميع أن الليبيين سادة في وطنهم متساوون وأن كل من يمارس العنصرية والجهوية ويتعالى على أي مواطن من بني وطنه فسوف ينبذه المجتمع وسيكون مآله إلى القضاء والقصاص.
ولابد أن يدرك الساسة أن النصر لم تحققه جلساتهم في فنادق الخمس نجوم ولا برلين وباريس ولا جلسات دبي ولا بياناتهم لتأييد هذا القاتل عندما كان بعيدا عن ديارهم في حربه ضد أهل بنغازي بل حققته دماء الشباب وصبر الأمهات حققه المقيرحي الذي فقد أبنائه الخمسة جميعا وغيره وحققته نساء مصراته والزاوية وزليتن والجبل الغربي وشباب بنغازي المهجرين فلا تساوموا على دمائهم وعليكم بالصبر حتى يتحقق النصر الكامل للوطن عندها فإن أول من سيصنع الحلول للكتائب المسلحة هم الثوار وسيتجهون بإرادتهم لبناء وطن بعثوا فيه الحياة ورفعوا فيه رايات الحرية فلا تساموا عليهم فهم أبدا لم يكونوا أعداءا لبناء الدولة بل إن استمرارهم هو من حمى الثورة وأفشل خطط السيسي وبن زايد وغيرهم وحمدا لله أنهم لم يذهبوا ويستكينوا في بيوتهم بل كان وجودهم بالرغم من التكاليف العالية انتصارا لقيم الحرية فهنيئا لوطننا بهم بالرغم من الأخطاء الكثيرة وتسلل بعض الفاسدين بينهم وربما كان استمرار وجود الثوار دليلا على فساد ودناءة كل من تقلدوا إدارة البلاد فقد كانوا عاجزين عن إيجاد الحلول المناسبة لهم ولعل البعض من أولئك المسؤولين كان مرتزقا ولصا استنزف البلاد وذهب بعيدا عن ديارنا تلاحقه لعنات من كان حلمهم في أربعين عاما بناء دولة القانون والمؤسسات.
التحية والمجد والعزة لتلك الأقدام الواثقة بنصر الله وتلك الأيدي القوية التي ترفع رايات العز والوطن فقد صنعتم راية أخرى ترفع مع رايات عمر المختار وبو رحيل وسعدون السويحلي والمريض والباروني انتبهوا إخوتي فيد على الزناد لهزيمة المتمرد وعين على حكومة الوفاق تصوب مسارها ففيها المخلص وفيها من بقلبه مرض ويحتاج إلى الكي.. نصركم عزز الأمل في كل أرجاء الأمة ودعوات الصالحين ترتفع إلى السماء تدعوا لكم ولينصرن الله من ينصره.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً