في محاولة لضبط الإرباك المالي الذي تسبب به وجود نوعين من عملة فئة (50) دينارا، نشر مصرف ليبيا المركزي أمس الأحد فيديو توضيحي شرح فيه للمواطنين كيفية التمييز بين العملة الصحيحة والأخرى المزورة.
خطوة المركزي تدخل في باب الإجراءات الإعلامية لا أكثر، في حين المطلوب إيجاد آلية نقدية لضبط العملة المزورة، وعادة تلجأ الدول لأحد احتمالين، طباعة عملة جديدة، وهنا تفقد العملة المزيفة قيمتها تلقائيا، أو سحب فئة العملة التي طالها التزوير من التداول.
وراجت أخبار شبه مؤكدة عن توجه مصرف ليبيا المركزي لسحب الإصدارين الأول والثاني من فئة (50) دينارا من التداول، وجرى توجيه المصارف الليبية لقبول إيداعات الليبيين بهذه الفئة، وتداولت المواقع الإعلامية تعميما من المركزي يدعو فيه المصارف لقبول الايداعات من الفئة المشار إليها..
المحلل الاقتصادي أحمد الخميسي، قال لـ”عين ليبيا” تعليقا على هذا الموضوع: “أعتبر قرار سحب هذه الفئة من العملة من التداول التي تشكل 15 إلى 20 بالمئة من حجم العملة الموجودة، في طرابلس أو المطبوعة في روسيا، قرارا صائبا والرقابة على عرض النقود هي الوسيلة والأداة الرئيسية في إدارة الاقتصاد”.
وأضاف الخميسي: “هناك زيادة في عرض النقود منذ عام2011 وصلت في نهاية 2023 إلى 43.15 مليار دينار لدى الجمهور”.
ويتضح من كلام الخميسي أن ما يقوم به المصرف هو استخدام أداة مالية بحرفية، لضرب عصفورين بحجر واحد، تطويق العملة المزورة من جهة، وكبح التضخم من خلال ضبط حجم السيولة في السوق.
وفي توضيحه لـ”عين ليبيا” أضاف الخميسي أن “هناك تسربا نقديا يتراوح بين 19 إلى 30 بالمئة بين عامي 2013 و 2023، وهناك نموا في العملة لدى الجمهور بمنسبة 221 بالمئة خلال 10 سنوات”.
واعتبر الخميسي أن “العلاج الأخير هو الكي” وسحب عملة من التداول سيسهم في انخفاض التضخم، لأن السيولة الفائضة في الاقتصاد ترفع الأسعار مع زيادة التعامل بالبطاقات الإلكترونية، وكل الدنانير الموجودة في السوق تذهب طلبا على الدولار.
وفيما يبدو إشارة صريحة على الجدية في سحب فئة الخمسين دينارا من التداول عممت المصارف الليبية على زبائنها، بأنها جاهزة لاستقبال الإيداعات من فئة (50) دينارا.
وفي منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، أكد مصرف الجمهورية استعداده لقبول الودائع من فئة (50) دينارا، وقال: “بناء على منشور مصرف ليبيا المركزي بشأن سحب الإصدار الأول والثاني من فئه الخمسين دينار، فإن المصرف بصدد إعداد خطة تنظيمية لقبول الإصدارين المذكورين ووضع آليات العمل الكفيلة بتوفير جميع الإمكانيات لتقديم الخدمة لكم بكل سهولة ويسر، وسنقوم لاحقا بالإعلان عن قبول إيداعات الإصدارين الأول والثاني من فئة الخمسين دينار عند الانتهاء من وضع الآلية لقبول تلك الإيداعات”.
من جهته قال المصرف التجاري الوطني، في بيان له إشارة إلى منشور مصرف ليبيا المركزي بخصوص سحب الإصدار الأول والثاني من العملة الورقية فئة الخمسين (50) دينار:ة “نعلمكم بأن المصرف سيقوم بتنظيم عمليات الإيداع النقدية لفئة الخمسون دينار في الفروع والوكالات التي ستخصص لقبول هذه الإيداعات بعد تجهيزها وتنظيم آلية العمل”.
اترك تعليقاً