اكتشف علماء الآثار جمجمة رجل من العصر البرونزي يبلغ من العمر 20 عاما خضع لعملية جراحية قديمة في الدماغ منذ 5000 عام باستخدام “مشرط” حجري.
وتُظهر الصور ثلاثية الأبعاد من شبه جزيرة القرم آثارا لنقب الجمجمة، وهي عملية جراحية أو تدخل جراحي لثقب و إحداث حفرة في جمجمة الإنسان الجمجمة عن عمد.
ويقول العلماء إن الجراحة لم تكن ناجحة، وعاش المريض “سيئ الحظ” فترة قصيرة بعد خضوعه للجراحة.
وقال معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو: “كان لدى الطبيب القديم بالتأكيد مجموعة جراحية من الأدوات الحجرية”.
ووقع العثور على الجمجمة في هيكل عظمي داخل قبر عميق في تل دفن يعود تاريخه إلى العصر السكيثي منذ نحو 5000 عام.
وقال المعهد: “بالحكم على وضعية العظام، تم وضع الجثة بعناية على ظهرها، وقلبت قليلا على جانبها الأيسر، وكانت الأرجل مثنية بقوة عند الركبتين واتجهت إلى اليسار. وعثر على شظايا كبيرة من الصبغة الحمراء بالقرب من الرأس وعلى القبو القحفي (الفضاء القحفي الذي يغلف ويحمي الدماغ مع قاعدة الجمجمة)”.
وكانت أبعاد ثقب الجمجمة 140 × 125 ملم.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن ماريا دوبروفولسكايا، رئيس مختبر الأنثروبولوجيا السياقية: “كان هذا الشاب سيئ الحظ. فعلى الرغم من حقيقة أن معدل البقاء على قيد الحياة بعد عملية ثقب الجمجمة كان مرتفعا جدا حتى في العصور القديمة، إلا أنه توفي على ما يبدو بعد الجراحة بفترة وجيزة”.
ويتضح هذا من خلال عدم وجود آثار واضحة للشفاء. وتظهر آثار أداة ثقب الجمجمة بوضوح على سطح العظم.
وأضافت دوبروفولسكايا: “من المفارقات، أن هذا أمر نادر الحدوث، لأن معظم الناس في العصور القديمة نجوا بأمان حتى بعد عدة عمليات ثقب”.
وقالت أوليسيا أوسبنسكايا، الباحثة في علم آثار العصر الحجري، إن ثلاثة أنواع من العلامات تركها “الجراحون” في عصور ما قبل التاريخ باستخدام أنواع مختلفة من الشفرات الحجرية، والتي تمثلت في مسارات خطية صغيرة طويلة، وآثار خطية كبيرة عميقة على شكل أخاديد متوازية، وعلامات تركت بشفرة سميكة.
ويعتقد الخبراء أن عمليات النقب كانت تُجرى في العصور القديمة لأغراض جراحية وبعض الطقوس.
وفي بعض الحالات، قد يكون الهدف هو “تغيير طبيعة الشخص”.
وربما كان الهدف من جراحة الدماغ في العصور القديمة هو تخفيف الصداع الشديد، وعلاج ورم دموي، وإصلاح إصابات الجمجمة، أو السعي للتغلب على الصرع.
وتشير الأبحاث في روسيا إلى أن الأطباء في عصور ما قبل التاريخ يجرون عمليات بدائية من هذا النوع ويستخدمون القنب، والفطر السحري، كمخدر لتخفيف الألم.
اترك تعليقاً