شاهد عيان: د. ناجي بركات وثورة 17 فبراير

الملتقى الثقافي العربي بلندن وتجمع الجالية الليبية بلندن الكبرى
الملتقى الثقافي العربي بلندن وتجمع الجالية الليبية بلندن الكبرى

 

ضمن النشاط المشترك الذي يعقده الملتقى الثقافي العربي بلندن  وتجمع الجالية الليبية بلندن الكبرى، القي الاستاذ الدكتور ناجي بركات، وزير الصحة السابق في المجلس التنفيدي الليبي، محاضرة بعنوان ثورة 17 فبراير الليبية ـ وطموحات شعبها”، وذلك يوم الجمعة 08/03/2013 الساعة 7.0 مساء بقاعة فندق بلازا نورفولك بادنقتون.

وقد قدم المحاضر الاستاذ الدكتور رمضان بن زير، رئيس الملتقى الثقافي العربي، حيث بالضيوف الكرام من المثقفين والدبلوماسيين العرب، مذكرا بإن الملتقى استضاف العديد من الشخصيات المهتمة بالشأن الليبي والعربي أثناء الثورة وبعدها.

وذكر الحضور بانه كان قد تمنى استجابة القيادة الليبية حينها لمطالب الشعب بالتغيير في 17/03/2013 حتى يتجنب القتل والتشريد والتدمير، فهذه الجماهير هي التي اسقطت الشرعية عن النظام الملكي واعطتها لقادة الجيس، وبالرغم من كل هذه التضحيات فإن الثورة الليبية تختلف جدريا على كل ما حصل في تونس ومصر، حيث تعتبر من الثورات الكبرى في العالم، كما اكد على ما تشهده ليبيا في هذه الفترة بسبب اخفاقات المجلس الانتقالي وبسبب اصداره قوانين وقرارت دون دراسة وتمحيص، ابتداء بالاعلان الدستوري وخاصة المادة 30 منه وانتهاء بالتعينات للسفراء والمدراء بالمؤسسات السيادية، ثم ذكر ان التجادبات بين الاحزاب، وخاصة حزب العدالة والبناء والتحالف، ستؤدي الى التأخير في الاستحقاقات الرئيسية ومن بينها الدستور. ولا يجب ان يكون مستقبل ليبيا في مرحلة تأسيس الدولة محل صراع بين الاحزاب.

حيث ظهر جليا واضحا معارضتهم لبعظهم البعض، كما اوضح بامكانية الاستفادة من دستور 51، لكن لا يمكن ان يكون المصدر الوحيد لان 1951 ليست 2013، وبالرغم من عدم وضوح المشهد السياسي الليبي الان، فإن الشعب قادر على حسم الامور لصالحه، فالجميع يذكر خروج المدن الليبية عقب الانتهاء من الانتخابات دون الانتضار من الرابح، فالرابح هو الشعب الليبي، الذي اتبث للعالم من يوم 7/7 بانه جدير بالحرية.

إن ما نشاهده من الانتهازية لعدد من اعضاء المؤتمر، مستقلين او منتمين، امرا لا يمكن السكوت عليه لانه اصبح واضحا في خروجهم الممنهج عن خارطة الطريق، وفي تطبيق المادة 30 المعيبة للاعلان الدستوري وفي انتخابات لجنة الستين للاشراف على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

اسباب قيام الثورة:

بداء د. ناجي بركات الوزير الليبي السابق بالمجلس التنفيدي، بداء محاضرته( ) بالقول ان الثورة لم تقم فقط من اجل تغيير النظام، لكن لاجل تغيير نمط حياة الليبين، وتغيير دولة ليبيا الى دولة تصان فيها الحقوق والحريات. وقد حققت الثورة المطلب الاول الا وهو القضاء على نظام القذافي، الا انها لم تصل بعد الى سقف مطالب وطموحات المواطنيين. كانت ليبيا تدار من قبل اشخاص لتحقيق ماربهم ومصالحهم، ولم يكن هناك جيش او شرطة. القضاء غير مفعل ولا زال، وكان يعمل على حماية النظام الا القليل منهم، نذكر منهم المستشار مصطفى عبد الجليل الذي توافق عليه الجميع ليكون رأس الثورة.

