سوريا.. إسرائيل تدخل على خط الاشباكات في صحنايا بريف دمشق

شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق محاولات لتهدئة الأوضاع الأمنية بعد اشتباكات مسلحة على خلفية تداول تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأصدرت وزارة العدل السورية بيانًا، أكدت فيه أهمية اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن في مدينة جرمانا بريف دمشق.

وشددت الوزارة على أن حماية المقدسات والرموز الدينية، خاصة تلك المتعلقة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، تعد من أولوياتها.

وفي البيان، دعت الوزارة المواطنين إلى الالتزام بالقانون وعدم الانجرار وراء خطاب التحريض الطائفي، مؤكدةً أن هذه الأفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون.

وأضاف البيان أن الوزارة تتابع عن كثب الإجراءات اللازمة بالتعاون مع النيابة العامة ووزارة الداخلية لضمان استقرار الأوضاع.

وفي وقت لاحق، أفادت مصادر محلية، بأن وجهاء من مدينة جرمانا قد عقدوا اجتماعًا مع قيادات الأمن العام وسياسيين بارزين بهدف تهدئة الأوضاع ووقف التصعيد.

وأكدت المصادر انتشار قوات الأمن العام حول المدينة لضبط الوضع ومنع دخول أي مسلحين.

وفي السياق ذاته، قررت عدة جامعات خاصة في ريف دمشق تأجيل الدوام والامتحانات اليوم الثلاثاء، حرصًا على سلامة الطلاب في ظل التطورات الأمنية.

من جهة أخرى، أصدرت النيابة العامة في دمشق قرارًا بالتحقيق مع المواطن مروان كيوان بتهمة “الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم”، وهي القضية التي أثارت جدلًا واسعًا في البلاد، وتؤكد التحقيقات الأولية أن كيوان متهم بإثارة النعرات الطائفية عبر الإنترنت.

وفي تصريحات من مشيخة العقل للطائفة الدرزية، أدانت الاعتداءات التي شهدتها جرمانا، محذرةً من مغبة إشعال الفتن الطائفية، وداعيةً إلى وحدة الصف وعدم الانجرار وراء التحريض.

بدورها، شهدت مدينة أشرفية صحنايا بريف دمشق اشباكات دامية،ليل الأربعاء، وما تزال مستمرة، وأفاد مصدر أمني بقيام مجموعات خارجة عن القانون من منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق بالهجوم على حاجز يتبع لإدارة الأمن العام مساء أمس، ما أسفر عن إصابة 3 عناصر بإصابات متفاوتة.

وقال مصدر أمني بدمشق لوكالة أنباء “سانا”: “بدأت قواتنا عملية تمشيط واسعة في منطقة أشرفية صحنايا، بهدف إلقاء القبض على العصابات الخارجة عن القانون التي اتخذت هذه المنطقة منطلقاً لعملياتها الإرهابية ضد الأهالي وقوات الأمن”.

وفي وقت سابق من اليوم، أشار مصدر أيضا للوكالة بأنه وبشكل متواز، قامت مجموعات أخرى في نفس الوقت بالانتشار بين الأراضي الزراعية وإطلاق النار على آليات المدنيين وآليات إدارة الأمن العام على الطرق، ما أدى لمقتل 6 أشخاص وجرح آخرين”.

وأضاف المصدر: “تؤكد وزارة الداخلية أنها لن تتوانى مع هؤلاء المجرمين، وستضرب بيد من حديد كل من يسعى لزعزعة أمن سوريا واستهداف أبنائها”.

بدوره، أكد المكتب الإعلامي في وزارة الصحة السورية للوكالة ارتفاع عدد القتلى إثر استهدافات المجموعات للمدنيين وقوات الأمن في أشرفية صحنايا إلى 11 قتيلا إضافة إلى عدد من الإصابات.

وفي سياق متصل، أكد وزير دفاع إسرائيل يسرائيل كاتس تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية تحذيرية استهدفت مجموعة متطرفة كانت بصدد مهاجمة الدروز في بلدة أشرفية صحنايا بريف محافظة دمشق.

وجاء في بيان مشترك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع كاتس: “الجيش نفذ عملية تحذيرية وهاجم مجموعة متطرفة كانت تستعد لمهاجمة الدروز بصحنايا في سوريا”.

وأضاف البيان: “وجهنا رسالة إلى النظام السوري بأن إسرائيل تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز”.

وأفادت “هيئة البث الإسرائيلية” بأن الهجوم على سوريا نفذ باستخدام مسيّرة من طراز “زيك”.

