هدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الاربعاء باستخدام القوة “لمنع تقسيم ليبيا، غداة اعلان زعماء قبائل وسياسيون ليبيون منطقة برقة النفطية “اقليما فدراليا اتحاديا”، داعيا اهلها الى الحوار.
وقال عبد الجليل “لسنا مستعدين لتقسيم ليبيا (…) ونحن نستطيع ردعهم ولو بالقوة”.
وقال عبد الجليل “ادعو اخوتي فى برقة كما يسمونها الان للحوار”، مشيرا الى وجود “مندسين ومن ازلام (الزعيم الليبي السابق معمر) القذافي الذين يستغلونهم الان” بينهم.
واتهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل الثلاثاء دولا عربية بـ”اذكاء الفتنة” في شرق البلاد، في اشارة الى الاعلان عن تأسيس اقليم برقة في شرق البلاد.
وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في طرابلس ان “(بعض) الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل اليها طوفان الثورة. هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للاسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق”.
وصرح الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي الدكتور محمد نصر الحريزي أن الإعلان في بنغازي بان نظام الاتحاد الفدرالي يعد خيارا لإقليم برقة هو خروج عن الشرعية وعن المجلس الوطني الانتقالي الذي اعترف به الليبيون ودول العالم والمنظمات الدولية على أنه الممثل الرسمي والشرعي للشعب الليبي .
وقال الحريزي، في مقابلة مع قناة ليبيا الحرة، إن هذا الإعلان لا يمثل المنطقة الشرقية التي خرج سكانها وأهالها في مدن بنغازي والبيضاء ودرنة والكفرة وطبرق ضد الفيدرالية والتقسيم، وأعلنوا أنهم مع الوحدة الوطنية ومع ليبيا موحدة.
وأضاف “لا نعتقد الشارع في ليبيا انه سائر في هذا الاتجاه، ولا يجب أن نحمل المنطقة الشرقية ما حصل، فالشارع الآن في بنغازي وفي والبيضاء وفي كل مدن ليبيا يعبر عن رفضه لهذا بالكامل، ومعظم مؤسسات المجتمع المدني ترفض هذه الفكرة”.
وخرج الآلاف من سكان مدينة بنغازي الثلاثاء في مظاهرة حاشدة احتجاجا على إعلان الفيدرالية بالمنطقة الشرقية في ليبيا.
وكان زعماء قبائل وسياسيون ليبيون قد عقدوا الثلاثاء اجتماعا في مدينة بنغازي أعلنوا فيه أن نظام الاتحاد الفدرالي يعد خيارا لإقليم برقة في إطار دولة ليبية مدنية ودستورية تكون شريعتها الإسلام.
واكد المؤتمرون في بيان حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه ان “النظام الاتحادي الوطني (الفيدرالي) هو خيار الاقليم كشكل للدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية دستورية شريعتها من القرآن والسنة الصحيحة”.
وقد قرروا “اعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951 كمنطلق مع إضافة بعض التعديلات وفق ما تقتضيه ظروف ليبيا الراهنة”.
وبرقة التي تشمل الشطر الشرقي من ليبيا هي اول منطقة تعلن “اقليما فدراليا اتحاديا” يتمتع بحكم ذاتي، منذ مقتل الزعيم معمر القذافي الذي حكم ليبيا اكثر من اربعين عاما.
وتمتد منطقة برقة من مدينة بني جواد وحتى أمساعد نقطة الحدود الليبية المصرية.
وتحت شعار ليبيا دولة موحدة أعلن بمدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة ثورة 17 فبراير/شباط التي أسقطت النظام السابق عن تشكيل المجلس التأسيسي لإقليم برقة برئاسة أحمد الزبير العضو المؤسس للمجلس الانتقالي.
ويدافع أنصار الفيدرالية بالمنطقة الشرقية عن رؤيتهم وتمسكهم بهذا النظام السياسي باعتباره النظام العلمي السليم لإدارة الحكم في ليبيا وفقا لما أكدته أستاذة القانون الدولي عزة الحوثي في كلمة ألقتها خلال الإعلان عن ظهور هذا الإقليم.
وحاول أنصار هذا التوجه السياسي بث رسائل إلى جميع الليبيين تطمئنهم بأن الإعلان عن تشكيل هذا الإقليم لا يعنى تقسم ليبيا كما يدعى معارضو هذا التوجه.
ويشار إلى أن ليبيا بعد استقلالها عام 1951 حكمت عن طريق النظام الفيدرالي لنحو عشر سنوات تحت اسم المملكة الليبية المتحدة غير أن الملك إدريس السنوسي ألغي هذا النظام ووحد الدولة في كيان واحد تحت عرشه وغير اسمها إلى المملكة الليبية حتى الانقلاب العسكري الذي قادته مجموعة من الضباط برئاسة معمر القذافي عام 1969.
اترك تعليقاً