إخوتى الكرام
السلام عليكم
اختكم الليبية – المملكة المتحدة
طالعت قبل عدة ايام خبر اعتماد السيد السفير العتيد (محمود الناكوع) كسفير للدولة الليبية الجديدة و قد كان الخبر بالنسبة لى و اعتقد بالنسبة للكثيرين من ابناء الجالية الليبية فى المملكة المتحدة و ايرلندا و ربما لبعض الليبيين فى الداخل ….آقول لقد كان خبراً بجد ما يمكن وصفه بالخبر المُضحك المُبكى فى آن واحد……..فهو خبراً مُضحك لعدة اسباب منها:
اولاً:- ان تعيين السيد الناكوع قد قدم صورة مُترهلة مُتهالكة و هرِمة لثورة وليدة جديدة قامت على اكتاف الشباب من ابناء الوطن و كنا نأمل بان الشباب هم من سيمثلونهافى المستقبل و سيتقلدون مناصبها الاساسية و السيادية ،فقد سئمنا من روية الكهول و الشيوخ …..كنا نحلم بالدماء الجديدة الحارة صاحبة الافكار المتطورة المتناغمة مع الحاضر، و التى لديها المقدرة على التعامل مع ادوات العصر و مُحدثات الامور ، كنا نحلم بوزراء و سفراء تحت سن الخامسة و الاربعين من العمر او فى اسوء الاحوال لا يتجاوزون الخامسة و الخمسين مثلما تفعل الدول المتقدمة فى تجديد نفسها و تقليد ابناءها من الشباب من امثال (اوباما – كامرون – بوتن – مدفيدف) و غيرهم الكثيرين منهين بدلك ما يسمى بدكتاتورية الاجيال و ليس كالسيد الناكوع الدى تجاوز السبعين من عمره و تعدى سن التقاعد فى ليبيا و فى المملكة المتحدة و قد وصل الى خريف العمر …الى مرحلة التصلب و الخرف و هدا ليس رأى شخصى منى بل هو رأى علمى صِرف و قد اكده السيد الناكوع بنفسه فخلال مدة السنة النصف او اكثر بقليل و التى كان فيها على رأس السفارة الليبية فى لندن …اثبت انه غير آهل للمكان …..فهو لم يستطع ان يطرح اى افكار او اى اسلوب لتطوير عمل السفارة او حتى مجرد تسييرها بشكل مقبول فقد اصبحت السفارة مثالا للفوضى ،و قد احاط نفسه بشلة انتهازية منتفعة من بعض المقيمين مما اثار حفيضة بقية الجالية و اصبح الناكوع شخصية مُفرقة مثيرة للجدل نفَرت الليبيين و كرهتهم فى سفارتهم.
ثانياً:- لقد كان دلك الخبر مُضحك لانه حمل فى ثناياه على صفحة السفارة الكثير من الاستخفاف بعقول الليبيين …..فعند سرد السيرة الداتية للسيد الناكوع ، دُكر انه ناضل بقـلمه و لسانه و فكره و نشاطه !!! لأكثر من ثلاثين عاماً ….. سنقول له إن سعيك كان مشكوراً و لكن لم يكن من اللائق به التشبت بيديه و اسنانه بالمنصب مع معرفته الكاملة و الاكيدة بانه غير جديربكرسى السفارة و كآنه يُطالبنا بدفع ثمن نضاله المزعوم …….نعم المزعوم دلك اننا كجالية مقيمة لم نسمعه و لم نره على القنوات الفضائية يقوم بمهاجمة اللانظام السابق و لللامانة رايناه مرة واحدة على قناة الحوار يتحدث عن القصة القصيرة و قُدم السيد الناكوع على انه قصاص ليبى فقط ،….. ثم انه لم يشارك الجالية التظاهرات او الاعتصامات فى الايام الطويلة الباردة امام سفارة القدافى و التى قضوها على امل تغيير العلم على صواريها …..كان دلك غير متوقع منه لان عمره و صحته لا تساعده على المشاركة !!! ثم ما انفكوا على صفحة السفارة من تدكيرنا بأن زبانية القردافى قد هدموا بيته فى الزنتان فى 84 و لكن الناكوع عندما عاد بعد سقوط الطاغية ، كتبت السفارة انه عاد الى بيته او فيلته الفخمة فى منطقة السياحية فى طرابلس ……فهل الزبانية هدموا بيت الزنتان العتيق و ابقوا على الفيلة الجميلة فى السياحية ؟ !! ما هدا السخف و الاستخفاف بعقولنا و داك التضخيم و التفخيم لبطولاته الوهمية.
آما المُبكى فى الخبر هو وصولنا الى الشعور بفقدان الأمل فى بناء دولة العدل و المساواة و القانون و المؤسسات …..الخ ، لقد اوصلنا قرار تثبيت الناكوع فى مكانه الى حقيقة إن دماء الشهداء قد دهبت هباء ……. كيف لا و كل الشواهد تُشير لنا بدلك … الواسطة و المحسوبية مازالت بل زادت …….سرقة اموال الليبيين على قدم و ساق …..استغلال المناصب لاغراض شخصية حدث و لا حرج …… و صورة الرجل المناسب فى المكان المناسب قد ضاعت تماماً و فى اكثر من موقع …… القانون و المنطق و الاعراف السياسية و الدولية كلها تبخرت و دهبت ادراج الرياح , فكيف يجوز ان يُمكَن للسيد الناكوع و هو من مزدوجى الجنسية و متزوج من غير ليبية …كيف يسمح له الاستمرار فى عمله و الاطلاع على اسرار الدولة و للعلم كل قوانين العالم بدون استثناء تؤكد على ان الوزراء و السفراء لايجوز لهم حمل حنسية غير جنسية بلادهم و تشترط علي الوزير او السفير عدم الزواج من اجنبية اى من غير بلده ……. ثم ان السيد السفير غير دبلوماسى !!! و يتحدث الانجليزية بركاكة لا تساعده على الإفاء بمتطلبات عمله ,فضلاً على عدم قدرته على متابعة احوال الجالية الليبية المؤيدة لثورة 17 فبراير و حل مشاكلها و تدليل الصعوبات امامها ناهيك عن تتبع نشاطات الجالية المعارضة للثورة و التى تسعى بشكل حثيت الى تنظيم صفوفها و كسب دعم الساحة البريطانية و ظهورهم المستمر و المُكثف على شاشات القنوات الفضائية من اجل كسب الراى العام و (السفارة و السفير نائمين فى العسل).
إخوتى الكرام …..فى بدايات الثورة حدثت غلطات و شطحات و سقطات كثيرة و خطيرة غير اننا كنا فى كل مرة نردد عبارة ( مش وقـته ) و نلتمس لمسئولينا الاعدار …….جاءت حكومة الكيب الكئيبة و التى لم تفلح فى اى شىء و قلنا لا ضير فنحن فى بداية الطريق فلنترفع عن الانتقاد و وضع العصى فى الدواليب …..ثم اُنتُخب المؤتمر الوطنى ….مؤتمر السلاحف (كِناية عن التباطوء الشديد) فلم نرى منهم ما يسر خاطر الليبيين …..و الى الان لم يفلحوا حتى فى تشكيل لجنة لوضع الدستور رغم ان الوقت يمضى سريعاً !! ….. و اخيراً وصلنا الى حكومة السيد زيدان و الدى توسمنا فيه الخير و دعونا انفسنا و اخوتنا الليبيين الى ضرورة دعمه و مساندته و قلنا لأنفسنا (عسى ربنا ان يعوضنا به خيراً) و لكن للأسف الشديد بدل من توجيه انتباهه و تركيزه على حل مشاكل الداخل المتفاقمة و التى لا تحتمل التاجيل كالمصالحة الوطنية و الاهالى المهجرين و الوضع الامنى المتدهور و غيرها راح هو الاخر فى اتخاد قرارات لست ادرى ما أُسميها من مثل قرار ( شراء كل شىء من مصر ) !!! و الزيارات الكثيرة الى (الجزائر – السودان – النيجر) و غيرها على اهميتها …. الا ان الاوضاع فى الداخل الليبي اهم …… ثم انه رغم احتجاجات الجالية و انتقاداتها الموضوعية و تدهور احوال اهم سفارة ليبية فى الخارج و رغم القضاء على مستقبل مئات الطلاب الليبيين و قفل مدارسهم و رغم استصراخ اباءهم الا ان السيد زيدان قد ضرب بكل دلك عرض الحائط و قام بتثبيت الناكوع تماشياً مع المثل الشعبى القائل (عد رجالك و اورد المى) بمعنى ادا كُنت مدعوم او لديك واسطة قوية او انك تتبع حزب او جماعة مُعلبة و جاهزة قادمة من الخارج فأنك حثماً ستصل الى مبتغاك و (الدنيا مع الواقف) و الوافق اليوم فى ليبيا هم (أصحاب الجنسيات المزدوجة) و خاصة ادا كانوا من (رجال جبهة الانتقاد) فنراهم اليوم يطبقون قبضتهم على مفاصل الدولة , أبتداء من رئيس الوزراء و رئيس المؤتمر الوطنى و ادارة الاستخبارات و القائمة تطول …. مرور بأبن السيد قنان و الدى يترأس الآن المكتب الصحى بمساعدة الدكتور شليبك فى لندن رغم صغر سنه !!! ….. وصولاً الى تثبيت السيد محمود الناكوع ……..اما الوطنيين الليبيين من اهل الداخل و اللدين قضوا عمرهم بأكمله فى مساوى اللا نظام السابق و قاسوا ويلات الحرب و اوجاعها …..عاشوا المأساة خلال 42 عام قبل الثورة و الكثير الكثير اثناءها ….. فلهم الله.
اخوتى الكرام ….. ادا كان هدا هو الحال فاننى ارجوكم ان تدعوا الله معى الا ياتى اليوم الدى نترحم فيه على اللا نظام السابق لآن ما نراه و ما نسمع به فى بلادنا هو فى الحقيقة استنساخ حقيقى لسلوكيات عهد الطاغية ….سلوكيات مثل الفساد و المحسوبية و السرقة و المسئولين غير دوى الاختصاص و اشباه المتعلمين اللدين يتصدرون المشهد …..الخ.
اتمنى اخوتى الكرام الا نصل الى الانظمام للجماعة التى تردد عبارة (ما تغير الا العلم و النشيد) او اللدين يرددون (هُمَ هُمَ ..نفس الوجوه او نفس السلوك اللى يجيب الغمة).
و الله المستعان ……. و عاشت ليبيا حرة آبية
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً