اجتاحت المشاعر الجياشة عبد السلام الناجي عندما وطئت قدماه مدرج المطار في مسقط رأسه بنغازي للمرة الأولى منذ 43 عاما، فقد وقف أمام عينيه أشقاؤه وأبناء عمومته وأصدقاؤه والعديد من أطفال أسرته الذين ولدوا أثناء غيابه.
وكان الناجي، البالغ من العمر 72 عاما، يعيش في منفاه بسويسرا منذ الانقلاب الذي أوصل القذافي إلى السلطة في ليبيا عام 1969، قبل أن ينجح الصليب الأحمر أخيرا في “لم شمل” الناجي مع عائلته في ليبيا.
فقد انقطعت روابط الناجي بأقاربه وأصدقائه انقطاعا تاما طوال عقود حتى تمكّن هذا العام من التواصل مجددا مع أسرته في ليبيا ومن الذهاب لزيارتهم، بفضل مساعدة اللجنة الدولية والصليب الأحمر السويسري.
وقال الناجي بعد أن وصل إلى بنغازي: “رؤية أفراد عائلتي مجددا بعد مرور 43 عاماً على افتراقنا.. إنها أشبه ما تكون بولادة جديدة”.
وتعود تفاصيل القصة إلى شهر ديسمبر الماضي حين تلقى الناجي مكالمة هاتفية من الصليب الأحمر السويسري، وعلم أن صهره أحمد يبحث عنه وكتب له رسالة قال فيها “شقيقي العزيز جدا، أسأل الله أن يجمع بيننا في أقرب وقت ممكن. أنا بصحة جيدة ولا ينقصني إلا رؤياك”.
وكانت مكتب الصليب الأحمر في بنغازي استلم هذه الرسالة، وأرسلها لمركز خدمات البحث عن المفقودين في الصليب الأحمر السويسري في مدينة برن، لينتهي بها المطاف بين يدي عبد السلام الناجي.
ؤلاء الأشخاص في هذه اللحظات المفعمة بالانفعالات”.
وبعد استلام الناجي رسالة صهره، توالت الاتصالات الهاتفية بين سويسرا وليبيا بين الأخير وأفراد أسرته التي مهدت الطريق إلى عوته إلى وطنه ليبيا.
وكان عبد السلام قرر وأسرته في ليبيا بعد لجؤئه إلى سويسرا قطع الاتصالات بينهم لأسباب تتعلق بسلامتهم، فحل الصمت بعد توقف الاتصالات الهاتفية والمراسلات، إلا أن تغيير النظام الذي حدث في عام 2011، رسم خيوط النهاية لفراق دام 43 عاما.
جدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر انشأت موقعا جديدا على شبكة الإنترنت: familylinks.icrc.org، لمساعدة أفراد العائلات المشتتة الحروب والكوارث والهجرة على التواصل من جديد.
اترك تعليقاً