نهتبل هذه الفرصة لنؤكد أن الآفة التي سنبين تجلياتها في تفاصيل هذه المقالة ليست مقصورة على التيار الذي تمثله كاتبة مقال ” الإسلام ليس منهم براء ” بل تكاد تكون السمة المميزة لأغلب التيارات على ساحتنا التي تدعي الفكر والبحث عن الحق والحقيقة وهي أقرب لعقلية لاعبي الأندية أو مشجعيها همهم الأوحد الفوز والانتصار على الخصم ولو أتى ذلك عن طريق غير شرعي كهدف مشكوك في صحته مثلاً . فالهدف الأسمى هو الانتصار.
أشخاص وتيارات تدعي البحث عن الحق والحقيقة ، وعندما تحاول بحث مصاديق ذلك الزعم تجد النقيض تماماً. فأغلبهم لديه قناعات مسبقة وهو لا يبحث عن الحقيقة أو الحق ، بل يبحث فقط وفقط عما يؤيد قناعاته المسبقة ، والتي في أغلبها تمت عن الطريق الحفظ والتلقين والعادة والنسخ واللصق . لماذا ؟ أسباب ذلك متعددة ومتنوعة وإن كان أبرزها علم النفس كقول كاتبتنا : ” ” كما مثّلت المرأة وما تزال، ((المسطرة الحقيقية )) لقياس منسوب العدالة واحترام الآدمية ” !!!!! . وإن أطال الله في أعمارنا كنا سنكتب مقالة في ذلك.
والآن نعود إلى مقالة كاتبتنا لكي نتبين هل هذه مقالة علمية تنشد الحق والحقيقة . أم هو خطاب أيدلوجي أو حملة انتخابية لحزب سياسي ؟! لن نطيل عليكم فهيا بنا.
أولاً : ليس الذكر كالأنثى
تقول كاتبتنا : ” وليس الذكر كالأنثى !!!!! فهل كانت هذه الكلمات هي موقف الله الشخصي من مسألة الذكورة والأنوثة وما يترتب لكل واحدٍ منهما، أم هو موقف زوجة عمران؟! ثم تؤكد في الفقرات التالية أن ذلك هو رأي الله ” الشخصي ” !!! جميلة كلمة الشخصي !!! موقف الله ، أو رأي الله تكفي ، فلماذا إضافة الشخصي ؟!!
باختصار كاتبتنا كغالبية البسطاء تظن أن معنى الآية أن الذكر أفضل من الأنثى !!! . ولكن إذا اتفقنا على أن أسماء جميلة ، ثم أعقبنا ذلك بجملة ولكن أسماء ليست كعائشة . ماذا ستفهم من ذلك ؟ من الأجمل في هذا التشبيه عائشة أم أسماء ؟!
يقول ابن عباس في تفسير هذه الآية على أنه خطاب الهي لها أي أنك لا تعلمين قدر هذا الموهوب وما علم الله من عظم شأنه وعلوّ قدره. كما أورد الزمخشري في (الكشاف) أن معناها: (ولعلّ هذه الأنثى خير من الذكر تسلية لنفسها. فإن قلت: فما معنى قوله: (وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلاْنثَىٰ)؟ قلت: هو بيان لما في قوله: (وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ)، من التعظيم للموضوع والرفع منه، ومعناه: وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وُهبت لها. كما ذكر الألوسي في (روح المعاني) أن (((الأنثى التي أعطاها الله خير من الذكر الذي ارتجته )) . وقال ابن عاشور في (التحرير والتنوير) أن (اللَّه أعلم منها بنفاسة ما وضعت، وأنها خير من مطلق الذكر الذي سألْته، فالكلام إعلام لأهل القرآن بتغليطها، وتعليم بأنّ من فوّض أمره إلى الله لا ينبغي أن يتعقّب تدبيره) وأورد تفسيرا لـ (وليس الذكر): وليس الذكر الذي رغبتْ فيه بمساوٍ للأنثى التي أعطيتْها لو كانت تعلم علوّ شأن هاته الأنثى .
ثانياً: هو الله
تقول كاتبتنا : ” …استطعنا فهم العلاقة الوثيقة بين الخالق “الله” الذي يشار إليه بـ (هو) و (الذي) و (إنه) وبين النبي ورجل الدين والأب والزوج والسيد والحليل، وفهمنا أخيراً من الأفضل الذكورة أم الأنوثة. ثم تقول أن الله ثرب على كفار قريش وصفهم للملائكة بالإناث لأنه كما قالت : ” لوقع كلمة أنثى في النفس ” !!!!!
وفقاً لمنطق كاتبتنا فإن كلمة ( الطريق ) خنثى !!! لأنها تؤنث وتذكر !!!!!!
كلام مضحك مبكي ويبين حجم التعالم لدى هؤلاء .
إذا استنكر الله وصفه بأنه شاب هل يعني هذا أنه يقصد أنه شيخ كبير ؟!!! ما هذا ؟!! الجهل ليس عيباً ولا عاراً ولكن الطامة هي التعالم بمثل هذا الكلام المضحك .
يا كاتبتنا الله سبحانه وتعالى يقول : ” ليس كمثله شيء ” وأغلب علماء العقيدة الإسلامية ينزهونه حتى على التحيز فما بالك بالجنس كذكر أو أنثى .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل يمكن لعاقل قليل الاطلاع أن يطرح مثل هكذا أشياء مضحكة ؟! يا كاتبتنا هناك فرق بين المذكر والمؤنث الحقيقي و المذكر والمؤنث المجازي !! فلفظ الجلالة مذكر مجازي كالقمر . فيقال هو القمر على الرغم من تشبيه الناس الأنثى بالقمر وجمعه أقمار مؤنث والشمس مؤنث مجازي والملك مذكر مجازي !!!
ولعلمك المذكر والمؤنث الحقيقي لا يختلفان ، ولكن قد تجد المذكر المجازي مؤنثا مجازياً في لغة أخرى . فمثلاً الربيع في اللغة الايطالية la primavera مؤنث مجازي في حين أنه في اللغة العربية مذكر مجازي .
فهل معنى ذلك أن الله يقول أنا ذكر ؟!! أو أن الملائكة ذكور !!!!! استغفر الله من هذه الأوهام . هذا واضح أنه نتاج عصاب نفسي تعانين منه . ونحن هنا لا نسخر منكِ . ولكن واضح لأبسط مطلع على علم النفس أنكِ تعانين عصاباً نفسياً خطيراً تجاه الذكر ..
ثم تذكرين بأن الله لا يتصل بإناث البشر . نسخ ولصق كالعادة . فهل تفسرين لنا قوله تعالى : ” فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” . وقوله تعالى : ” فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ” . وقوله تعالى : ” قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا ” .
ثالثاً : خلقكم من نفس واحدة
تقول كاتبتنا : ” في سورة الأعراف يقول تعالى : ” (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا) . ومدلول هذه الآخيرة، أن ثمة نفس واحدة مبدأ الآمر، ولاحقاً خُلق منها زوجها، و”الزوج” في اللغة وإن كانت تطلق على الذكر كما على الأنثى، إلا أنه حين يُسكَنُ إليها حتى يتغشّاها فتحبل، فلابد أن المقصود بالزوج هي المرأة ، وهذا يعني أن المرأة خلقت بالتبعية، وأن النفس الأصيلة التي تخلّقت منها هي الرجل، ومن هنا نتلمس الإفصاح عن أن الرجل هو الأصل، والمرأة هي الفرع في القرآن. ( انتهى كلامها )
وهنا نؤكد أن كاتبتنا لم تفهم جملة لنا نحن هي كالتالي : ” ليس لأنه أفضل أصحاب رسول الله ، وإن كان من أفضلهم، !!!!! فنرجوا أن تدركوا معنا محدودية الفهم الذي نخاطب .
يا كاتبتنا في الآية نفس ( مؤنث ) و زوج ( تطلق على المذكر والمؤنث ) . والبين أن النفس أنها مؤنث في ذاتها وفي أول ضمير عائد عليها في ” وجعل منها ” .
والفعل ( يسكن ) يلحق بالمذكر ، في حين (تسكن ) تلحق بالمؤنث . وبما أنه يستحيل أن يلحق الفعل يسكن بالنفس لأنها مؤنث ولأن الضير العائد عليها مباشرة بين أنها مؤنث في ” وجعل منها “. إذاً فهو يلحق الزوج . وبما أن الفعل يسكن يلحق المذكر . إذن الزوج هنا مذكر . إذن يقصد به الرجل .
والآن كيف بالله عليك تذكرين هذه الجملة : ” فلابد أن المقصود بالزوج هي المرأة ” !!!! والآن نلزمك بمنطقك أنت . فبما أننا أثبتنا أن النفس هنا هي الأنثى والزوج هو الذكر . إذن فالرجل هو الذي خلق من الأنثى وليس العكس !!! هذه الآية تنفي نظريتك ولا تثبتها .
انهارت نظريتك بالكامل يا كاتبتنا وتبين أن الرجل هو الفرع والمرأة هي الأصل . هذا كله ينجم عن الآراء المسبقة ومحدودية الافهام والكسل الفكري .
ولكن هل معنى هذا أن الرجل هو الذي خلق من المرأة ؟! لا هذا ولا ذاك ، وليس أجمل من القرآن في تفسير بعضه ببعض . سيستغرب الكثير . ولكن يجب أن نؤكد أن الكثير من التفسيرات الشائعة هي من الإسرائيليات التي تسربت إلينا للاسف .
ف (من ) في الآية لا يقصد بها التبعيض . أي ليس المقصود خلقنا الذكر من جزء من الأنثى أو العكس . بل (من )هنا بيانية أي خلقنا من ذات نوعها لتسود المودة والرحمة والأنس والسكينة . أي أن آدم وحواء كلاهما خلقا من الطين ، وهو ما يؤكده القرآن الكريم في أكثر من آية . حيث يقول تعالى ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ” . واضح أن (من )هنا بيانية وليست تبعيضية فهل أزواجنا خلقن منا ؟!! وكذلك في قوله تعالى : ” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ ” . وقوله تعالى : ” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ” . أي من ذات عرقكم أو قبائلكم أو لسانكم .
والقرآن الكريم يؤكد أن كل من آدم وحواء خلقا من طين حيث يقول تعالى : ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ” . و يقول تعالى : ” ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ “.
وهذا الرأي هو الذي ذهب إليه صاحب تفسير المنار حيث يقول : ” هو الذي خلقكم من نفس واحدة أي)) خلقكم من جنس واحد أو حقيقة واحدة )) ، صورها بشرا سويا وجعل منها زوجها ليسكن إليها سكونا زوجيا ، أي: ((جعل لها زوجا من جنسها )) . كما ذهب إليه قبله المفسر أبو مسلم الاصفهاني المعتزلي حيث ذكر أن من هنا ليست تبعيضية بل بيانية .
