أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن تدشين مسار الشباب ضمن عملية ملتقى الحوار السياسي الليبي، منوهةً بأن الشباب توافقوا على توصيات هامة.
وقالت البعثة في بيان مساء اليوم الثلاثاء، إنه ضمن جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لضمان مشاركة كاملة للشباب وباقي المكونات في ملتقى الحوار السياسي الليبي، نظمت البعثة اللقاء الأول من مسار الشباب الليبي الذي ضم 41 مشاركة ومشارك من الشباب النشطاء وممثلين عن الجمعيات الشبابية من مختلف التوجهات والمناطق في ليبيا، وذلك يوم الأحد 18 أكتوبر الجاري عبر الاتصال المرئي.
وفي مستهل اللقاء الذي جمع شباب من ألوان الطيف الليبي، أشادت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ورئيسة البعثة ستيفاني وليامز، في كلمتها الافتتاحية، بقبول الدعوة للمشاركة في هذا الحوار، وأكدت على دور الشباب وكونهم يمثلون الأمل والمستقبل لليبيا، مشيرةً إلى أن التوصيات التي يتوافقون عليها ستلاقي طريقها إلى جدول أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي.
كما أشادت وليامز بالمستوى الممتاز من التفاعل والنقاش البنّاء في الحوار الرقمي الذي شارك فيه قرابة 1000 شاب وشابة من الليبيين في الداخل والخارج، مؤكدة أن من أكثر ما لفت انتباه البعثة “هو فقدان الثقة لدى الشباب في الوضع القائم والجهات المسؤولة عنه، وأنه رغم الصورة القاتمة للوضع الحالي، وجدنا أن الشباب الليبي ما زال يملك الأمل في السلام ومستقبل أفضل لليبيا”.
وعرض عدد من خبراء البعثة أخر المستجدات في المسار العسكري (5+5) والمسار الاقتصادي ومسار حقوق الإنسان، بحيث يكون الشباب على إطلاع على أخر التطورات وعلى جهود البعثة في المسارات المختلفة.
وخلال الحوار المرئي، عبر كافة المشاركين الذين حصلوا على فرص متساوية، عن آرائهم وعن مواقفهم والتيارات الشبابية والمنظمات المدنية التي يمثلونها، كما أن النقاش استمر عقب أعمال اللقاء الرسمي للتوصل لصيغة توافقية للتوصيات التي خرج بها اللقاء وتوزعت على عدة عناوين شملت الحوار السياسي المرتقب عقده في نوفمبر القادم والتركيز على المسارات الأمنية والاقتصادية أيضا، ثم شروط وآليات اختيار السلطة التنفيذية خلال المرحلة التمهيدية وتحديد مدتها في اطار زمني واضح ودقيق، علاوة على إيلاء مسألة الدستور أولوية قصوى، قبل الشروع في الانتخابات التي ينبغي أن ينظمها الدستور الليبي الجديد، حسب ما توافق عليه الشباب.
كما شدّد الشباب في أطروحاتهم على أهمية إجراء الانتخابات في إطار زمني مناسب، مطالبين باشراك حقيقي للشباب في الحوارات القائمة بمساراتها كافة وفي الأجسام التي ستنتج عن الحوار القادم، مؤكدين على أهمية دور المرأة ومكانتها. واشتملت آراء الشباب وتوصياتهم على أهمية العدالة الانتقالية وإعلاء سلطة القانون ومكافحة الفساد وتوحيد المؤسسات، وتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة المهجرين والنازحين وتحقيق التنمية، وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وحفظ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعويض المتضررين من الحروب والأزمات المتعاقبة. كما تطرقت التوصيات إلى إلغاء وتفكيك كافة التشكيلات المسلحة وإعادة دمج المنتسبين فيها ضمن مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة، مع الحرص على تنفيذ برنامج إصلاح القطاع الأمني في ليبيا.
وقد أختار المشاركون بالتوافق أصغر المشاركات سناً في مسار الشباب الليبي لتلاوة هذه التوصيات بالتفصيل في جلسة ملتقي الحوار السياسي الليبي عبر الاتصال المرئي.
وفي ختام اللقاء، أعرب مدير الإعلام والاتصال بالبعثة الأممية جان العلم، عن ارتياحه للنقاش الفعال والهادف مضيفاً، “أشعر بالاطمئنان الآن بعد الاستماع إليكم بأن ليبيا ستكون بخير طالما أنتم بهذه الروح والمسؤولية والنُضج.”
وجدد تأكيد البعثة على أن التوصيات التي توافق عليها المشاركون سوف تؤخذ بعين الاعتبار وأنها ستوضع على طاولة ملتقى الحوار السياسي الليبي.
اترك تعليقاً