اكد مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية بغاز السارين على الارجح.
وتزداد عزلة النظام السوري يوما بعد يوم. والاثنين علقت الامم المتحدة عملياتها في البلاد وقرر الاتحاد الاوروبي تقليص عدد افراد بعثته في دمشق الى الحد الادنى بسبب تدهور الاوضاع الامنية.
وقال المسؤول الاميركي ان “عددا من المؤشرات يحملنا على الاعتقاد انهم يقومون بتجميع المكونات الكيميائية”. وكان البيت الابيض ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اعربا عن “قلقهما” من احتمال استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل النظام في دمشق.
وغاز السارين يسبب شللا تاما ثم الموت. وعناصره الكيميائية مخزنة عموما بشكل منفصل لتفادي اي حادث. وان مزجها يمكن بالتالي ان يشكل مرحلة نحو استخدام الغاز كسلاح ويكفي لاحقا وضعه في صاروخ وقذيفة او قنبلة.
وبحسب مسؤول لم يكشف عن هويته اورده المدون المتخصص دانجر روم، فان السوريين “يقتربون مما يكفي لشحنه على متن طائرة والقائه”، لكن كميات العناصر الممزوجة “متواضعة”.
وحذر المجتمع الدولي دمشق منذ اشهر عدة من مغبة اللجوء الى اسلحة كيميائية تعتبر بمثابة اسلحة دمار شامل. لكن المسالة عادت لتصبح مصدر قلق غربي في الايام الاخيرة.
وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين نظام الاسد من اللجوء الى استخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه، معتبرا ان ذلك يشكل “خطأ جسيما” ستكون له “عواقب” على حد رايه.
وصرح اوباما في واشنطن “اليوم اود ان اقول بكل وضوح للاسد والذين يطيعون اوامره ان العالم اجمع يراقبكم. ان اللجوء الى اسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتا”.
واضاف اوباما “اذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الاسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا ان نسمح بان يغرق القرن الواحد والعشرين في السواد بسبب اسوأ اسلحة القرن العشرين”.
وقال ايضا “سنواصل دعم التطلعات المشروعة للسوريين وسنتعاون مع المعارضة وسنقدم لها المساعدة الانسانية وسنعمل على عملية انتقالية نحو سوريا محررة من نظام الاسد”.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في تصريحه اليومي الاثنين “نحن قلقون من فكرة ان يقوم نظام يزداد محاصرة (…) بالتفكير في استخدام اسلحة كيميائية ضد السوريين”.
وكان نظام دمشق اكد في وقت سابق الاثنين انه لن يستخدم اي اسلحة كيميائية ضد شعبه وذلك ردا على “تحذير قاس” اطلقته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لسوريا معتبرة ان الاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية ضد الشعب “خط احمر” بالنسبة لواشنطن.
وقررت الامم المتحدة تعليق عملياتها في سوريا وسحب “موظفيها غير الاساسيين” من سوريا بسبب تدهور الاوضاع الامنية، كما اعلن الاثنين المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي.
وقال ان الامم المتحدة “ستعلق بعثاتها في سوريا حتى اشعار اخر”.
من جانبه، قرر الاتحاد الاوروبي تقليص عدد افراد بعثته في دمشق الى الحد الادنى بسبب تدهور الاوضاع الامنية، كما اعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين.
وقال مايكل مان في بيان ان “الاتحاد الاوروبي قرر تقليص انشطته في دمشق الى الحد الادنى لاسباب امنية”.
واوضح مصدر اوروبي مطلع ان بعثة الاتحاد الاوروبي سترسل موظفيها الاجانب الى بيروت. وسفير الاتحاد الاوروبي في دمشق قد وصل الى نهاية خدمته على ان يقيم القائم بالاعمال الجديد في بيروت ايضا.
من جهته، قال مسؤول غربي طلب عدم الكشف عن هويته، ان العواصم الغربية “قلقة مما يبدو انه استعدادات لاحتمال استخدام” هذه الاسلحة.
واكدت سوريا الاثنين انها لن تستخدم الاسلحة الكيميائية “ان وجدت” ضد شعبها تحت اي ظرف كان، وذلك بحسب ما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية ردا على تحذيرات كلينتون.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المصدر قوله “تعقيبا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية التي حذرت فيها سوريا من احتمال استخدام الاسلحة الكيميائية، فإن سوريا تؤكد مرارا وتكرارا بانها لن تستخدم مثل هذه الاسلحة ان وجدت، تحت اي ظرف كان”.
والترسانة الكيميائية السورية موجودة منذ عقود وتشمل غاز الخردل والسارين.
والمعطيات العامة عن حجم برنامج سوريا للاسلحة الكيميائية نادرة، وتبلغ “مئات من اطنان” غاز الخردل والسارين، كما يقول الخبراء.
ويقول مركز البحوث في الكونغرس الاميركي ان ابرز مراكز الانتاج والتخزين تتركز في مواقع قرب حلب ودمشق وحماة واللاذقية وحمص.
اترك تعليقاً