الخليج الجديد
تصدر قائمة الدول الداعمة لـ«حفتر» كل من الإمارات ومصر بل ووصل الأمر إلى حد التدخل المباشر من خلال المشاركة في العمليات العسكرية وهو ما حدث في قصف مطار بنغازي فضلا عن تقديم الإمدادات العسكرية والعتاد.
ولكن رغم كل هذا أثبتت «جبهة الثوار الليبيين» ثباتها إلى هذا الوقت في وجه كل المحاولات، ولكن الجديد هو بروز إيطاليا ذات التاريخ الاستعماري البغيض في ليبيا كوجه جديد بعد دعوة الأطراف العربية الفاشلة لأطراف دولية منها إيطاليا إلى ضرورة التدخل في ليبيا.
لا تخفي إيطاليا استعدادها للتدخل عسكريا في ليبيا بل وأعلنت ذلك أكثر من مرة لكنها تريد ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة.
في الواقع لم تعتبر إيطاليا ما حدث في ليبيا في 17 فبراير/شباط ثورة بل على حد قول «برلسكوني» رئيس الوزراء آنذاك إن ما حدث لم يكن ثورة وان «القذافي» كان محبوبا من قبل شعبه وفي نفس الوقت الذي قال فيه «برلسكوني» هذا الكلام العار عن الصحة أكد أن الشعب الليبي كان يفتقر للحرية لكنه كان يحصل على الخبز والسكن مجانا.
ويتضح بتأمل بسيط لهذا التصريح مدى تهاوي التفكير الاستعماري ودونيته إذ هل يرضى «برلسكوني» للايطاليين أن يحصلوا على الخبز والسكن فحسب، ولماذا تصمت الدولة الأوروبية ومركز الإمبراطورية الرومانية عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق التعبير والصحافة وحرية الرأي وحقوق المرأة وتعدد الأحزاب وسلسلة طويلة من الحقوق.
في الحقيقة إن أكثر دولتين أوروبيتين متدخلتين في ليبيا هم فرنسا وإيطاليا اللتين زارهما «السيسي» مؤخرا ويدور بين الدولتين صراع غير ظاهر حول النفط الليبي، وقد كانت إيطاليا مستاءة جدا من الحماس الفرنسي لمهاجمة نظام «القذافي» علما انها شاركت فيه لكن الاستياء مرجعه إلى شعور بتقلص نصيبها من الكعكة.
بالرغم من أن موضوع الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى إيطاليا تقلق إيطاليا إلا أن الموارد النفطية هي ما تهمها لذلك بعد أن درست طبيعة القوى الليبية فإنها أيدت تدخل الجزائر للحل عبر المفاوضات علها تحصل على ما تريد من خلالها.
أما في حال فشل المبادرة الجزائرية تماما فان عدة دول مجتمعة على رأسها إيطاليا مستعدة لأن تدخل في مواجهة عسكرية في ليبيا من خلال ضمها إلى مناطق التحالف ضد «الإرهاب» وهو ما يروج له «السيسي» حاليا وقد صرح بهذا في كل من إيطاليا وفرنسا.
وفي هذا السياق فإن التحريض على الثوار قد بدأ فعلا وبدأ التضخيم الإعلامي لقوتهم العسكرية من خلال القول إن ترسانة أسلحتهم تعادل ترسانة بريطانيا، فضلا عن ادعاءات بوجود يوارنيوم وهو ما يعيد للذاكرة ادعاءات واشنطن حول أسلحة الدمار الشامل تمهيدا لغزو العراق.
وكذلك الادعاء أن ثوار ليبيا يهددون الأمن القومي لمصر والجزائر وإيطاليا، لذا فإنه من المتوقع أن تتصدر إيطاليا الحملة من جديد لدعم «حفتر» مع تنافس مع فرنسي على المصالح في ليبيا بنفس استعماري.
اترك تعليقاً