ويرجح المحاضر ان الثورة لم تحقق اهدافها بعد لاسباب كثيرة، ربما اهمها تدخل بعض القوى الداخلية والخارجية في منع تكوين جهاز شرطة فعال وجيش قوي، كما ان هذه القوة الداخلية والخارجية ساهمت في تكوين ودعم المليشيات التي تحمل ايدلوجيات لا يأتي الخيار الوطني فيها من الاولويات بل السلطة مطلب لها. لذلك اخفق قادة الثورة في كل من المجلس الانتقالي والمجلس التنفيدي والمؤتمر العام من بعد ذلك وكذلك في الحكومات اللاحقة.

ثم استعرض المحاضر اسباب نجاح الثورة، والتي نتفق معه في جلها، فمن اهم الاسباب التي اشار اليها هو اندلاع الثورة في كل ارجاء البلاد مما عسر على النظام السيطرة عليها واحتوائها، ومنذ بداياتها استطاعت ان تتحصل على دعم دولي ساندها بقوة ووفر لها الحماية، كما ان انتفاض وتحرر مدن الغرب بعد تحرر الشرق جعل من امكانية التقسيم امر مستحيل، وهكذا حافضت الثورة على وحدة البلاد.

تشكيل المجلس الانتقالي:

وكان للانشقاق المبكر لبعض القيادات دوره المهم في دعم الثورة وتمكينها، ضف الى ذلك التوافق والالتفاف حول شخصية المستشار عبد الجليل ليكون رئيس للمجلس الانتقالي الذي تأسس في وقت مبكر، وكان جل اعضاءه من مناطق الشرق المحررة، ثم انظم اليه اعضاء من مصراته ونالوت وطرابلس والزاوية وغريان وبني وليد وسبها. ويعيز المحاضر نجاح المجلس الانتقالي الى الروح الوطنية التي كانت السمة الغالبة على اعضائه، وانه تكون من مختلف شرائح المجتمع وضم ممثليين عن معظم المدن المحررة مما صبغه بصبغة الاجماع العام، وقد استطاع تسيير المعركة وادارة البلاد بالقليل من الاموال المتاحة حين تشكيله، كما انه رفض الرضوخ الى الاملاءات والضغوطات الدولية بشأن التفاوض مع القذافي واستطاع ان يحافظ على وحدة البلاد. وقد سعى المجلس دوما الى التوصل الى حلول وسط بين الاطراف المتنازعة خاصة بعد التحرير.

ومن ايجابياته ايضا الجدية التي تمييز بها مما ساهم في كسبهم للاعتراف الدولي به كممثل للشعب الليبي وتطلعاته، وعدم رضوخه لبعض الضغوطات التي كانت تمارس عليه من قبل المحسوبين على الثوار.

بالنسبة للاخفاقات، فلها اسباب حددها في نقاط هي: رغم انه ضم كل اطياف الشعب الليبي، الا انه لم يكن يشمل شريحة عريضة منه وهي شريحة الشباب الذي كان فعلا وقودا لهذه الثورة والنساء، فلم يتم ثمتيل المراءة في المجلس بحجمها كشريحة اجتماعية وكفاعل في الثورة، فمن ضمن الاعضاء الذين زاد عددهم عن 80عضو، مثل النساء عضوين فقط من مدينة بنغازي. وقد كان تدخل القبيلة في عدة قرارات قد اربك عمل المجلس وعمل على تهميش بعض المدن، ضف الى ذلك دخول بعض الانتهازيين في عضوية المجلس واستغلال عضويتهم به لنيل بعض الوظائف المهمة كسفراء ومنذوبين ورؤساء هيئات مهمة. وقد كان المجلس ضعيف في تنفيد قرارته ومتخبط في اتخادها، ولم تكن هناك لوائح ذاخلية تنظم عمله، مما ساعد بعض الفئات في السيطرة عليه وتوجيهه الى الوجهة التي تخدم اهذافه وايدلوجياته، وقد انعكس هذا التذخل في اهم اعلانات المجلس وقراراته كالاعلان الدستوري وقانون الانتخابات وهيئة النزاهة، وطال حتى قانون العزل المطروح الان. وقد كان الدستور المؤقت معيب في الكثير منه، ولم يعرض للدراسة والتحليل، وكان من نتائجه حكومتين ومؤتمر وطني مؤقت اربكت الاداء والادوار.

وياتي الملف الامني من اكبر اخفاقات المجلس، اذ فقد المجلس القدرة على السيطرة على هذا الملف، وكان لتساهل المجلس في منح التراخيص في تشكيل المليشيات عوقب وخيمة نرى اثارها بارزة الان، وقد استمر منح التراخيص حتى بعد التحرير. وكان التواصل شبه معدوم بين المجلس وبين الحكومة، كما كان يضيف الى سلطاته التشريعية السلطة التنفيدية مما اربك حكومة الكيب ووزرائه، فانعكس سلبا على ادائها.

ومن الامور الجسام التي تعرض لها المجلس قضية اغتيال عبد الفتاح يونس والتي القت بتقل كبير على المجلس، ولولا وطنية قبيلته وشهامة رجالاتها لانحرف مسار الثورة ووصلت الى منعطف لا يحمد. وايضا فشل المجلس في تشكيل اللجنة الامنية العليا، ويعاز الفشل الى تصلب عبد الحكيم بالحاج ورفضه التوقيع على ميثاق اللجنة، مما ادى الى تأسيس لجنة امنية اخري بقيادة عبد الرزاق العرادي وفوزي عبد العال وعبد المجيد سيف النصر، ويحمل هؤلاء الاشخاص تجاوزات وخروقات اللجنة الامنية.

المكتب التنفيدي:

بعد ما لا يزيد عن ثلاث اسابيع من تأسيس المجلس الانتقالي تاسس المجلس التنفيدي في 16 مارس 2011 ليقوم بتسير سؤون البلاد خلال فترة الازمة، وقد تأسس المجلس بقيادة محمود جبريل وعلى العيساوي، وانظم الى المجلس كل من د. ناجي بركات ومحمود شمام ومحمد العلاقي وجمعه الاسطى. ونظرا لصعوبة المرحلة، فقد كانت مهمة المكتب التنفيدي مهمة صعبة وشاقة، وزاد من صعوبتها غياب رئيس المجلس الدائم والتصرف في الامور حسبما يقتضيه الحال وليس بتدبير او تخطيط مسبق، فقد كان كل وزير مستقل بوزارته يدير شؤنها حسب امكانته وما يراه وليس ضمن مجموعة عمل متكاملة. ومع كل هذه الصعوبات، فإن المجلس نجح في تسير الازمة رغم ضعف امكانياته الفنية والمالية، وافلح في التخفيف من معاناة الناس، وجلب اعترافات دولية بالثورة سارعت بانتصارها، وتمكن من قيادة عملية تحرير طرابلس بكفاءة وترتيب جيد مع كافة الاطراف المعنية بالتحرير، كما استطاع ان يحصر ممتلكات ليبيا بالخارج وينجح في تجميدها مبكرا. وتعود اخفاقات المجلس بالدرجة الاولى بالاضافة لما سبق وان اشرنا اليه الى غياب قيادة المجلس وتواجدها بالخارج لاسباب بعضها امني، مم اضعف من قدرته على الاجتماع واتخاد القرارت، كما اخفق المجلس في اختيار شخصيات مناسبة لقيادة الدفاع والداخلية، وبالتالي فشلت هاتين الوزارتين في احتواء الثوار وضمهم تحت قيادات موحدة. وفشل المجلس ايضا في التواصل مع الجالية الليببية بالخارج والتي كانت ساعد قوي من سواعد الثورة.

