اكتسبت مدينة مصراتة الليبية وضعا متميزا لمساهمتها الفعالة في إطاحة العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، لكن تنامي قوة ميليشياتها ونزاعاتها مع المدن الأخرى يثير التساؤلات حول ما إذا كانت تحولت إلى “دولة داخل الدولة”، تهدد عودة الأمن واللحمة بين أبناء الشعب الليبي. المدينة الواقعة شمال غربي ليبيا، صمدت عدة أشهر أمام حصار قوات القذافي أثناء الاحتجاجات التي انطلقت في 17 فبراير 2011، وكان لتقدم ميليشياتها نحو العاصمة طرابلس وانضمامها لبقية الثوار دورا فاعلا في إسقاط القذافي، كما أن أحد مقاتليها، عمران شعبان، كان من وجد معمر القذافي مختبئا في ماسورة مياه وقبض عليه في 20 أكتوبر 2011 قبل قتله.
اليوم، وبعد مرور عامان على هذا التاريخ، تعمل مصراتة بجهد فائق على إعادة الإعمار وإزالة آثار الهجوم العنيف الذي تعرضت له من أنصار القذافي أثناء الثورة والذي أدى إلى دمار البنية التحتية. ولعب اندحار الجيش الليبي وانتشار السلاح بين الأهالي بعد الثورة، دورا في تنامي القلق من انهيار الأمن وتزايد قوة الميليشيات خاصة في مصراتة وسرت، حيث تجوب الشوارع وتفرض سيطرتها بدعوى توفير الأمن والاستقرار. “لدي نقاط تفتيش في كل مكان ولدي أفراد يتابعون أي دخيل يولج إلى المدينة”، كما يؤكد جمعة بلحاج، قائد لجنة أمن مصراتة، وهي قوة شكلت أثناء الثورة، ويقدر عدد أفرادها بالمئات، ويفرضون الأمن مرتدين ملابس مدنية. يؤكد بلحاج في تصريحات صحفية أن اللجنة تتبع أوامر وزير الداخلية ويصر على المرجعية الثورية لرجاله، وعلى الدور الذي أدوه منذ بداية الثورة، إلا أن تزايد الضغائن بينها وبين سكان مدن أخرى يثير قلق العديد من الليبيين. وظهرت هذه الضغائن جليا عندما ردت كتائب مصراتة بعنف على اختطاف عمران شعبان في بني وليد في صيف 2012، ووفاته متأثرا بجراحه.
تاريخ “نضالي” حافل
ومصراتة، التي كان يكتب اسمها أصلا مسراتة نسبة إلى أحد قبائل الهوارة التي كانت تقطن المنطقة، هي ثالث أكبر مدينة في ليبيا بعد طرابلس وبنغازي، وعرفت عبر التاريخ بأنها مدينة متمردة خاصة في العصر العثماني وأثناء الاحتلال الإيطالي للبلاد. ففي عام 1835، قادت إحدى قبائلها تمردا ضد الحكام العثمانيين وحلفائهم المحليين، واستطاعت من خلال توازنات سياسية أن تتمتع بوضع خاص مقارنة بمدن أخرى.
وخلال الحرب العالمية الأولى، لعبت المدينة دورا مهما في المقاومة ضد جيش المحتل الإيطالي. وتحت قيادة رمضان السويحلي، تحولت المدينة كقاعدة لمساندة الإمبراطورية العثمانية ووجهت القوات المكونة من أبناء مصراتة ضربة قوية للإيطاليين في قصر أبو هادي بالقرب من سرت في أبريل 1915. وقتل في هذه المعركة نحو 500 جندي إيطالي، واستولت قوات السويحلي على أكثر من 5 آلاف بندقية وأسلحة مختلفة وعدة أطنان من الذخيرة. وانسحبت القوات الإيطالية من أنحاء مصراتة التي أصبحت شبة مستقلة في عام 1916، وأصبحت تجمع الضرائب من سرت ومن منطقة فزان ومناطق أخرى وأصبحت تطبع عملتها الخاصة.
ورغم فرض الإيطاليين سطوتهم على معظم أنحاء ليبيا بعد انتصارهم في الحرب العالمية الأولى، ظل السويحلي محتفظا بمكانته كقائد لمصراتة. وفي عام 1920، قام على رأس قوة قوامها نحو 10 آلاف مقاتل، بطرد مستشاره الإيطالي وانفرد بالسلطة على المدينة. لكن في يونيو من نفس العام، حاول السويحلي مهاجمة قبائل أخرى في المنطقة ما بين مصراتة وطرابلس فانهزمت قواته وتم إعدامه واجتاحت القوات الإيطالية المدينة إثر ذلك واحتلتها. وتمردت مصراتة مرة أخرى في عام 1952، واندلعت فيها مظاهرات عارمة احتجاجا على ما اعتبره الأهالي تزويرا في الانتخابات التشريعية. وكانت هذه المظاهرات من الأسباب التي أعلن النظام الملكي الحاكم في ليبيا آنذاك أنها قادته إلى إلغاء الأحزاب السياسية نهائيا.
المصدر: سكاي نيوز عربية
ما طار طائرا وارتفع الا كما طار وقع.
لو دامت لغيرهم لدامت لهم … مصراته ظلام وفجار والله عليهم بالمرصاد وبني وليد وجميع قبائل ورفلة وراهم وراهم ومهما طال الزمن او قصر.
ونحن شباب واهل مصراته من الشرق للغرب وراكم ياقبايل ورفلة واللي زيك يابصير ويوم دخول بن وليد يحكم ياورة