بل حتى القول بأن حواء هي من أغوت آدم من الإسرائيليات والقرآن يعارضها ويصادمها ويؤكد أن آدم هو البادئ حيث يقول تعالى : ” فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى. ”
رابعاً: الخفاض . وهو ما يطلق عليه (ختان النساء ) فالختان يطلق على العملية التي تجري للذكور
( 1 ) – تروي كاتبتنا المغرمة بالنسخ واللصق فتقول ، أو الأدق أنها تنسخ فتقول : ” وإن أم حبيبة وكانت تخفّض الجواري سألت رسول الله إن كان ما تفعله حراماً فقال لها (بل هو حلال، فادني منى حتى أعلمك فدنت منه، فقال يا أم حبيبة، إذا أنت فعلت فلا تنهكى، فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج) ولا تنهكي أي لا تبالغي !!!!!!
بالله يا كاتبتنا أتحفينا . في أي كتب الحديث تم تخريج هذا الحديث ؟!! نحن ننتظر. حديث هكذا معلق في السماء !!!!. هذه كوارث وطوام المتعالمين . فلو قدمت هكذا مقالة كمشروع لبحث في جامعة لتم طرد مقدمها . ونحن والله يشهد نعلم أنها عبارة عن مقالة طافحة بالنسخ واللصق والآراء المضحكة المحزنة .
2- تستشهد كاتبتنا لتؤكد أن الإسلام أمر بخفاض الإناث بحديث أم عطية !!!!!
يا كاتبتنا حديث أم عطية حديث لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فطريق العلم والحق والحقيقة لا يتم عن طريق النسخ واللصق . هذا علم واطلاع وتجرد وتعب وبحث فأين أنتِ من كل هذا ؟
قال أبو داود : وليس هو أي حديث أم عطية ) بالقوي) لأجل الاضطراب ولضعف الراوي وهو محمد بن حسان الكوفي . وقد روي هذا الحديث ) مرسلا( كما رواه الحاكم في المستدرك والطبراني وأبو نعيم والبيهقي . ومن قوله قد روي مرسلا إلى آخره قد وجد في أكثر النسخ وذكره أيضا المزيفي الأطراف ( محمد بن حسان مجهول ) وتبعه ابن عدي في تجهيله والبيهقي .
وللأمانة خالفهم الحافظ عبد الغني بن سعيد فقال هو محمد بن سعيد المصلوب على الزندقة أحد الضعفاء والمتروكين .
وله طريقان آخران رواه ابن عدي من حديث سالم بن عبد الله بن عمر ، ورواه البزار من حديث نافع كلاهما عن عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ :يا نساء الأنصار اختضبن غمسا واخفضن ولا تنهكن فإنه أحظى عند أزواجكن ” لفظ البزار وفي إسناده مندل بن علي(( وهو ضعيف )) ، وفي إسناد ابن عدي خالد بن عمرو القرشي وهو(( أضعف من مندل .((
3- تقول كاتبتنا : ” في حديث لعائشة تقول : ” يا معشر النساء إذا خفضّتن بناتكن فبقيّن إبقاءً للذّاتهن بالأزواج ثم تذكر المرجع في الهامش (الطبرسي في مستدرك الوسائل ج 15، ص 152.( !!!!!
(أ ) – حديث لعائشة يرويه الطبرسي !!!! هل تعرف كاتبتنا من هو الطبرسي ؟!! الواضح أنها تتبع طريقة النسخ واللصق . يا كاتبتنا هذا الطبرسي شيعي مشهور جداً وهو صاحب كتاب ” فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب ” !!! نرجوا الاطلاع عليه جيداً لمعرفة الطبرسي الذي تنقلين عنه .
(ب ) – ولكن ولنفترض جدلاً أن هذا الراوي ثقة ، رغم أنه ثبت حذفه لقب الصديق من أبي بكر في أكثر من حديث في كتابه وهو ما يرمي مصداقيته في مقتل .
1- لو افترضنا صحة ما نقل فهو لعائشة أم المؤمنين ، يعني لا هو من القرآن ولا من السنة .
2- هذا الحديث نقله الطبرسي عن كتاب الجعفريات أو الأشعثيات للأشعث الكوفي . فهل ثبتت نسبته لصاحبه بسند صحيح؟ يقول أحمد الخوانساري في جامع المدارك في شرح المختصر النافع : وأما الأشعثيات المعبر عنها بالجعفريات أيضاً فهي لم تثبت من جهة أن صاحب الكتاب وإن كان وثقه النجاشي وكان كتابه معتبراً إلا أنه لم يصل إلينا والكتاب لا ينطبق على ما هو موجود عندنا فالكتاب الموجود عندنا لا يمكن الاعتماد عليه بوجه.
وفي هامش مصباح الفقاهة للخوئي يقول : لكن تبين أخيراً سيدنا الأستاذ أدام الله أيام إفاضاته ان الوجوه التي استند إليها القائلون باعتبار الكتاب لا تخرجه عن الجهالة فان من جملة رواته موسى ابن اسماعيل وهو مجهول الحال في كتب الرجال ومهما بالغ المحدث النوري في اعتباره وتوثيق رواته إلا ان ما افاده لا يرجع إلى معنى محصل ” .
(ج)- ثم هذا الحديث المنسوب لعائشة في سنده موسى بن إسماعيل . وهو عند علماء الشيعة مجهول . فالحديث لا يصح أصلاً . ( 1 )
ختان الذكور :
في حديث أبو هريرة في الفطرة بحديثه (خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر ” .
فالمقصود هنا هم الذكور ، فالخِتَانُ موضع القطع من الذكر ( مختار الصحاح )
أما معنى أنه من الفطرة . فللفطرة معاني عدة ، فمن معانيها أنها تولد معنا . ولكن من معانيها أنها أفضل أو أنسب لنا ولصحتنا الجسدية أو النفسية أو لبيئتنا الاجتماعية .
وقد أوصت المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز منذ عام 2007 بختان الذكور الطبي طواعية بوصفه إستراتيجية هامة أخرى للوقاية من فيروس الإيدز. كما أظهرت دراسات علمية أن ختان الذكور يحمي أيضاً من الأمراض الأخرى التي تنتقل بالاتصال الجنسي، مثل الزهري والسيلان وسنترك لكم روابط كل ذلك في الهوامش ( 2 ) .
ثم أن تساؤلك عن الفطرة في ختان الذكور أو حتى عن أصل التضحية عند قدوم الولد منطلقه الإلحاد . فنحن لا نتفق معكِ أساساً على بدايتك فلا تلزمينا بنتائج بداياتك الإلحادية .
فكاتبتنا تكتب : ” وهو طقس وثني قديم عرفته أمم كثيرة منها العرب ويسمى العقّ، وينطوي على تقديم قربان يُذبح شكراً للآلهة على أُعطياتها، وعلى قدر الأعطية يكون الشكر ” . ( انتهى كلامها ) .
وهذا كلام لا نتفق عليه . لأن من يقول بهذا هم الملاحدة ، أما نحن فنقول أن أول من أنزل إلى الأرض آدم وحواء عليهما السلام وأن كل الطقوس المعروفة في الديانات الوحيانية ، وما انتشر لدى غالبية البشر ، من وحي الله إلى رسله من بعد آدم ، وقد تم تشويهها من قبل البشر على مر العصور .
فهنا تلاحظين أننا لا نتفق أبداً . لأنك تنطلقين من نقطة تصادرين بها على المطلوب ، وهي أنه لا يوجد إله ولا رسل ولا أنبياء ، وأن كل هذه الطقوس والعبادات ومن ضمنها الختان و التضحية هي من خيال الإنسان وحده وإسقاطاته وهي نظرية قديمة لفلاسفة وعلماء ملحدين في أوربا ، رغم وضوح أنكِ لم تطلع على كتبهم ، بل هو النسخ واللصق عمن نقل عنهم أفكارهم .
العقيقة : تدعي أن الاسلام ، وترسلها ارسال الحقائق المطلقة ، أمر بالتمييز بين الذكر والانثى عند التضحية .
لقد كتبنا الرد كاملاً ، ولكن للأسف ظهر الرد ناقصاً ، وذلك راجع إلى خطأنا . وحيث أن النقص ظهر من نهاية البند( خامساً ) في المقالة السابقة فقد ابتدأنا بالبند خامساَ كاملاً هنا مع بقية البنود وأهمها سورة الكوثر .
وهذا هو رابط الجزء الاول من هاته المقالة .
وقبل أن نورد نؤكد أننا كتبنا الرد في ظروف صعبة من انقطاع للتيار الكهربائي مستمر ولحالات وفاة متتالية طالت أصدقاء ومعارف لنا . ولذلك تلتمس من القارئ الفطن العذر .
خامساً :العقيقة
تقول كاتبنتا كذلك في هامش مقالها : ” ويلاحظ أن من الشيعة من يعقّ عن الغلام بشاة واحدة, ولا يعقّ عن الجارية, بما يعني ثبات مبدأ التمييز في الإحتفاء بميلاد الغلام في المذهبين, أنظر في هذا, ابن بابويه, من لا يحضره الفقيه, ج 3, ص 319. ” !!!
جائزة نوبل على الأمانة والبحث العلمي عن الحقيقة . للأسف طوام وكوارث و كسل فكري وتعالم لا مثيل له . ركزوا على ” بما يعني ثبات مبدأ التمييز في الاحتفاء بميلاد الغلام في المذهبين ” !!!! مثل هكذا كلام لا يقوله الا كسالى الفكر والبحث المتعالمين المؤدلجين الذين ابتلينا بهم وابتلت بهم البشرية على مر تاريخها .
يا كاتبتنا مذكور في هوامشك مستدرك الوسائل للطبرسي !! وواضح أن ذلك تم عن طريق النسخ واللصق لأن ما سنذكره لك منصوص عليه قبل ما ذكرت في ذات الجزء ( 15 ) وفي الصفحة 142. فبما أنك متأكدة ، وبعد بحث وتعب، وليس نسخ ولصق من هنا وهناك ، من ثبات هذا المبدأ في المذهب الشيعي فأجيبينا عن التالي :
مستدرك الوسائل للطبرسي ، ج 15 ، ص 142
(17796) 1 – دعائم الإسلام : عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: ” العقيقة شاة، من الغلام والجارية سواء “. (17797) 2 – فقه الرضا (عليه السلام): ” وإذا أردت أن تعق عنه، فليكن عن الذكر ذكرا، وعن الانثى أنثى “. (17798) 3 – الصدوق في المقنع: وعق عنه إذا كان ذكرا فذكرا وان كان أنثى فأنثى.
2- لماذا لم تذكرِِ لنا آراء أخرى تنتمي كذلك إلى الإسلام منها :
(أ ) – يرى أبو حنيفة أنها ( أي العقيقة ) بدعة ، إذا هي جاهلية محاها الاسلام . لما روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن العقيقة فقال : ” لا أحب العقوق ، من ولد لـه ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل ” . ولما روي عن أبي رافع رضي الله عنه أن فاطمة الزهراء أرادات ان تعق عن الحسن بكبشين فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم : ” لا تعقى ، ولكن احلقى رأسه ، فتصدقى بوزنه من الورق ، ثم ولد الحسين ، فصنعت مثل ذلك ” .
ب- بما أنكِ تكتبين في مواقع ليبيه فلماذا لم تأتِ لنا برأي الإمام مالك في هذه الحقيقة المطلقة على حد زعمك .
الرأي القائل بأن يذبح عن الغلام شاة واحدة، وكذلك يذبح عن الأنثى شاة واحدة، وبه قال ((الإمام مالك )) ونقل عن ابن عمر بل صح عن ابن عمر رضي الله عنهما وأسماء بنت أبي بكر وعروة بن الزبير، وصح أيضا عن عروة بن الزبير وأبي جعفر محمد بن علي.
((قال الإمام مالك رحمه الله تعالى)) : قَالَ مَالِك الْأَمْرُ عِنْدَنَا فِي الْعَقِيقَةِ أَنَّ مَنْ عَقَّ فَإِنَّمَا يَعُقُّ عَنْ وَلَدِهِ بِشَاةٍ شَاةٍ ((الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ )) وَلَيْسَتْ الْعَقِيقَةُ بِوَاجِبَةٍ وَلَكِنَّهَا يُسْتَحَبُّ الْعَمَلُ بِهَا وَهِيَ مِنْ الْأَمْرِ الَّذِي لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ النَّاسُ عِنْدَنَا فَمَنْ عَقَّ عَنْ وَلَدِهِ فَإِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ النُّسُكِ وَالضَّحَايَا لَا يَجُوزُ فِيهَا عَوْرَاءُ وَلَا عَجْفَاءُ وَلَا مَكْسُورَةٌ وَلَا مَرِيضَةٌ وَلَا يُبَاعُ مِنْ لَحْمِهَا شَيْءٌ وَلَا جِلْدُهَا وَيُكْسَرُ عِظَامُهَا وَيَأْكُلُ أَهْلُهَا مِنْ لَحْمِهَا وَيَتَصَدَّقُونَ مِنْهَا وَلَا يُمَسُّ الصَّبِيُّ بِشَيْءٍ مِنْ دَمِهَا. واحتج له بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً ” رواه أبو داوود .
وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين بكبش كبش”. . وفي الترمذي عن علي قال ” عق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الحسن بكبش ”
وروى أبو داود بسنده عن بريدة رضي الله عنه يقول: “كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام، كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران”.
وعن ابن عمر رضي الله عنها: “أنه لم يكن يسأله أحد من ولده عقيقة إلا أعطاه إياها، وكان يعق عن أولاده شاة شاة، عن الذكر والأنثى”. هذا رواه مالك والبيهقي وقال الشيخ شعيب الأرناؤط رحمه الله تعالى: إسناده صحيح.
وكان علي رضي الله عنه يعق عن ولده بشاة شاة للذكور والإناث. وعن هشام بن عروة: “أن أباه عروة بن الزبير كان يعق عن بنيه الذكور والإناث شاة شاة”. رواه مالك وقال الشيخ شعيب الأرناؤط: إسناده صحيح. ورواه البيهقي أيضا.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: “أنها كانت تعق عن بينها وبني بنيها شاة شاة، الذكر والأنثى”.
كذلك يقول ابن حجر : ” فإن العدد ليس شرطا بل مستحبٌ ” .
3- ولماذا لم تذكرِ قوله صلى الله عليه وآله وسلم ” ولا يضركم ذكرانا كن أو إناثا ” وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ” لا تكرهوا البنات ؛ فإنهن المؤنسات الغاليات” . وقوله تعالى : ” فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ” .
4- لماذا لم تذكرِ أن هناك مواضع في القرآن الكريم والسنة ذكرت فيه المرأة ( أماً كانت أو بنتاً أو أختاً أو زوجة ) أكثر من الرجل وبما لا يقارن ، أو حمل الرجل أكثر مما حُملت فهل هذا ظلم للمرأة ؟!! من ذلك عقد الزواج الذي قال الله فيه مخاطباً الرجال : ” وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ” . ((ميثاقاً غليظاً ) . و من ذلك قوله تعالى : ” وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ ” وقوله تعالى ” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ ” . فلم يذكر الأب هنا .
من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن سأله: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك }. قال: ثم من؟ قال: { أبوك }. وفي رواية قال: { أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك وقوله صلى الله عليه وسلم: “من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم إصبعيه” . وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة” . وقوله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يكون له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبهما وصحبتاه إلا أدخلتاه الجنة” وقوله صلى الله عليه وسلم يقول “من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجاباً من النار ” .
سادساً: انا اعطينك الكوثر
تقول كاتبتنا : ” لقد وُعِدَ النبي بنهر في الجنة قيل في وصفه الكثير، ما يحمل مغزى التعويض المجزي له، على ألم عدم وجود عقِب، يرث النبوة في العرب من بعده نكاية في بني إسرائيل، وقد حملت السورة تشنيعاً على المتطاول بوصفه بأنه هو الأبتر لا النبي، ولم يحرص الله في السورة المذكورة على تذكير نبيه بفضل بناته، سيما ابنته فاطمة، المرأة التي سيرفعها السنة والشيعة لاحقاً لمرتبة سيدة نساء العالمين، فالقرآن يبين لنا هنا ما يعنيه “الذكر” لأبيه الرجل، فما بالك بأبيه النبي، وبالتالي أهميته في الحياة والإستخلاف، وليفصح لنا عن مقدار الألم والشعور بالإنهزامية والنقص الذي يلحق بمن يموت بلا عقِب (ذكر ) . ( انتهى كلامها )
1- بماذا نفسر لنا مناداة أغلب العرب تقريباً للحسن أو الحسين بابن بنت رسول الله ؟!!!! فواضح أن ذلك يهدم كل ما توقد عنه فكرك الحاد . وبماذا نفسر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ، كما أكدت هي نفسها ، يدعوهما بابنيه ؟!! فالأنثى هنا عقب مثلها مثل الذكر .
(2 )- في حديث في صحيح مسلم بيان أنها هذه سورة مدينة وليست مكية كما أكدت كاتبتنا.
3- هل هذا التفسير الذي ذكرتيه آية منزلة في كتاب الله ؟! هل هو الحق الذي لا جمجمة فيه ؟! أم اخترته قصداً لأنه يصادف الغرض والهوى والآراء المسبقة ؟ وهل هذا سلوك من يبحث عن الحق والحقيقة ويدعي أنه يتبع مناهج العلم ؟! لنرى .
كثير من كتب تفاسير أهل السنة تؤكد أن لهذه السورة سبب نزول أخر لا علاقة له بالذكر ولا الأنثى . من ذلك ما أخرجه البزار ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس قال : قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش : أنت خير أهل المدينة وسيدهم ، ألا ترى إلى هذا الصابئ )المنبتر) ( أي التارك ) من قومه يزعم أنه خير منا ، ونحن أهل الحجيج وأهل السقاية وأهل السدانة ، قال : أنتم خير منه ، فنزلت : إن شانئك هو الأبتر قال ابن كثير : وإسناده صحيح.
وعن أبي كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن بدر بن عثمان ، عن عكرمة ( إن شانئك هو الأبتر . قال : لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش))))) : بتر محمد منا ، فنزلت : ((((( إن شانئك هو الأبتر ) قال : الذي رماك بالبتر هو الأبتر ) .
وقيل: إن الله عز وجل لما أوحى إلى رسوله، ودعا قريشا إلى الإيمان، قالوا: انبتر منا محمد؛ أي خالفنا وانقطع عنا. فأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أنهم هم المبتورون؛ قاله أيضا عكرمة وشهر بن حوشب.
ونحن ، وهذا اجتهادنا ، نميل إلى هذه الراوية لعدة أسباب :
(أ ) – أنه لم يثبت أنه انقطع نسل مشركي قريش والمشركين عامة ، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : “لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا ” .
(ب ) أن الله سبحانه تعالى لا يعاقب الإنسان بذنب غيره . ” وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ” .
(ج) بان لاحقاً أن صناديد قريش هم من (( انبتروا ) من قومهم حيث أسلم أغلب ، بمن فيهم أبناءهم كعكرمة بن أبي جهل ، وعمرو بن العاص بن أبي وائل .
ولكي لا نطيل عليكم سنترك لكم في الهامش الكثير من هذه الروايات التي تؤكد ما كتبناه سابقاً ، بل ان بعضها يجعل سبب نزولها صلح الحديبية ( 3). غير أن كاتبتنا لم تتفطن لذلك !! وهذا حال كسالى الفكر ومدمني النسخ واللصق والمؤدلجين وأصحاب الغرض ، ولذلك تجدهم غالباً ما يقدسون رواية بعينها وكأنها مسلمة. لا لأنها تعكس الحقيقة بل لأنها تصادف غرضهم .
4 – هناك عدد من تفاسير الشيعة تتبنى الرواية التي أعتبرتها كاتبتنا الحق المطلق غير أنها تذكر أن المقصود بالكوثر هنا ( فاطمة الزهراء ) فلماذا لم تذكريها ؟! ولماذا عندما تجدين رواية في كتب الشيعة تصادف هواك وغرضك تأتين بها ، وعندما تجدين عكسها تعرضين عنها ؟!! ولكن نؤكد أنها لم تفعل ذلك بل هذا نتيجة النسخ واللصق والكسل الفكري . فهي لا تدري عن كتب الشيعة الا ما تنسخه من هنا وهناك .
5- يرث النبوة في العرب من بعده نكاية في بني إسرائيل !!!!!!! الاستناد إلى الراوية التي تقول أن السورة مكية وأن الواقعة حدثت مع مشركي قريش ما علاقتها ببنيء إسرائيل ؟!!!!! ومن أين أتيتِ بهذا التفسير ؟! أتحفينا بالله عليك . هذا ما يسمى تحميل النص أكثر مما يحتمل .
6- وراثة النبوة !!!! القرآن الكريم والرسول ذاته يبين عشرات المرات أنه خاتم الأنبياء والمرسلين . ثم هناك فرق بين وراثة الجاه والسلطان والملك وبين وراثة النبوة . فللوراثة هنا معناً مجازي كوراثة العلم وليست مبينه على النسب بل على شروط موضوعية حيث يقول تعالى :” وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ” .
فمن يقرأ القرآن بتجرد وبدون عقد نفسية سيضح له أن منهج القرآن هو الفعل وليس الجنس أو اللون أو الجاه . ولنا قي قصة ابن سيدنا نوح( الذكر ) وامرأة فرعون ( الأنثى ) خير دليل . أو ليس ذاك ذكر وهذه أنثى ؟! الادلجة تعمي البصر والبصيرة يا كاتبتنا .
