تعتبر ليبيا من إحدى الدول المتصحّرة، والمهددة إقليميا بالجفاف، إلا أن فصل الشتاء فيها، أو ربما الخريف، ما يزالان على الأقل يزخران بوفرة أياماً معدودات من مياه الأمطار، التي ومع الأسف لا تزال مؤسسات الدولة المعنية لا تمتلك القدرة الفعلية على تخزينها والاستفادة منها.
تلعب مياه الأمطار دورًا مهمًا في تنمية الدولة والمجتمع، فهي مصدر أساسي للمياه العذبة، وتتمثل استفادة الدولة من مخزون مياه الأمطار في عدة مجالات، أهمها توفير المياه العذبة، حيث يتم تخزينها في السدود والخزانات، لتوفيرها للشرب والاستخدامات المنزلية، ومجالات أخرى، عميقة تنموية، تتعلق بالزراعة والصناعة وتوفير الغذاء الصحي للمجتمع.
وفي ظل التغيرات المناخية التي تؤدي إلى تناقص أو تفاوت هطول الأمطار، أمر الاستفادة من مخزون مياه الأمطار بات ضرورة حتمية، حيث يمكن أن تساعد في تحقيق التنمية المستدامة للبلاد، بدل أن تغرق الأزقة والشوارع والطرقات وتحدث الحوادث والكوارث؛ لتعاقب من رفض الاستفادة من هذه النّعمة التي نزلت من سماء -الخالق سبحانه- بأمره، ليسقينا ويطعمنا بها ويجيرنا من العطش والجوع والفقر، ويغنينا عن الاحتياج.
اترك تعليقاً