خلال الاسبوع المنصرم كانت هناك ثلاث أحداث على جانب كبير من الأهمية من الناحية التكتيكية للسياسة الليبية وربما لا أهمية لها إستراتيجية على المدى المتوسط والطويل، أول هذه الأحداث زوبعة لقاء توحيد الجيش في القاهرة وهو اللقاء السادس بين الفرقاء الليبيين، ولكن ما يميز هذا اللقاء تواجد قيادات عليا من جانب الكرامة ومن جانب حكومة الوفاق وعلى راسهما الناضوري وعبد الرحمن الطويل. هذا اللقاء يخيم عليه الكثير من الشك والريبة بمشاركة أجهزة المخابرات المصرية منهم رئيس المخابرات الحربية و اللواء عباس كامل رئيس المخابرات إضافة إلى وزير الخارجية المصري ومساعد وزير الحربية، وهكذا أصبح الإتفاق سياسيا من أجل إقتسام السلطة بين حفتر والسراج أكثر من أنه فنيا لتكوين وتوحيد فصائل وسرايا مبعثرة في جيش وطني موحد بأركانات فاعلة. أصبح واضحا أن الرئاسي المتشظي الذي لم ينال ثقة البرلمان ولم يبني مؤسسات (وسر بقاءه من ضعفه) يراهن على المشاركة مع المشير في الحكم برعاية مصرية. وحيث أن مصر طرفا في الصراع منذ بدايته فلن يساوي هذا الإتفاق ثمن الحبر الذي كتب به، فالليبيون لن ينسوا قصف أطفال درنة وأبناء غريان والنواحي الأربعة وقصف المواني في سرت، ناهيك عن دعم تعنت القيادات العسكرية ورئاسة البرلمان في الشرق الليبي، مصر ليست الدولة ولا الحكم الذي يمكن أن يحتدى به، دولة التأخر والفقر والفساد وهي إنجازات العسكر بعد عسكر وبينهما عسكر.
الموضوع الثاني ظهور مجموعة إعلامية من التابعين للنظام السابق في تونس تعلن رغبتها في ترشح سيف الإسلام القذافي للإنتخابات الرئاسية القادمة، وبعد ساعات كان هناك بيان آخر من كتبة ابوبكر الصديق التي أوت سيف في الزنتان، تعلن أن لا صحة لهذا الخبر. رغم أن الكثير من الليبيين البسطاء ينتظرون قدوم الأمير الليبي على جواد أبيض ليخلص شعبه من الدوامة، وهو ما بشر به نسترا داموس منذ اربعة قرون، إلا أن ذلك بعيدا عن الواقع، فهو مطالب به في المحكمة الدولية وعند النائب العام الليبي، والأكثر أهمية من هذا وذاك أن وجود سيف الإسلام على قيد الحياة أمرا لاصحة له، فكتيبة أبوبكر الصديق تزعم إطلاق سراحة وفقا للعفو العام من البرلمان، ولم تبث أي صور حديثة له، ولا وجود له في الجنوب ولا في الشمال ولم يلقي أي تصريح ولم تلتقط أي صورة له منذ 2015م ، والكثير من المتابعين يشكون في أنه لا زال حيا يرزق.
الموضوع الثالث هو زيارة عقيلة صالح رئيس مجلس نواب طبرق إلى السعودية بناء على دعوة رئيس مجلس الشورى (كما صدر إعلاميا )، هذا اللقاء ليس له أهمية للسلطات السعودية ولا للمجتمع الليبي، حيث لم يكن أحد من السعوديين لإستقبال المستشار الذي يمثل برلمان دولة فاناب عنهم أعضاء المكتب الشعبي بالرياض، ولم يبخل الجميع في تبادل الإطراء، وتم اللقاء مع رئيس مجلس الشورى في اليوم التالي، ولكن يبقى السؤال، ماذا يريد عقيلة من السعودية؟ هل يريد دعما سعوديا ليرتقي إلى الرئاسي بعد أن قام بتمديد مدة التقاعد إلى سبعين عاما !!!، أم نفض يديه من مصر التي تخلت عنه وأيقن أن السناريو القادم تزاوج السلطة بين حفتر والسراج بعيدا عنه؟ وهل سنشهد حربا علنية بين قادة الكرامة ورأسة البرلمان أم أن إنتقال مجلس النواب إلى بنغازي سينهي حقبة عقيلة وإجتماعات المشائخ في القبة إلى الأبد، وقد ينهي التشظي بين أعضاء مجلس النواب، فالناس على دين سادتهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اخي القامة الوطنية النسخة الليبية من د سالم عبد المجيد الحياري اتمنى ان تعود حبيبتي ليبيا الى كما عادت ماري روز الى حبيبها وهما ابناء مدينة الفحيص الحبيبة في محافظة البلقاء الابية في رواية ماري روز تعبر مدينة الشمس