وافق البرلمان التركي الخميس على طلب للحكومة بمنح الجيش اذنا لشن عمليات عسكرية في سوريا “اذا اقتضى الامر”، وذلك غداة حادث حدودي خطر اودى بحياة خمسة مدنيين اتراك وردت عليه انقرة بقصف اهداف سورية.
وبحسب قنوات التلفزيون التركية فقد صادق البرلمان على الطلب الحكومي باكثرية 320 نائبا مقابل 129 (من اصل 550 نائبا) في البرلمان الذي عقد جلسة طارئة مغلقة لهذا الغرض.
ولكن انقرة سارعت الى التأكيد بان هذا التفويض ليس اعلان حرب على دمشق.
وشدد نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي بحسب ما نقل عنه التلفزيون على ان الضوء الاخضر الذي اعطاه البرلمان ليس تفويضا بشن حرب.
وقال اتالاي بعيد تصويت البرلمان لصالح الطلب الحكومي ان “هذا التفويض ليس تفويضا بشن حرب”، موضحا انه سيكون بمثابة “رادع”.
واضاف اتالاي ان “الجانب السوري اقر بما قام به واعتذر عن ذلك”.
وقال ايضا ان سوريا اكدت على “عدم تكرار مثل تلك الحادثة”، مشيرا الى ان الأولوية بالنسبة لتركيا هي التحرك بالتنسيق مع المؤسسات الدولية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان إن فرنسا تقف إلى جانب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وإن هناك مشاورات تجري في الأمم المتحدة وفي بروكسل حول كيفية التعامل مع أخطر تصعيد عبر الحدود خلال الانتفاضة السورية المستمرة منذ 18 شهرا.
وأضاف “أريد وأتمنى أن يقر المجتمع الدولي بأكمله ومن خلال مجلس الأمن الدولي على وجه الخصوص رسالة واضحة وسريعة تدين السلطات السورية بقوة”.
وطلبت فرنسا وهي واحدة من أكبر منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد من الأمم المتحدة في 25 سبتمبر/أيلول تقديم الحماية للمناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في سوريا.
ومضى فابيوس قائلا “انتهاك القانون الدولي يمثل تهديدا خطيرا على السلامة والأمن الدوليين”.
وتابع قوله “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل بأن يستمر النظام السوري في ممارسات العنف داخل حدوده وخارجها. لا بد من وضع نهاية دون تأخير”.
كما دعت مصر الحكومة السورية الخميس إلى عدم التعدي على حدود الدول المجاورة وحذرت من مخاطر كبيرة على المنطقة إذا اتسع نطاق الصراع.
وأصدر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو هذه التصريحات في بيان بعد يوم من سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا على تركيا مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين. وردت المدفعية التركية بضرب هدف داخل سوريا مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود السوريين.
وقال عمرو إن سوريا يجب أن توقف إراقة الدماء على أرضها ودعا “الحكومة السورية لضمان عدم التعدي على حدود الدول المجاورة. وحذر من المخاطر الجمة التي تحدق بالمنطقة بأسرها جراء احتمالات اتساع نطاق الأزمة السورية”.
والرئيس المصري الجديد محمد مرسي من أبرز المنتقدين للرئيس السوري بشار الأسد وبدأ يوثق العلاقات مع تركيا.
اترك تعليقاً