وأضافت: “أطلقت المسيّرة صاروخاً باتجاه مبنى تم فيه رصد مسلحين كانوا يستعدون لهجوم ضد الدروز. ووفقاً للمعلومات المتوفرة، لم تقع إصابات في الهجوم الذي كان يهدف منذ البداية إلى توجيه تحذير”.

وأكد كاتس في كلمة ألقاها خلال أحد الاحتفالات أن العملية نُفذت بتوجيه من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع، وبالتنسيق مع رئيس الأركان الفريق أول إيال زامير. وأوضح أن الهدف كان تعطيل خطة المتطرفين لمهاجمة الدروز في بلدة أشرفية صحنايا، وأشار إلى أن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة إلى النظام السوري، تُحمِّله فيها مسؤولية حماية الدروز ومنع تعرضهم للأذى.

وتابع قائلاً: “نحن نُكرِّم اليوم إسهامات الطائفة الدرزية العظيمة في أمن إسرائيل، ونخلد ذكرى شهدائها الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الدولة، وهذا يزيد من التزامنا بحماية الدروز في إسرائيل وإخوانهم في سوريا”.

واختتم كاتس تصريحه بالتأكيد على أن إسرائيل لن تتهاون في الدفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا، انطلاقاً من الروابط العائلية والتاريخية التي تجمع بين الدروز في إسرائيل ونظرائهم في سوريا.

جنبلاط يجري اتصالات سعيا لوقف إطلاق النار في بلدة أشرفية صحنايا السورية التي يقطنها مواطنين دروز

وفي سياق متصل، أجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط اتصالات مع سوريا وتركيا والسعودية وقطر والأردن طالبا السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا.

كما طلب جنبلاط أن تتم معالجة الأمور انطلاقا من منطق الدولة ووحدة سوريا بجميع مكوّناتها، وتم بنتيجة الاتصالات الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ نصف ساعة.

وطلب جنبلاط الحفاظ على وقف إطلاق النار حيث من المتوقع أن يصل وفد من جبل العرب يضمّ شيخي العقل الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار، والأمير حسن الأطرش، إضافة إلى وفد من المشايخ والفعاليات لوضع الصيغة النهائية التي تضمن عدم العودة إلى الاقتتال الداخلي الذي لا يفيد إلّا العدو الإسرائيلي، وذلك، بحسب بيان صادر عن الحزب التقدمي الإشتراكي.

وفي السياق، أعلن شيخ عقل الدروز بلبنان سامي أبو المنى إجراءه اتصالات رفيعة المستوى مع القيادة السياسية المحلية والخارجية “لتطويق الأحداث الدامية” في سوريا.

تركيا تؤكد رفضها تقسيم سوريا: وحدة الأراضي والسيادة أولوية أساسية

أكدت مصادر في وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، أن أنقرة تعتبر سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية من أولوياتها الأساسية، رافضة أي مطالب أو تحركات تهدف إلى تفتيت البلاد أو إنشاء مناطق حكم ذاتي.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن هذه المصادر قولها إن “مطالب الحكم الذاتي والتصريحات التي تؤيد ذلك قد تؤثر سلباً على سيادة سوريا واستقرارها الإقليمي”، مشددة على أن “تركيا لا يمكنها القبول بتفكيك البنية الوحدوية للدولة السورية تحت أي ذريعة”.

وأضافت المصادر: “نحن نعارض بوضوح إقامة أي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو الفدرالية في سوريا، سواء على مستوى الخطاب أو النشاطات العملية، وهذا الموقف يتقاطع مع موقف الإدارة السورية الجديدة”.

وفي سياق متصل، تحدثت المصادر عن الوضع في ريف منبج، حيث يقع سد تشرين، وهو أحد أبرز منشآت الطاقة والمياه في شمال سوريا، مؤكدة أن “موارد وأصول سوريا هي ملك للشعب السوري”، مشيرة إلى أن “التنسيق جارٍ بشأن إدارة السد مع الحكومة السورية المؤقتة، ووزارة الدفاع، والجهات الإقليمية ذات الصلة”.

وأكدت وزارة الدفاع التركية أن الاجتماعات والمحادثات بشأن سد تشرين لا تزال مستمرة، مشددة على أن أنقرة تتابع العملية عن كثب لضمان الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتفادي أي تصعيد.

يُذكر أن الموقف التركي يأتي في ظل توترات متجددة في الشمال السوري، حيث ترفض أنقرة أي خطوات باتجاه إنشاء كيان كردي شبه مستقل، وتدعو باستمرار إلى حلول تحفظ وحدة سوريا وتراعي مخاوفها الأمنية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً