تونس ـ احتلت قرية سيدي بوسعيد المرتبة 13 ضمن قائمة القرى الأكثر جمالا في العاملة وفق تقرير نشره الموقع الاكتروني المتخصص في الاسفار “وين اون أوروث”.
وتأتي قرية سيدي بوسعيد ضمن قائمة تضم عديد القرى الرائعة من بلدان عديدة على غرار كولمار في فرنسا التي جاءت في المرتبة الاولى وجوسكار في اسبانيا في المرتبة الثانية والبيروبالو بايطاليا في المرتبة الثالثة.
وتبعد سيدي بوسعيد 20 كيلو متراً شمال شرق تونس العاصمة، وهي مدينة متكاملة تحتوي على جميع المرافق الطبيعية التي أهلتها لتكون مدينة نموذجية بامتياز، فجميع جدران بيوتها ومرفقاتها مدهونة باللون الأبيض، أما الشبابيك والأبواب فهي مدهونة باللون الأزرق.
وتتميز كل المباني بنفس درجة اللون حتى إن الزائر لتلك المنطقة يشعر وكأنه دخل فجأة للوحة زيتية مضيئة بألوان بيوتها وتناسق مبانيها.
وقد سميت سيدي بوسعيد بهذا الاسم نسبة للولي الصالح أبو سعيد بن خليف بن يحي الباجي، الذي كان يعيش فيها في أوائل القرن الثالث عشر، بعد أن انقطع فيها عن العالم من أجل العبادة قبل أن يدفن فيها ويزوره إلى الآن الكثير من الناس لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.
ويقع ضريحه بجانب جامع الزاوية الذي بني في القرن 18 بأمر محمود باي ومنذ ذلك الوقت بنت عائلات تونسية عدة منازل على التلة وحول المقام لتصبح مكانا للاصطياف.
وتقام في قرية سيدي بوسعيد احتفالات دينية من أهمها الخرجة التي ما تزال تقام إلى اليوم وهي عبارة عن حفل ديني تدق فيه الطبول وترتل فيه الأذكار الدينية والأناشيد، وتطبخ نساء البيوت المجاورة للضريح “الكسكسي” وهو الأكلة الشعبية التقليدية في تونس، ويجتمع كل أهالي القرية باللباس التقليدي يومها، لإحياء ذكرى الأولياء الصالحين.
وتمتاز البيوت في سيدي بوسعيد بشكل البيت الإغريقي الذي نجد فيه عدة غرف مجمعة حول صحن مركزي ويوصل هذا الصحن ممر يوجد وراء المدخل الوحيد للبيت.
ويكون شكل الصحن مستطيلا أو مربعا تحيط به أروقة وتزينه بعض النافورات التي تروي النباتات والأزهار.
ونجد في آخر الصحن غرفة كبيرة صالحة للاستقبال تفتح على الصحن بواسطة عدة فتحات. كما يمكن أن نجد صحونا أخرى ثانوية في البيوت الكبيرة تكون ضيقة نوعا ما ومحاطة بأروقة على جوانبها ونجد حولها غرفا تكون جناحا خاصا.
واللافت أن بيوت سيدي بوسعيد تحتوى على أقفاص الطيور كشكل أساسي حيث يهتم الساكنون هناك بتربية الطيور النادرة وحتى الأقفاص ملونة بالأبيض والأزرق، وهي ألوان الطبيعة والحياة بحسب اعتقادات سكان سيدي بوسعيد.
وتمثّل سيدي بوسعيد اليوم ملجأً هادئًا للكثير من الكتاب، والفنانين والشعراء، منذ أن اكتشفت من قبل السياح الذين يزورونها على مدار السنة للاستمتاع بأجوائها الحميمة ولشم رائحة الياسمين وأشجار البرتقال التي تعبق في المكان.
اترك تعليقاً