قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فرج دردور، إن مصر معول هدم تُحركه السعودية والإمارات.
وفي حديث لـ”عين ليبيا”، قال د. دردور إنه لا يعتقد بأن مصر لديها أي مصلحة سواء كانت آنيّة أو إستراتيجية في تدخلها في ليبيا عسكرياً لأن الحروب غير مضمونة النتائج والجانب المصري يدرك هذا جيداً.
وأضاف يقول: “ولكن للأسف الشديد في الفترة الأخيرة مصر صارت معول تُحركه السعودية والإمارات وخصوصاً الآن لمواجهة تركيا”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الحقد الذي تكنه السعودية والإمارات على تركيا خصوصاً بعد فضيحة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، يدفع السعودية والإمارات دائما للاستمرار في محاولة التأثير أو الضغط على تركيا حتى لا توقظهم بالديمقراطية وهي عدوتهم الأولى، وفق قوله.
ونوه د. دردور بوجود تحالف يُحاول استخدام ليبيا كمعبر لمواجهة تركيا.
كما أشار إلى وجود مشكلة ديموغرافية في مصر والتعداد السكاني، وأن تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح بشأن أن سرت والجفرة خط أحمر هي محاولة لتجنيس المصريين في المنطقة الشرقية.
وأردف يقول: “ولكن في جميع الأحوال أنا لا اعتقد أن مصر قادرة على خوض أي حرب في ليبيا لأسباب عدة، أولاً هي تتلقى ثمن خبزها من أمريكا، وأيضاً بعض الدعم العسكري من أمريكا وبالتالي لا اعتقد بأن مصر سوف تُواجه أمريكا متحالفة مع روسيا إلا إذا كانت أمريكا هي من قررت الحرب على ليبيا وأنا لا اعتقد هذا، وبالتالي أنا اعتقد أن هذه هي طواحين الهواء الإعلامية التي تعودنا عليه منذ فترة الخمسينيات القرن الماضي في مصر”.
وفيما يتعلق بحكومة الوفاق الوطني، نوه د. دردور بأنها صارت عاجزة عن أي أداء فعلي وحقيقي، وأعرب عن استغرابه في أن يُصرح رئيس دولة أخرى جارة جهاراً نهاراً وبصريح العبارة أنه سوف يغزو ليبيا ويدخلها ويضعها فيها خط أحمر ولا يُرد عليه بمستوى الحدث أو يرد عليه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج لأنه تهديد عسكري خطير ويجب أن يكون الرد مزلزل وهذا لم يحصل.
وتابع: “وللأسف الشديد أنا اعتقد أن هذه إشكالية كبيرة ولربما يضع الثقل على تركيا بأنها هي من تقود هذه الحكومة وهو ما نرفضه دائماً”.
واختتم الكاتب والمحلل السياسي د. فرج دردور حديثه بالقول: “مسألة وقوع حرب أنا لا اعتقد بذلك،، مصر غير قادرة أن تخوض أي معركة وخصوصاً الآن وهي تعاني من أزمات في سيناء وأزمة سد النهضة”.
هذا وأقر البرلمان المصري، الاثنين الماضي، تفويض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتدخل عسكريا في ليبيا.
وجاء القرار المصري، بعد لقاء عُقِد في القاهرة بين السيسي مع وفد ما يُعرف بـ”المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا” الذي أعلن تأييده للتدخل وإرسال قوات إلى ليبيا.
وطلب مجلس النواب المنعقد في طبرق، في وقت سابق، من مصر التدخل المباشر عبر جيشها في الأزمة الليبية.
وقال المجلس في بيان، إن الدعم المصري لازم لصد ما وصفه بالغزو والاحتلال التركي، على حد زعمه.
وجاء في البيان ”للقوات المسلحة المصرية التدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت أن هناك خطرا داهما وشيكا يطاول أمن بلدينا“.
ودعا البيان إلى ”تضافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر بما يضمن دحر المحتل الغازي ويحفظ أمننا القومي المشترك ويحقق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة“، وفقاً لنص البيان.
اترك تعليقاً