سليانة التونسية تستغيث من بطش حكومة النهضة

معونات قطر لحكومة النهضة

أصيب أكثر من150 شخصا عندما تجددت الأربعاء الاشتباكات بين قوات الامن وآلاف من المتظاهرين في مركز ولاية سليانة (شمال غرب) التي يطالب سكانها بعزل الوالي وبالتنمية الاقتصادية، فيما نزل محتجون في العاصمة التونسية الى شارع الحبيب بورقيبة للتعبير عن احتجاجهم على ما يجري في مدينة سليانة وتجاوزات حكومة النهضة.

وقال مصدر طبي في مستشفى سليانة “استقبلنا حتى الآن اكثر من150 جريحا بينهم أطفال فيما ذكرت مصادر اعلامية ان اول شهيد سقط دهسا بسيارة، اضافة الى الحالة الخطرة لبعض المصابين.

ويضيف المصدر الطبي ان المزيد من المصابين في طريقهم الى المستشفى” موضحا انه تم نقل 4 مصابين الى مستشفى في العاصمة تونس لأن “اصاباتهم تستوجب عناية خاصة”.

واضاف ان “الجرحى أصيبوا بذخيرة لم نتمكن من تحديد نوعيتها”.

وعمت حالة من الفوضى مستشفى سليانة وقال رجل غاضب اصيب ابنه خلال المواجهات “سوف نحرق المدينة على رؤوسهم” في اشارة الى قوات الامن.

وتقول ناشطة حقوقية ان قوات الامن اقتحمت غرفة العمليات في مستشفى سليانة ما اثار الرعب في صفوف الطاقم الطبي.

وأعلن عبدالستار المناعي أمين عام فرع نقابة الصحة في محافظة سليانة ،عن دخول جميع أفراد المستشفى المحلي بسليانة في إضراب إحتجاجا على عملية الإقتحام التي تعرض لها المستشفى .

وأشار في تصريحات بثتها إذاعة “شمس أف أم” إلى أن عناصر الأمن أقدموا الثلاثاء على إقتحام المستشفى ونشر حالة من الذعر في صفوف المرضى والعاملين، حيث وصل بهم الأمر إلى حد إقتحام قاعة العمليات الجراحية.

واستخدمت الشرطة بشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرش لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة.

وانتشرت المظاهرات في مدن المحافظة مطالبين برحيل الحكومة التي لم تحقق لهم الا المعاناة ومزيد التهميش.

وتتواصل صيحات الاغاثة عبر مواقع الاتصال الاجتماعي لانقاذ المدينة التي تغرق في موجة عنف تنظمها النهضة وسط تعتيم اعلامي من قبل وسائل الاعلام الرسمية.

وأرسلت السلطات تعزيزات امنية الى المدينة وعربات مصفحة تابعة للحرس الوطني، فيما اغلق السكان الشوراع لمنعها من الدخول.

وقد أعلن الاربعاء إياد الدهماني النائب في المجلس الوطني التأسيسي عن محافظة سليانة دخوله في إضراب عن الطعام في المقر المحلي للإتحاد العام التونسي للشغل( أكبر منظمة نقابية في البلاد) إحتجاجا على وصفه بممارسات القمع التي تمارسها قوات الأمن ضد أهالي محافظته.

وقال في تصريح إذاعي إن قوات الأمن وصل بها الأمر إلى حد الإقدام على تنفيذ إقتحامات ومداهمات شملت حتى المستشفيات لإعتقال الجرحى ،وذلك في سابقة لم تعرفها تونس من قبل.

ولم يتردد عدد من نواب حركة النهضة الإسلامية في المجلس التأسيسي في إتهام “ميليشيات الحزب الحاكم سابقا” والنقابيين بالتورط في أحداث محافظة سليانة.

وقال والي سليانة أحمد الزين المحجوبي ابن اخت رئيس الحكومة حمادي الجبالي على القناة الوطنية الأولى أنه نصب من طرف الحكومة ولها وحدها سلطة إقالتة وأبدى إصراره على مواصلة مباشرته لعمله بالولاية.

وحول مطلب أهالي الجهة بإطلاق سراح أبنائهم الموقوفين أضاف الوالي أن هذا ليس من مهامه ولن لا يتدخل في عمل السلطة القضائية.

وتتواصل المشادات بين قوات الامن واهالي مدينة سليانة لليوم الثاني على التوالي.

