اجتاحت سوريا أزمة بصل على غرار الأزمة التي شهدتها ليبيا ودول أخرى في العالم، وأصبحت قضية رأي عام في الشارع السوري الذي شهد حملة امتعاض وانتقادات بسبب ندرة البصل وارتفاع سعر الكيلوغرام إلى 16 ألف ليرة.
يأتي ذلك في حين، تحولت أسهم السوريين إلى شحنة البصل المصري التي استوردتها وزارة التجارة السورية، الأسبوع الماضي، لتسد بعض الخلل بعرض المادة، بعدما صدّرت الحكومة في الموسم السابق إنتاج السوريين سعياً وراء الدولار ورفعت تكاليف الإنتاج الزراعي، لتقع سورية المنتجة أضعاف حاجة استهلاكها ضحية شح البصل.
ورداً على حظر بعض الدول استيراد البصل المصري بسبب الأثر المتبقي للمبيدات، قالت وزارة الزراعة السورية التابعة لنظام بشار الأسد إن استيراد البصل من مصر تم وفق اشتراطات الصحة النباتية السورية وهي خالية من كافة الآفات الخاضعة للوائح وتم فحص الشحنات من قِبل مركز الحجر الصحي النباتي في منفذ الدخول في مرفأ طرطوس بعد تدقيق كافة الوثائق المرفقة، وخاصة الشهادة الصحية النباتية إضافة إلى أخذ عينات وإرسالها إلى المخابر المختصة المعتمدة (نيماتودا، أمراض فيروسية وغيرها)، حيث بينت النتائج خلوها من الآفات وبالتالي تم الإفراج عنها أصولاً.
وأوضحت الوزارة أن خبر حظر استيراد البصل من مصر بسبب الأثر المتبقي للمبيدات قديم منذ أكثر من 4 سنوات، وتم التواصل مع إدارة الحجر الزراعي في مصر وتبين أن هذا قرار قديم صدر بحظر مؤقت على البصل، وتم إلغاؤه بعد صدوره بشهرين، وحالياً لا يوجد أي حظر من أي دولة في العالم على استيراد البصل المصري، بحسب الوزارة.
وحول سمسرة الحكومة جراء الشحنة المصرية وبيع البصل بالصالات الحكومية بسعر مرتفع ، قال وزير التجارة الداخلية عمرو سالم إن تكاليف كيلوغرام البصل 4700 ليرة واصل إلى مرفأ طرطوس، موضحاً أن “السورية للتجارة” وزعت البصل، بعد شحنه، على 400 صالة مع ازدياد عدد الصالات يومياً، ما يزيد من تكاليف النقل، مشيراً إلى أنه وبالإضافة إلى هذه التكاليف هناك أجور عمال وفرز وعتالة وتكاليف الصالات، وتبقى للمؤسسة أرباح 5% فقط في كل كيلوغرام.
ولاقى توزيع البصل عبر البطاقة الذكية انتقادات واسعة وشعور السوريين بالإذلال، بررته وزارة التموين بتحقيق عدالة التوزيع وضبط الهدر والفساد.
ورد الوزير أن التوزيع عبر “البطاقة الذكية” هي الوسيلة الوحيدة للتأكد من أن المواطن فقط هو الذي حصل على البصل بهذا السعر وخصوصاً مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مضيفا: “أنا جاهز لمناقشة أي فكرة تضمن حق المواطن دون استغلاله من قِبل تجار الأزمات، وليس من إذلال بالأمر. أنا اشتريت كيلوغرام بصل على بطاقتي ولم أشعر أني مذلول وأنا لست مدعوما لكن أشتري من صالاتنا لأنني أثق بها”.
ولم يحل استيراد ألفي طن بصل من مصر الأزمة المتفاقمة بالسوق السورية بعد نفاد البصل وارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد إلى 16 ألف ليرة بالعاصمة السورية دمشق، متفوقاً بسعره على الموز والتفاح، ما دفع وزارة التجارة الداخلية بحكومة بشار الأسد لإضافة بيع البصل عبر البطاقة الذكية وبالصالات الحكومية بسعر 6 آلاف ليرة للكيلوغرام، ما خلق طوابير جديدة تسعى للحصول على البصل بالمدن السورية، لتضاف إلى طوابير الساعين للخبز والمشتقات النفطية، وفق ما أفاد تقرير لصحيفة “العربي الجديد”.
وسط أزمة عالمية.. ارتفاع أسعار البصل في الأسواق الليبية
وفي سياقِ ذي صلة، وسط أزمة عالمية.. شهدت الأسواق الليبية الآونة الأخيرة، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار البصل، ما أثار تساؤلات المواطنين عن الأسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع، إذ وصل سعر البصل إلى 7 دنانير للكيلو الواحد.
ويأتي ذلك وسط عجز مادي للموطن الليبي لتسيير حياته اليومية في ضل تأخر المرتابات حيث طال ارتفاع الأسعار الخضروات والفواكه الموسمية حتى حلت عليه أزمة البصل، وأدت الزيادة في الأسعار هذا العام إلى عزوف الكثير من المواطنين عن شراءه ومنهم من قرر التأقلم مع الأسعار الحالية وتأتي هذه الزيادة قُبيل شهر رمضان المُبارك.
وقفزت أسعار البصل بنسبة 300% خلال الشهر الجاري بالمقارنة مع سعرها خلال شهر يناير وفبراير للعام الماضي.
وأكد عدد من المزارعين وباعة الجملة في سوق الخضروات بسوق جنزور غربي العاصمة طرابلس، أن هناك طلباً متزايداً على البصل مع قرب حلول شهر رمضان المبارك ومحدودية العرض، كما أن الإنتاج المحلي لا يكفي لتغطية متطلبات السوق.
وأعلن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، الأيام الماضية، عن ضبط 63 قنطاراً (45 كيلوغراما) من البصل المصري غير صالحة للاستهلاك على مشارف العاصمة طرابلس.
وأوضح المركز أنه من خلال الكشف عليها تبين أنها فاسدة ولا تصلح للاستهلاك ومخالفة للمواصفة رقم 730 لسنة 2009 الخاصة بالبصل، بالإضافة إلى ضبط كميات فاسدة أخرى في عدة أسواق شعبية.
كما صادر مركز الرقابة على الأغذية والأدوية بفرع درنة شحنات من البصل مصابة بالفطريات دخلت الأسواق الليبية بطريقة غير شرعية قادمة من مصر.
وفي ذات السياق، أعلن جهاز دعم الاستقرار، الجمعة الماضية، عن ضبط كمية من البصل غير صالحة للاستهلاك الآدمي وإتلافها في بلدية جنزور.
وأفاد الجهاز في بلاغ عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بأن ذلك يأتي في إطار الحملة المستمرة على الأغذية والأدوية، حيث تم تكليف مكتب جنزور بجهاز دعم الاستقرار بالتعاون مع مكتب الإصحاح البيئي أبوسليم وجهاز الحرس البلدي أبوسليم وفرع الحرس البلدي أبوسليم ومركز الرقابة على الأغذية والأدوية فرع أبوسليم وجهاز الأمن الداخلي، لإطلاق حملة تفتيشية على سوق الخضار ببلدية جنزور.
وتم ضبط كمية تُقدر بـ30 ألف كيلوغرام من البصل غير صالحة للاستهلاك الآدمي لإصابتها بالفطر الأسود ومستوردة من جمهورية مصر العربية.
وجرى إتلاف الكمية المضبوطة بمقر مصنع النسيج ببلدية جنزور بحضور كافة الجهات المشاركة في الحملة.
يُشار إلى أن إنتاج ليبيا من البصل يُقدر بنحو 235 ألف طن سنوياً وفق بيانات مركز البحوث الزراعية.
اترك تعليقاً