تقول كاتبتنا : ” في شكل من أشكال تمادي وراثة الأنبياء لشعوبهم، كوراثة الإقطاعيين لرعيتهم ” !!!! ( انتهى كلامها ) . واضح أن عقلية كاتبنتا بسيطة تنظر للنبوة على أنها جائزة ومغرم ومغنم فليتها تقرأ ماذا حدث للأنبياء وماذا وما لاقوه . ليتها تقرأ ماذا حدث لزكريا عليه السلام من وراثة النبوة . فهل تظنين النبوة مغنماً ؟!! هل تعلمين أن يحي عليه السلام قتل شر قتلة ؟ وكم من نبي قتل وعذب ولاقى الآمرين . ومن الأنبياء من لم يؤمن بدعوتهم أحد ! فعن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ أنه قال: “عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد”. فهل هؤلاء كإقطاعي أوربا ؟!! أهنتِ التشبيه حتى كاد ينتحر .
سابعاً : الملائكة اناث
تقول كاتبنتا : ” إن الله يعرف ضيق الرجل بالأنثى، وشعوره بالمهانة والنقص حين يعيّره أحدهم بها، لكن الله تعامل بمنطق التبرم والضيق نفسه، حين تطاول بعض الكفار في لصق أسماء أصنام أنثوية به، فها هو في سورة النجم يقول (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى) فهل لو أُلصقت به أصنام تحمل أسماء ذكور صار مفهوم المخالفة للأية أنها “قسمة عادلة”؟ وإني أستغرب من الأمر، فاللاّت والعزى ومناة الثالثة يُرجّح أنها ثالوث أنثوي كان يعبده بعض العرب، وهي تدلل على تقديس للأنثى لا تحقير لها. ” !!!!!! ( انتهى كلامها )
أهذا ما توقد عنه فكرك ؟!! شيء محزن ومؤسف . هذا يا كاتبتنا من باب الإلزام بمنطقك . أي لتبيان أن منطقك متهافت وأنك لديك إرادة الجدال ليس الا . فما داموا كما يؤكد القرآن يحتقرون المرآة ومرتبتها في قوله : ” وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ” ، وهو نقد موجه لهم ، فكيف يجعلون لله الذين يدعون عبادته وتقديسه وتعظيمه البنات فيم هم يبتغون الذكور ؟! ولو جعلت هذه القسمة فيما بينهم لوجدوها ظالمة فما الحال مع ربهم !!!! هذا ليس تقريراً من الله سبحانه وتعالى أو تأكيد لفعلهم .
وقد ورد في فتح القدير للشوكاني : ” ثم كرر سبحانه توبيخهم وتقريعهم بمقالة شنعاء قالوها فقال : ألكم الذكر وله الأنثى أي كيف تجعلون لله ما تكرهون من الإناث وتجعلون لأنفسكم ما تحبون من الذكور ، قيل وذلك قولهم : إن الملائكة بنات الله ، وقيل المراد كيف تجعلون اللات والعزى ومناة وهي إناث في زعمكم شركاء لله ، (( ومن شأنهم أن يحتقروا الإناث )) . ” ( انتهى كلامه ) .
وفي خاتمة مقالتنا نؤكد لكاتبتنا أن هناك أشياء ضرورية غابت عنها لكسلها الفكري وهي كالتالي :
1- واضح أنكِ تعتبرين ما يقوله ابن تيمة أو ابن القيم برهاناً أقرب للبراهين العلمية !! ونرجوا سؤال أي عالم حنبلي معتبر وستأتيك الإجابة أنهما بشر كباقي البشر يصيبان ويخطئان . بل أن الامام مالك قالها راداً بها رأياً لعمربن الخطاب
2- إذا كانت المرأة تبعاً للرجل فكيف نفسر أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يبايع النساء بيعةً خاصة بهن ؟! ؟!
3- لا يمكن إجبار الناس على متابعة معاييرك الشخصية الضيقة فضلاً عن أن تفعلِ ذلك مع رب العزة كاعتبارك أن حصر إرسال الأنبياء والرسل على الذكور ظلم شديد!!!!
ولكن لماذا تعتبر كاتبتنا ذلك ظلماً ؟! لأنها كأغلب هذه العقليات تعتبر أن الرسالة أو النبوة جائزة أو غنيمة !!! أما إذا انطلقنا من منطلق أن ذلك كان تكليفاً ومسؤولية عظيمة وشاقة وصعبة سيختلف الحكم .
فعندما يعتبر الإنسان المنصب الحكومي تشريفاً فسيعتبر من الظلم عدم إسناده له وسيقاتل من أجل ذلك . أما إذا كان يعتبره تكليفاً ومسؤولية عظيمة ومحاسبة عسيرة فسيهرب منها كما فعل عمر بن عبد العزيز عندما أعفى الناس من بيعته السرية وأرجع الأمر إليهم. فالخطاب الحكومي بعبارة ” تم تكليفكم ” ينقلب لدى هذه العقليات إلى ” تم منحكم جائزة ومغنماً ” .
عدل كاتبتنا ذكرنا بعدل مشركي قريش حين قالوا : ” و قَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ” . هذا هو عدل الجاهلية الجاه والمال . ثم هل تستطيع امرأة بحكم تكوينها تحمل ما تحمله الأنبياء والرسل ؟!! ثم الغريب العجيب أننا لا نجدك متحمسة لعدل أخر . وهو لماذا لا تكلف المرأة كما الرجل بالقتال وتحمل مسؤوليته ووزر التقاعس عنه ؟!! لماذا لم تثبتِ ذلك للرجال في ثورة 17 فبراير وتقاتلين معهم ؟!! لماذا لم تصرخِ بأنه من العدل أن تتقاسم النساء مع الرجال القتال ؟! يا كاتبتنا العدل لا يعني المساواة المطلقة ، فالمساواة المطلقة مع الاختلاف ظلم ما بعده ظلم . فالتكوين البدني يحتم فروقات لصالح هذا الاختلاف .
4- الإيمان بأن هناك رباً خالقاً ملكاً ومالك لمكله يتعارض مع سؤاله كيف يختار ويدبر ويدير ملكه ؟! هل يجوز هذا منطقاً وعقلاً ؟! أما إذا كنتِ ملحدة فالحديث يجب أن يتحول للإلحاد وأدلة وجود الله وليس الإسلام أو اليهودية أو النصرانية .
5- لماذا لم تذكرِِِ غزالة الشيباني أحد قادة الخوارج ؟! ولماذا لم تذكرِِ قيادة عائشة أم المؤمنين لجيش معركة الجمل وتحت أمرتها الزبير وطلحة وغيرهم ؟! لماذا لم تذكرِِِ أن قرابة ال 500 عالم تتلمذوا على أيدي أمهات المؤمنين ؟! ثم بماذا نفسرِِ أن المرأة أجارت في الإسلام مثلها مثل الرجل ؟! من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة لمن أجارت من أباح الرسول دمه دمه : ” قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ .
واضح أن ثقافتك محدودة . وافتقادك للمنهج العلمي جلي . وكسلك الفكري أوضح من أن يوضح . ونسخك ولصقك وحفظ وتردادك والمنبع السياسي لمقالاتك واضح . وصدق القائل “رَحِمَ اللهُ امرئ عرِفَ قدْرَ نْفسه” . فما لكِ ولهذه الأمور والمواضيع الأكبر منكِ بكثير .
أما إذا كنتِ تبحثين عن الحق والحقيقة فليس هكذا يبتغى الحق . يجب أن تتعالِ على ذاتك المصابة بكل ما ذكرنا لكِ . وأن تتخذِ أسلوباً علمياً في البحث . عندها يمكن أن تصل للحق . أم طريقتك هذه فلن تجنِ منها لا الحق ولا الحقيقة . بل افتضاح تعالمك وكسلك الفكري
………………………………………………………………………………
( 1 ) – ذكرنا في الجزء الاول أن موسى بن اسماعيل مجهول ولم نورد أدلة ذلك . فها نحن نوردها هاهنا .
وأما موسى بن إسماعيل فلم يصرح بتوثيق، كما يأتي في ترجمته (1094 ) تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي لمحمد على الأبطحي.
– )ب ) – موسى بن إسماعيل ( مجهول ) المفيد من معجم رجال الحديث لمحمد الجواهري . ص 624 .
( ج ) – موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر أبو الحسن . (لم يذكر ) . كتاب مشايخ الثقات لغلام رضا عرفانيان، صفحة 146.
(د) مصباح الفقاهة للخوئي يقول : موسى ابن اسماعيل وهو مجهول الحال في كتب الرجال ” .
(2 ) وعدنا نذكر الرواط التي تبين أن منظمة وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز منذ عام 2007 أوصى بختان الذكور الطبي طواعية بوصفه إستراتيجية هامة أخرى للوقاية من فيروس الإيدز. كما أظهرت دراسات علمية أن ختان الذكور يحمي أيضاً من الأمراض الأخرى التي تنتقل بالاتصال الجنسي، مثل الزهري والسيلان فهل نحن ننشرها هاهنا .
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_6508000/6508875.stm
http://www.who.int/bulletin/volumes/86/9/08-051482-ab/ar
http://ajph.aphapublications.org/doi/pdf/10.2105/AJPH.84.2.197
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_6178000/6178011.stm
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2012/06/120622_zimbabwe_circumcision.shtml
(3)
1- حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن بدر بن عثمان ، عن عكرمة ( إن شانئك هو الأبتر ) . قال : لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش ) : بتر محمد منا ) ، فنزلت : إن شانئك هو الأبتر ) قال : الذي رماك بالبتر هو الأبتر . تفسير الطبري
2- حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا داود ، عن عكرمة ، في هذه الآية : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) قال : نزلت في كعب بن الأشرف ، أتى مكة فقال له أهلها : نحن خير أم هذا الصنبور ((((المنبتر من قومه )))) ، [ ص: 658 ] ونحن أهل الحجيج ، وعندنا منحر البدن ، قال : أنتم خير . فأنزل الله فيه هذه الآية ، وأنزل في الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا إن شانئك هو الأبتر .
3- حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن بدر بن عثمان ، عن عكرمة ( إن شانئك هو الأبتر . قال : لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش))))) : بتر محمد منا ، فنزلت : ((((( إن شانئك هو الأبتر ) قال : الذي رماك بالبتر هو الأبتر ) .
4- حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، قال : أنبأنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما قدم كعب بن الأشرف مكة أتوه ، فقالوا له : نحن أهل السقاية والسدانة ، وأنت سيد أهل المدينة ، فنحن خير أم هذا الصنبور((((( المنبتر من قومه )))))، يزعم أنه خير منا ؟ قال : بل أنتم خير منه ، فنزلت عليه : ( إن شانئك هو الأبتر .
5- أخرج أحمد عن ابن عباس قال : لما قدم كعب بن الأشراف مكة قالت قريش : ألا ترى هذا المنصبر ((((المنبتر من قومه)))) ؟ يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج ، وأهل السدانة ، وأهل السقاية ، قال : أنتم خير ، فنزلت فيهم : إن شانئك هو الأبتر.
6- وهذا يرجع إلى ما رواه الطبري عن قول سعيد بن جبير : أن قوله : فصل لربك وانحر أمر بأن يصلي وينحر هديه وينصرف من الحديبية .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً