كشفت مصادر استخبارية عن تحالف ايران مع تنظيم القاعدة وتخطّط معه لشن عملية “إرهابية” جديدة على غرار هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ووضعتا بريطانيا على رأس لائحة أهدافهما.
وذكرت صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية في عددها الصادر الجمعة، أن “إيران درّبت تنظيم القاعدة على إستخدام العبوات الناسفة المتطورة، وتوفّر الملاذ الآمن للإرهابيين من الخارج، وصارت تملك قدرة هائلة على إرسال المهاجمين لارتكاب فظائع ضد الأهداف المطلوبة”.
وأضافت أن بريطانيا تدير عملية ضخمة لجمع المعلومات الإستخبارية في إيران تفوق الآن بكثير ما كان يُعتقد سابقاً، فيما وضعت الولايات المتحدة مكافأة مقدارها 7 ملايين جنيه استرليني ثمناً لرأس زعيم القاعدة في إيران ياسين السوري، جرّاء تزايد قلقها من تنامي العلاقة بين طهران والتنظيم “الإرهابي”.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر إستخباراتي قوله “لدى بريطانيا شبكة ضخمة من الجواسيس داخل إيران لأن إرتباط الأخيرة مع القاعدة له آثار وخيمة على المملكة المتحدة ويضعها على رأس لائحة الأهداف المطلوبة”.
وأشارت إلى أن إيران “تدير أيضاً حملة إغتيالات ضد إسرائيل، بعد أن اتهمت جهاز إستخباراتها (الموساد) بقتل 5 من علمائها النوويين”.
وكانت شبكة “سكاي نيوز” التلفزيونية الإخبارية البريطانية، قالت هذا الأسبوع إن إيران أقامت ما وصفتها بـ “العلاقة العملياتية” مع القاعدة تحت زعامة أيمن الظواهري، وسط مخاوف من أن التنظيم “الإرهابي” يخطّط لشن هجوم “مذهل” ضد الغرب ويمكن أن يستهدف أولمبياد لندن.
وأضافت “سكاي نيوز” أن مذكرة إستخباراتية سرّية اطلعت على مضمونها أوردت إن “إيران، وعلى خلفية التعاون المكثّف مع القاعدة على مدى الأشهر الأخيرة بهدف شن هجوم مشترك ضد أهداف غربية في الخارج، صعّدت بشكل ملحوظ من إستثماراتها وتحسين علاقاتها العملياتية والإستخباراتية مع قيادة تنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة”.
وتأتي المعلومات الاستخبارية في وقت بروز تصريحات الظواهري فجأة لدعم الاحتجاجات في سوريا وتحريك مواقع القاعدة بالتزامن مع تصريحات المرشد الايراني علي خامنئئي وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله حول سوريا الامر الذي يثير الشكوك ان إيران من يقف من وراء اتهام القاعدة بأنها خلف ما يجري في سوريا.
ودخل بعض المسؤولين العراقيين من الاحزاب الحاكمة المدعومة من طهران على الخط في نفس التوقيت ليرددوا الكلام نفسه، مما يعني ان هناك جهدا منظما بهذا الخوص تتجمع خيوطه في طهران التي تعمل المستحيل الآن لإنقاذ نظام الأسد.
وتراهن إيران على استخدام نفس السيناريو الذي نجح في العراق والذي أهل لأتباعها أن يسيطروا على كل مفاصل السلطة باعتبارهم ألد أعداء القاعدة، في حين ان عددا من كبار مسؤولي القاعدة وعوائلهم يقيمون في إيران.
وقالت “سكاي” في التقرير الذي أعده محرر شؤون الدفاع والامن “سام كيلي” إن هناك مخاوف من أن مثل هذا الهجوم، والذي يمكن أن يستهدف أولمبياد لندن، سيكون انتقاماً لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن على يد قوات خاصة اميركية في مخبئه بمدينة أبوت اباد الباكستانية العام الماضي.
واضافت نقلاً عن مصادر استخباراتية، أن ايران تزود تنظيم القاعدة بالتدريب على استخدام العبوات الناسفة المتطورة وبعض التمويل والملاذ الآمن، كجزء من صفقة تم التفاوض بشأنها للمرة الأولى عام 2009 وقادت الآن إلى اقامة قدرة تشغيلية بينهما.
ونسبت الشبكة الإخبارية البريطانية إلى المصادر الإستخباراتية قولها “إن ايران ردت على نشر اسم ياسين السوري بوضعه في الحجز الوقائي لكونه يملك كمية من المعلومات تحظى بالمصداقية ومن المنطقي التأكد من أنه محمي، ولكن تم استبداله بسرعة، وفي مؤشر على أن علاقة القاعدة بايران تتمتع بأهمية كبيرة متبادلة”.
واضافت المصادر أن ايران هي “القناة الرئيسية التي يتم من خلالها توفير التمويل للمنظمات الإرهابية، والطريق الرئيسي لسفر النشطاء إلى باكستان للتدريب، والمكان الحقيقي الوحيد الذي يستطيع من خلاله الظواهري التحكم بتنظيم القاعدة واصدار أوامر لشن هجوم كبير”.
وقالت المصادر الإستخباراتية “نعرف أن تنظيم القاعدة يخطط لعملية ونقدّر أن الهدف الأكثر احتمالاً سيكون أوروبياً، وأن الهدف الأكثر وضوحاً في أوروبا لهجوم من شأنه أن يجذب الكثير من الاهتمام هو أولمبياد لندن”، لكنها شددت على أن هذا “لا يعدو كونه تقييماً ولا يستند إلى أية معلومات استخباراتية محددة”.
واشارت “سكاي” إلى أن الزعيم الجديد للقاعدة في ايران هو الكويتي محسن الفضلي والذي شارك في القتال في الشيشان وافغانستان واتُهم بتوفير التمويل اللازم لعمليات التنظيم في العراق، ونائبه هو السعودي عادل راضي صقر الوهابي الحربي والذي خدم تحت زعامة ياسين السوري ويُعد واحداً من بين أكثر الارهابيين المطلوبين من السعودية.
وقالت “سكاي” إن مذكرة استخباراتية سرية اطلعت على مضمونها اوردت “أن ايران، وعلى خلفية التعاون المكثف مع القاعدة على مدى الأشهر الأخيرة بهدف شن هجوم مشترك ضد أهداف غربية في الخارج، صعّدت بشكل ملحوظ من استثماراتها وتحسين علاقاتها العملياتية والإستخباراتية مع قيادة تنظيم القاعدة في باكستان في الأشهر الأخيرة”.
ونقلت عن المصادر الاستخباراتية أن ايران “تريد استخدام تنظيم القاعدة على الأرجح للإنتقام من أي ضربات عسكرية تتعرض لها منشآتها النووية، وابلاغ الجهات المعنية بأنها تملك القدرة على الرد”.
اترك تعليقاً