زلزال عنيف في إثيوبيا يثير المخاوف حول سد النهضة

ضرب زلزال قوي إثيوبيا، يوم السبت، وبلغت شدته 5.8 درجة، شقوقا عميقة في الأرض وانفجار براكين صغيرة. وأظهرت مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، الشقوق الأرضية والبراكين في مناطق متفرقة من مركز الزلزال.

وذكر المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، في وقت سابق من السبت، أن زلزالا بلغت شدته 5.8 درجة ضرب إثيوبيا.

وذكر المركز أن الزلزال وقع على بعد 142 كيلومترا شرقي أديس أبابا، وعلى عمق بلغ 10 كيلومترات.

ويأتي الزلزال عقب سلسلة من الزلازل الأقل شدة التي هزت إثيوبيا في الأيام القليلة الماضية. فقد تعرضت نفس المنطقة إلى زلزال بقوة 5.5 درجة، الجمعة، وسلسلة زلازل أقل قوة تجاوزت الثلاثين على مدى الأسبوع الماضي.

وأثارت تلك المشاهد غير العادية التي اجتاحت إثيوبيا، حالة من الذعر، وأعادت إلى الأذهان كوابيس قديمة حول احتمالات انهيار سد النهضة الهائل.

في حين فجرت الهزات الأرضية المتتالية التي ضربت الهضبة الإثيوبية، وكان أبرزها زلزال عنيف بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر في العاصمة أديس أبابا صباح اليوم السبت، أسئلة مشروعة حول تأثير تلك الهزات المتتالية على السد العملاق.

وتزايدت المخاوف حول انفجار هذا الحاجز المائي الضخم الذي يحجز خلفه بحيرة عملاقة تمتد على 1800 كلم مربع بارتفاع 600 متر تقريبًا. تخيلوا، في لحظة واحدة، ينفجر هذا “الجبل المائي” الهائل، مُحررًا 74 مليار متر مكعب من المياه التي ستكتسح الأراضي المنخفضة بقوة تدميرية هائلة، مدمرة كل شيء في طريقها.

ومع تزايد الزلازل بنسبة 800%، أصبح السؤال أكثر من مجرد “هل سيتناثر السد؟” بل “متى سيحدث ذلك؟”.

ولكن الدكتور عثمان التوم، وزير الري والموارد المائية الأسبق في السودان، قطع الطريق على هذه المخاوف قائلاً إن الحديث عن تهديد السد مبالغ فيه. وأوضح أن الفالق الإفريقي، الذي يمر شرق إثيوبيا على بُعد 500 كلم من العاصمة، لا يشكل أي تهديد مباشر للسد الذي يقع على بُعد أكثر من 1000 كلم غربًا.

كما أكد لـ موقع “العربية.نت” أن الدراسات العلمية التي أجراها معهد رصد الزلازل بجامعة أديس أبابا، أظهرت أن المنطقة التي يقع فيها السد تتمتع بثبات جيولوجي غير مسبوق، ولم تشهد أي نشاط زلزالي ملموس منذ أكثر من 50 عامًا. وأضاف أن ربط بعض المحللين للهزات الأخيرة بمخاطر على السد يعد مبالغة لا محل لها، وأن المعطيات العلمية تدحض هذه التكهنات.

إلى ذلك، أشار التوم إلى أن المسافة الكبيرة بين السد والفالق الإفريقي تجعل أي تأثير زلزالي على السد أمرًا غير محتمل. وضرب مثلًا بالسد العالي في مصر الذي يخزن 162 مليار متر مكعب من المياه، والذي ظل ثابتًا رغم الزلازل العديدة التي تعرضت لها المنطقة. كما استشهد بسد أتاتورك في تركيا الذي صمد أمام زلزال مدمر قريب منه، مما يعكس قدرة السدود الضخمة على الصمود أمام الزلازل العنيفة.

كذلك، أوضح “أن تصميم السدود الكبرى لا يعتمد على الصدفة، بل يأخذ في الحسبان جميع السيناريوهات الزلزالية المتوقعة، مما يضمن قدرتها على مقاومة الهزات الأرضية العنيفة مهما كانت قوتها.

في النهاية، أكد التوم أن الحديث عن انهيار سد النهضة بسبب الزلازل لا يعدو كونه مبالغة لا أساس لها من الصحة، فالمنطقة التي يقع فيها السد تتمتع بالاستقرار الجيولوجي، وتصميم السد الهندسي يعزز قدرته على مواجهة الكوارث الطبيعية، مما يجعل هذه المخاوف بعيدة عن الواقع.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً