التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، عشية رأس السنة الميلادية الجديدة، وفداً من الطائفة المسيحية في دمشق، الثلاثاء.
والتقى الشرع وفداً يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، بحسب ما أفاد مكتبه، وذلك وسط مشاعر قلق تسود الأقليات في سوريا، ومساعٍ للحصول على ضمانات من السلطات الجديدة.
ونُشرت صور على حساب «القيادة العامة» على تطبيق «تلغرام» تُظهر الشرع مرتدياً بزة وربطة عنق يجتمع بالعديد من ممثلي الكنائس المسيحية من أرثوذكس، وكاثوليك، وأرمن أرثوذكس، وسريان أرثوذكس، وبروتستانت.
وقال المسؤول، طالباً عدم كشف اسمه: «حصل لقاء، الاثنين، بين قيادة قسد والجولاني في دمشق»، مستخدماً اللقب الحربي للشرع.
وأضاف أن الاجتماع كان «تمهيدياً لوضع أساس للحوار المستقبلي»، مضيفاً أنه «تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات للوصول لتفاهمات مستقبلية».
والتقى الشرع، أمس الاثنين، أيضاً، مع وفد أوكراني كبير برئاسة وزير الخارجية أندريه سيبيها، وذلك وسط سعي كييف لإقامة علاقات مع الإدارة الجديدة في دمشق.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن بلاده أرسلت أول شحنة من المساعدات الغذائية إلى سوريا التي عادة ما كان يُنظر إليها بوصفها حليفاً مقرباً من روسيا.
وفي أول اتصال مصري مع الإدارة السورية الجديدة، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لنظيره السوري أسعد الشيباني، في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء، وقوف القاهرة مع الشعب السوري ودعم تطلعاته المشروعة.
وقالت الخارجية المصرية في بيان إن الوزير عبد العاطي “أكد على وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة، ودعا كافة الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار في سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها”.
ووفق البيان فقد أضاف عبد العاطي أن مصر “تأمل أن تتسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة”.
وشدد الوزير المصري على “أهمية أن تتبنى العملية السياسية مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية تعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، مع إفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها”.
وأشار البيان إلى أنه “تم الاتفاق في نهاية الاتصال على استمرار التواصل خلال الفترة القادمة”. وكان الشيباني قد قال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره المصري عبد العاطي، حيث ناقشا العلاقات الثنائية.
وقال الشيباني في بيان على تويتر: “سعدت باتصال معالي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والذي أكد فيه على أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة، وأن مصر وسوريا يجمعهما تاريخ واحد ومستقبل واعد بإذن الله”.
وكانت مصر قد أكدت في وقت سابق أن “موقفها واضح من حيث ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة منع تحولها إلى بؤر للتطرف وتصدير الإرهاب”.
ومنع رتل عسكري من دخول السويداء
وفي السويداء، الأربعاء، منعت أن فصائل مسلحة رتلا تابعا لإدارة العمليات العسكرية في سوريا من دخول المدينة.
وضم الرتل العسكري عشرات السيارات لهيئة تحرير الشام وجهاز الأمن العام التابع لها، ما أدى لاستنفار فصائل غرفة العمليات المشتركة في السويداء، التي طالبت الرتل بالعودة إلى دمشق، حيث تجاوب المسؤول عن الرتل وعاد به إلى العاصمة بالفعل.
وكانت تعميمات وردت لغرفة العمليات المشتركة في السويداء، عن دخول رتل عسكري كبير إلى المحافظة في وقت متأخر من الليل، دون معرفة تبعيته، ودون أي تنسيق مسبق مع الفصائل المحلية في المحافظة، التي استنفرت بدورها ونصبت حواجزاً على طريق دمشق السويداء.
وعند وصول الرتل إلى أحد حواجز الفصائل المحلية في السويداء، تبين أنه يتبع لجهاز الأمن العام في هيئة تحرير الشام، وقال المسؤول عنه إن وجهتهم مبنى قيادة الشرطة في السويداء.
وبحسب مصدر من غرفة العمليات المشتركة، طلبت الفصائل من الرتل العسكري العودة إلى دمشق، لا سيما مع وجود اتصالات دائمة بين فعاليات السويداء وإدارة العمليات العسكرية في دمشق لترتيب المسألة الأمنية في المحافظة.
وتنتشر في السويداء فصائل محلية مسلحة، وقبيل سقوط النظام بيومان، تحالفت هذه الفصائل ضمن غرفة عمليات واحدة، وطردت كافة قوات جيش النظام ومراكزه الأمنية من المحافظة.
وبالتزامن، يطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في السعودية جسرا جويا إغاثيا إلى سوريا، بإرسال طائرتين صباح اليوم الثلاثاء محملتين بـ350 طنا من المساعدات الإغاثية.
ونشر المركز عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لعملية تحميل المواد الإغاثية التي تشمل الحقائب الإيوائية والأدوية، إلى الطائرتين في مطار الملك خالد الدولي بالرياص.
وقبل أيام وزع مركز الملك سلمان للإغاثة بحو 1500 من السلال الغذائية والحقائب الصحية في مدينة الدانا بمحافظة إدلب السورية، وذلك ضمن مشروع توزيع المساعدات الغذائية والحقائب الصحية للسكان المتضررين من الزلزال في شمال سوريا للعام 2024.
وبلغ إجمالي المساعدات السعودية المقدمة إلى سوريا منذ بداية الأزمة نحو 7.38 مليار دولار، وفقا لمنصة المساعدات السعودية.
والاثنين أعلنت قطر وصول أول طائرة مساعدات مباشرة إلى العاصمة السورية دمشق، تحمل مساعدات إنسانية تتضمن سيارات إسعاف ومواد غذائية وأدوية، وذلك ضمن الجسر الجوي الذي تسيره قطر.
وقبل أيام أرسل الاتحاد الأوروبي عبر تركيا شحنة بوزن 50 طنا من المساعدات الإنسانية المؤلفة من إمدادات طبية إلى سوريا.
كما أعلنت بعض الدول الأوروبية أيضا تقديم مساعدات مالية وإطلاق مشاريع إغاثية لمساعدة السوريين المحتاجين للدعم بعد تغيير النظام في البلاد.
خامنئي: المعتدون على سوريا سيجبرون على التراجع
أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء، أن “البعض تصور خطأ، بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، أن الدماء التي أُريقت دفاعا عن المقدسات ذهبت سدى”.
وقال خامنئي، في كلمة له، إن “سوريا ملك لشعبها ولا شك أن من اعتدوا عليها سيجبرون على التراجع أمام قوة شبابها الغيور”، مشيرًا إلى أن “أمريكا في سوريا، ستُسحق من دون شك تحت أقدام الشباب السوري”.
وأضاف أن “ارتكاب الدول لخطأ كبير بالتخلي عن عوامل الثبات والقوة مثل الشباب المؤمن سيخرجها من المشهد كما حدث لسوريا”.
وتابع خامنئي: “إذا أخرجت دولة ما عناصر ثباتها وقوتها عن الساحة ستصبح كسوريا، وستكون عرضة للاحتلال كما يحصل في سوريا، من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول الإقليمية”.
اترك تعليقاً