بدأ في طرابلس الاثنين 23 أبريل/نيسان مؤتمر ومعرض النفط ولغاز في ليبيا الذي يقام للمرة الأولى منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي.
ويهدف المعرض الذي يستمر أربعة أيام إلى تعزيز وتنمية قطاع الطاقة الليبي ويشارك فيه العديد من شركات النفط العالمية التي دعتها المؤسسة الوطنية للنفط إلى تقديم خبراتها في مجالات التنقيب والإنتاج والمصافي والبتروكيماويات.
وتقول ليبيا إن بعض منشآت البنية الأساسية في قطاعها النفطي تحتاج إلى عمليات ضخمة لإعادة التأهيل بعد أن ظلت سنوات طويلة بدون تطوير.
وذكر وزير النفط الليبي عبد الرحمن بن يزة أن إنتاج النفط ارتفع إلى نحو 1.5 مليون برميل يوميا وأن طرابلس تسعى للعودة إلى مستويات الإنتاج السابقة للصراع بحلول منتصف العام الجاري.
وقال بن يزة على هامش المؤتمر “الدورة الرابعة في ليبيا الجديدة تعني الكثير. تعني رسالة إلى العالم بأن الأمور بدأت ترجع إلى طبيعتها وأن ليبيا سوق واعد لتطوير التقنية.. تطوير الليبيين.. رفع الكفاءة لهذه الصناعة للمستويات العالمية.. من ناحية البيئة.. من ناحية تطوير البشر.. من ناحية رفع الإنتاج والمحافظة على البيئة”.
وتشارك في معرض النفط والغاز الليبي شركة توتال الفرنسية للنفط.
وقال جان دانيال بلاسكو نائب رئيس الشركة لمنطقة شمال أفريقيا “تحتاج شركات النفط العالمية بطبيعة الحال إلى الأمن للعاملين فيها واستقرار النظام المالي وروؤية للمستقبل. أعني أن الاستقرار ضروري لأننا في صناعة طويلة الأجل.. لا نواجه مشاكل في الوقت الحالي في ليبيا بخصوص هذه الأمور باستثناء الأمن لكننا نعتبره في مستوى مقبول للعمل في الوقت الراهن”.
وأعلنت الحكومة الانتقالية الليبية مرارا أنها لن تبرم اي صفقات جديدة في مجال النفط والغاز إلا بعد الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر يونيو/حزيران.
ويتيح المعرض فرصة للشركات الأجنبية العاملة في ليبيا بالفعل لتوسيع نطاق مساهمتها في قطاع النفط المحلي.
وقال إريك هوبر مدير النفط والغاز بشركة رويال هاسكونينج الهولندية “أنا سعيد بوجودي في ليبيا وآمل استئناف العمل. نحن موجودون هنا بالفعل منذ 25 عاما في مشروعات خاصة بالموانئ وأيضا ميناء المصفاة في الزاوية. أعتقد أنها فرصة ممتازة لشركة مثل شركتنا أن تساعد في إعادة إنشاء صناعة النفط والعاز في ليبيا”.
وذكر جوزيه فرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الاقتصادية والتجارية أنه جاء لحضور مؤتمر النفط ولغاز بصحبة أكثر من 20 شركة أميركية تسعى لبدء نشاط في ليبيا في مختلف القطاعات.
وقال فرنانديز “جئنا لمساندة ليبيا في وقت يبتي فيه شعبها قاعدة اقتصاد مزدهر ومتنوع. شركاتنا.. الشركات الأميركية.. مستعدة للعودة.”
وبدأت ليبيا خلال الشهر الجاري تحقيقات بخصوص العلاقات السابقة لشركات النفط الأجنبية مع حكومة القذافي. وذكرت لجنة النفط بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي أنها طلبت مستندات من مؤسسة النفط الوطنية المسؤولة عن التعاقدات بين الدولة والشركات الخاصة.
وذكرت مصادر في قطاع النفط مرارا أنها تتوقع أن يجري الحكام الجدد في ليبيا تحقيقات واسعة النطاق بخصوص صفقات النفط للقضاء على أي فساد من عهد القذافي.
وقالت مصادر في القطاع إن التحقيقات ربما تسفر عن إعادة إسناد بعض العقود القديمة لشركات أخرى لمكافأة الدول التي ساندت الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم القذافي.
اترك تعليقاً