وقال راديو “كلمة” تشهد المدينة تعزيزات امنية وقدوم مدرّعات تابعة للحرس الوطني ، وقوات الأمن تمنع المصوّرين و الصحفيين من تغطية الاحتجاجات و تعتدي على 3 صحفيين أحدهم في حالة حرجة

وكانت عدة أحزاب ، منها الجمهوري، أعلنت عن تأييدها لتحركات أهالي محافظة سليانة ،فيما أعربت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن مساندتها للإضراب العام في محافظة سليانة.

وندد الاتحاد العام التونسي للشغل يحدث من اعتداءات على المدنيين في بيان له جاء فيه ” على إثر المسيرة السلمية التي جاءت تتويجا للإضراب الجهوي الذي قرّرته الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة ،تعرّض المواطنون إلى القمع والمداهمات وإلى التعنيف بالهراوات وبسيل من القنابل الخانقة وإلى استعمال ذخيرة غريبة ضدّ المتظاهرين، ممّا تسبّب في العديد من الإصابات تمّ نقل البعض منها إلى مستشفيات العاصمة، والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل المجتمع امس بصفة طارئة،يعبّر عن مساندته المطلقة لنضالات الأهالي في سليانة بقيادة الاتحاد الجهوي للشغل من أجل التنمية العادلة و إطلاق سراح الموقوفين على خلفية أحداث 26 أفريل 2011 ومن أجل تعيين وال جديد على أساس الكفاءة والنزاهة والاستعداد لخدمة الجهة والقدرة على التواصل مع الأطراف الاجتماعية وتفعيل الحوار الاجتماعي.

وإدان قمع التظاهرة السلمية ومطالبته بفتح تحقيق في دوافع الاستعمال غير المبرّر للقوّة ووفي نوع الذخائر المستعملة ضدّ المتظاهرين.

واستنكر الاتحاد التصريحات الإعلامية لبعض المسؤولين الهادفة إلى المغالطة والتشويه والمثيرة للسخرية.

كما طالب الحكومة الخروج عن صمتها والتدخل العاجل من أجل وقف التنكيل بالمواطنين ويدعوها إلى الاستماع إلى انشغالات أهالي سليانة وحل مشاكلهم وتشريك الأطراف الاجتماعية في كل القضايا التي تخصّ الجهة”.

وطالبت الجبهة الشعبية برحيل والي النهضة فورا من المدينة وقالت في بيان نشرته اثر اجتماع لها الثلاثاء تطالب فيه ـ مساندته الكاملة لأهالي سليانة مدينة وولاية في مطالبهم المشروعة في حقهم في التنمية والتشغيل ومؤازرتهم في المطالبة بإقالة الوالي الحالي وإطلاق سراح الموقوفين الذين تجاوز إيقافهم المدة القانونية دون النظر في قضاياهم .

ونددت بالقمع الوحشي الذي تعرض له المتظاهرون وكافة أهالي سليانة ورفضه الكامل للرواية الرسمية للأحداث وتعتبرأن ماحدث اليوم في سليانة إستمرار للنهج القمعي للحكومة ضد التحركات الإجتماعيةكما طالبت بالوقف الفوري للعنف. .

والثلاثاء شهدت سليانة اضرابا عاما دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل (اكبر نقابة عمال في تونس) ومواجهات بين الاف من المتظاهرين ورجال الامن أصيب خلالها 14 شخصا بينهم عنصر امن.

ويطالب سكان سليانة التي ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة ب”التنمية” الاقتصادية وبعزل الوالي الذي يقولون ان له قرابة عائلية بحمادي الجبالي رئيس الحكومة وامين عام حركة النهضة الاسلامية الحاكمة، وبالافراج عن 14 شابا اعتقلوا خلال اعمال عنف شهدتها سليانة يوم 26 نيسان/أبريل 2011.

وكان مكتب اتحاد الشغل في سليانة اتهم في بيان اصدره في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي الوالي ب”تعطيل مسار التنمية بالجهة التي عرفت ركودا على جميع المستويات”.

والثلاثاء دعت رئاسة الحكومة في بيان “أهالي سليانة الى التهدئة والى تفويت الفرصة على الساعين الى بث التوتر والبلبلة والدفع الى الفتنة في صفوف المواطنين”. وقالت انها “تواصل منح ثقتها للسلطة الجهوية” في اشارة ضمنية الى الوالي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً