عندما سئلت عالمة الأوبئة ماريا فان كيركوف عن تقارير حديثة تقترح أن السجائر قد تساعد في حماية المدخنين من مرض كورونا المستجد، كانت الخبيرة التي تتولي منصب الرئيس الفني ضد الوباء في منظمة الصحة العالمية واضحة.
وأكدت في مؤتمر صحافي في 8 من مايو أن “هناك عددا من الدراسات المتوفرة والمنشورة توصلت إلى إن التدخين يؤدي إلى مرض أشد حدة ويعرض الناس لخطر ربطهم بجهاز التنفس الاصطناعي وإدخالهم غرفة العناية المركزة”.
وتوصلت دراسة جديدة إلى أن التدخين قد يغير الجينات بطريقة تخلق المزيد من نقاط الدخول الخلوية لفيروس كورونا.
ووجد علماء أستراليون أن تدخين 3 سجائر فقط، يمكن أن يؤدي إلى موجة من النشاط المتزايد في جزء الجينوم، الذي يرمز لبروتين يعرف باسم ACE2.
ويقع البروتين على سطح العديد من أنواع الخلايا المختلفة في جسم الإنسان، بما في ذلك الأنف والرئتان والأوعية الدموية. ويشبه ACE2 “قفل” مفتاح الفيروس التاجي – البروتين الشائك – الذي يسمح للفيروس بدخول الخلية واختطافها.
ووجد العلماء أيضا دليلا على أن التدخين السلبي يمكن أن يكون له تأثير مماثل على خلايا ACE2، لدى الأطفال الصغار أيضا.
ويأتي ذلك بعد أن وجدت دراسة أُجريت في أغسطس، أن السجائر الإلكترونية تزيد احتمالية أن تكون نتيجة اختبار فيروس كورونا إيجابية بخمس مرات، مقارنة بمن لا يتعاطون السجائر الإلكترونية.
ويبدو أن مجموعة الأدلة، التي تشير إلى تأثيرات المواد المستنشقة على جينات ACE2، آخذة في الازدياد.
وفي رئة البالغين، يمكن لثلاث سجائر فقط زيادة نشاط الجينات بالمعلومات اللازمة، لبناء ACE2، وفقا لما نقلت قناة روسيا اليوم عن فريق بحث دولي بقيادة ألن فيز، من جامعة سيدني للتكنولوجيا الأسترالية.
وقال فايز لرويترز، إن مستويات ACE2 كانت أقل لدى الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين لأكثر من شهر. وأضاف: “بياناتنا الأولية تشير إلى أن التعرض لدخان التبغ غير المباشر للأطفال بعمر سنة واحدة، زاد من تعبير ACE2 في مجرى الهواء”.
ووجد فريقه أيضا مستويات أعلى من جينات ACE2 في الأنف، مقارنة بالممرات الهوائية في الرئة.
ولكن، في حين أنه من المعروف أن فيروس كورونا يستخدم الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لاقتحام الخلايا، إلا أنه لا يوجد حتى الآن صلة مؤكدة بين التعبير العالي للجينات وشدة الإصابة بـ “كوفيد-19”.
ولم يُعتمد تقرير الدراسة، الذي نُشر يوم الأربعاء كمقدمة للطباعة على medRxiv، بعد من قبل مراجعة الأقران.
وحتى الآن، هناك دليل جيد على أن النيكوتين يزيد من تعبير ACE2، وآخر على أن تزايد مستقبلات ACE2 يعني المزيد من نقاط الدخول لفيروس كورونا، ولكن القليل الذي يوضح بشكل ملموس كلا الظاهرتين.
ويعد النيكوتين، المكون النشط والمسبب للإدمان والمنبه في كل من السجائر والعديد من السجائر الإلكترونية، معروفا جيدا بتحفيز التعبير عن ACE2، ما قد يعني أن مدخني السجائر الإلكترونية عرضة لخطر أكبر أيضا، على الرغم من الدراسات المثيرة للجدل (والتي رُفضت الآن إلى حد كبير)، التي تقترح أنه قد يكون للنيكوتين تأثير وقائي ضد “كوفيد-19”.
وأشار بحث أغسطس إلى أن المراهقين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية، أكثر عرضة للإصابة بـكورونا المستجد بخمس مرات. ويزداد الخطر 7 أضعاف تقريبا إذا استخدموا أيضا السجائر التقليدية.
وهذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في الرابط بين الأجهزة وحالات الإصابة بفيروس كورونا لدى الشباب، باستخدام البيانات السكانية التي جُمعت أثناء الوباء.
ويعتقد العلماء الذين يقفون وراء الدراسة الجديدة، من جامعة ستانفورد، أنه من بين المراهقين الذين درسوا حالاتهم، قد يراهنون ببساطة على أن القليل منهم يستخدمون السجائر فقط، والأغلبية ممن يدخنون السجائر الإلكترونية أيضا.
وتشير الدراسة إلى أن هؤلاء الشباب أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا مما يعتقدون.
وقال المعد الرئيس، الدكتور شيفاني ماثور جيه: “قد يعتقدون أن عمرهم يحميهم أو لن يعانون من أعراض، ولكن البيانات تظهر أن هذا ليس صحيحا بين أولئك الذين يدخنون السجائر الإلكترونية”.
وتستند النتائج إلى استطلاعات الرأي عبر الإنترنت لـ 4351 مشاركا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتبين أن أولئك الذين استخدموا السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية في الثلاثين يوما الماضية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمعدل 6.8 مرة.
كما زاد احتمال تعرضهم لأعراض كورونا المستجد بنحو 5 مرات – مثل السعال والحمى والتعب وصعوبة التنفس.
ويأمل الفريق في جامعة ستانفورد، كاليفورنيا، أن تنبه النتائج المراهقين والشباب حول مخاطر السجائر الإلكترونية.
كما طالبوا أيضا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، بتشديد اللوائح التي تحكم كيفية بيع منتجات السجائر الإلكترونية للشباب.
ودعمت الدراسة المنشورة في مجلة صحة المراهقين، الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن كون المرء فقيرا أو من مجموعة عرقية أقلية، يزيد من المخاطر.
اترك تعليقاً