حكومة الكيب:

عملت بعض الشخصيات التي لا تريد للمجلس التنفيدي الاستمرار في عمله ولا تريد لاعضائه الاستمرار في مهامهم، عل ادرج بند في الدستور المؤقت ينص على انهاء دور المكتب التنفيدي. وكان من المفترض ان يتولى رئيس المجلس الانتقالى مهمة اختيار رئيس الوزراء الا ان الامر اخرج عن اطاره وتم عن طريق التصويت، وهكذا تصدر الكيب المشهد الليبي، وهو لم يكن من الشخصيات المعروفة ولم تكن لديه خبرات سياسية او قيادية في السابق. وقد استطاعت جماعة الاخوان السيطرة التامة على حكومة الكيب. ومع ذلك فقد حققت بعض النجاحات ابرزها حصر الثوار، وجلب المطلوبيين من عناصر النظام السابق، كما اشرفت على العملية الانتخابية الاولى ونجحت في ادارتها، وساهمت في تفكيك بعض الكتائب المسلحة، وفي فك النزاع بين بعض القبائل، وتمكنت من الافراج عن المرتبات، ونجحت في قضايا التموين والدواء للشعب الليبي.

لكن اخفاقاتها كانت كثيرة، فلم تتوفر حكومة الكيب على خطة عمل، لذلك اهدرت المال العام دون ضوابط، و مكنت للجماعات الاسلامية من السيطرة على مفاصل الدولة، وكان هناك غياب كامل للحكومة عن الشارع. ومن اخفاقاتها ملف الخارجية فقد كان ادائها ضعيف في هذا الملف، ولم تمنع او تضع حد للتدخلات الاجنبية. كما ازداد الفلتان الامني، وضعفت مراقبة الحدود مما سهل هروب اعوان النظام وتهريب الاموال.

بعد المحاضرة، تناول اولى المداخلات السيد محمد مشارقة الذي اشاد بالثورة الليبية ومكاسبها، وتحدث عن السجال الدائر حولها، وعن تسائلات البعض من المثقفين العرب عن سبب دعمه لها، ويرى ان الصعوبات التي تواجه المرحلة هي صعوبات حقيقية وصعبة، الا انه على تقة بان البلاد ستعبر رغم كل هذه الصعوبات الى المستقبل، ويرى في ان هذا المستقبل هو مستقبل واعد لا شك، وقد كان يراهن على ان الانتقال سيكون اكثر سلاسة واقل زمن، الا ان واقع التغيير عادة ما يكون صعب ويحتاج الى الوقت الكافي لتحقيقه. الاستاذ ابراهيم الهنقاري، تناول الكلمة بعد السيد محمد مشارقة، وقد شكر المحاضر على محاضرته، الا انه عاتب عليه سرده للاخفاقات، والتي لم يقره عليها، بل اعتبر العديد مما دكره المحاضر هو نجاحات يشكر عليها المجلس الانتقالي والمكتب التنفيدي، ويرى ان الثورة كانت “حلم مستحيل”، لذلك فكل من ساهم في قيادتها يستحق ان يوصف بالبطولة، واعتبر ان الرجال الاوئل الذين التحقوا بها كاعضاء في المجلس الانتقالي او وزراء في المكتب التنفيدي هم ابطال حقيقيون استطاعوا ان يقود المرحلة حتى التحرير.

ام مداخلة الاستاد الغرابي والذي لا شك في انه قلبا وقالب مع الثورة الليبة، الا انه اشار الى بعض المقالات التي ترجح ان ما حدث في ليبيا كان مؤمرة قصد منها التخلص من القذافي لانه امتنع عن بيع النفط لاسرائيل. بالمقابل، السيد يونس الهمالي ذكر ان الشعب عاش طول تاريخه الحديث تحت الاستعمار، فمند احتلال ايطاليا لليبيا في العام 1911، وحتى تحرير طرابلس في 2011 لم يستنشق رائحة الحرية الا في فترة زمنية قصيرة ابان حكم الملك ادريس، والذي انتهى بانقلاب 96. واشار الى ان ليبيا تختلف عن العراق لانها لا تعاني من الانقسامات الطائفية، فهي ليست “شيعة ولا سنة” على حد تعبيره.

ويعتقد احمد لياس ان الثورات العربية لم تحقق اهدافها، وبها من السلبيات ما يفوق اجابياتها، ام د. محمد عبود فقد اعترف بان الوقت كان حرج وصعب، وبالتالي يعتقد ان الوصول الى ما وصلت اليه البلاد الان بحد ذاته يعتبر انجاز عظيم، ورغم انه لا يقلل من اخطاء المرحلة الا انه ينظر الى النصف الممتلي من الواقع. الاستاذ الدكتور مازن الرمضاني اشار الى الانحراف الذي حدث في العراق، فانحازت النخبة التي تسلمت السلطة الى البحث عن مزيد من السلطة ولم تعمل على انشاء المؤسسات، ويخشى على التجربة الليبية ان تنحرف عن طريقها فتتغلب شهوة السلطة على شهوة البناء.

ويعتقد د. احمد معيوف رئيس تجمع الجالية المكلف ان القبلية وليدت الاحداث ووليدت النظام المنهار، فيقول باعتباره من سكان طرابلس التي يسكنها اكثر من ثلثي السكان، وهي خليط متجانس، لكنها نسيج واحد لم يشعر فيه يوما ما بالتمييز بين قاطنيها، لذلك كان يصعب عليه فهم حقيقة الدور القبلي في الاحداث، وبالنسبة للجدل السياسي القائم في ليبيا، فهو ينفي وجود تجربة ليبرالية بمعناها الواسع، ويعتقد بان الاحزاب في نظره يمكن ان تقسم الى قسمين، احزاب كونية تدين بالولاء لايدلوجياتها كالاحزاب الشيوعية والاحزاب الدينية وحتى الاحزاب القومية، واحزاب محلية. وبالنسبة للاحزاب الكونية فقد اتبتت فشلها وانحسارها كالحزب الشيوعي والاحزاب الدينية، لذلك لا يتوقع ان ينجح الاخوان المسلمين في حكم ليبيا لان الصبغة الوطنية في المجتمع الليبي تتغلب على الايدلوجيات الكونية. ام الصحفي حسن الفقيه فهو لا يرى عيب في القبيلة، ويرى بعض الاجحاف في حقها وفي تحميلها سلبيات الانظمة. ابو علي الاحوازي من جهته يتسأل عن الدور الايراني في ليبيا، وعن البعد لهذا الدور فاشار الى الاخبار التي تنقل عن ان الحكومة الليبية تمنع السوريين واللبنانيين الذين ختمت جوازات سفرهم بالتاشيرة الايرانية من ذحول ليبيا؟

المثير في الامر، الغياب الكامل للسفارة الليبية، وكأن الامر لا يعنيها من قريب ولا بعيد، رغم اهمية المحاضرة من جهة واهمية المحاضر ايضا باعتباره “شاهد عيان” على الاحداث التي وقعت، وفاعل فيها. ان السفارة تبرهن دائما على “ثبات موقفها” من الاحداث، فهي لا تهتم بها وكانها لا تنتمي الى فضائها، فالسفارة عالم منفصل تماما عن الواقع الليبي، وكانها لا تمثل الدولة الليبية.

اللجنة التنفيدية المكلفة

تجمع الجالية الليبية بلندن الكبرى

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً