أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن “فريقاً من الباحثين، أجرى دراسة شاملة لتحليل العوامل المؤثرة في نمو الأطفال العصبي، شملت تحليل بيانات مئات الآلاف من الرضع لفحص العلاقة بين أنماط التغذية والتطور العصبي”.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في “مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)”، “أن الرضاعة الطبيعية قد تقلل من خطر إصابة الأطفال باضطرابات النمو العصبي، مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه”.
ووفق الصحيفة، “حلل الباحثون السجلات الطبية لأكثر من نصف مليون طفل في شبكة وطنية إسرائيلية ولدوا بين عامي 2014 و2020، ولم تكن لديهم مشكلات صحية مسبقة، ووجدوا أن الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل، كانوا أقل عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات بنسبة تصل إلى 28% مقارنة بمن لم يحصلوا على رضاعة طبيعية كافية”.
وأضافت “ديلي ميل”، “أن النتائج كشفت أن الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر أو أكثر تقلل من خطر التأخر في التطور الحركي بنسبة 24%، وتقلل من خطر اضطرابات النمو غير المحددة بنسبة 26%”.
وأوضحت الدراسة “أن الرضاعة الطبيعية الحصرية كانت الأكثر فاعلية، حيث ساهمت في تقليل خطر التأخر في المهارات اللغوية والاجتماعية بنسبة 18%. وحتى الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية جزئية، مع الحليب الصناعي، كانوا أقل عرضة لتأخر النمو بنسبة 14%. كما لاحظ الباحثون تأثيرا إيجابيا بين الأشقاء، حيث كان الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة 6 أشهر أقل عرضة بنسبة 9% لمشكلات النمو مقارنة بإخوتهم الذين رضعوا لفترات أقصر”.
وبحسب “ديلي ميل”، “رغم النتائج الإيجابية، فإن الدراسة لم تقدم تفسيرا علميا واضحا لآلية تأثير الرضاعة الطبيعية على تقليل اضطرابات النمو العصبي، كما أنها تعتمد على الملاحظة، ما يعني أنها لا تثبت العلاقة السببية بشكل مباشر”.
جدير بالذكر أن “منظمة الصحة العالمية توصي بالرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، يليها دمج الأطعمة الصلبة مع الرضاعة حتى عمر عامين. كما تؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد خيار، بل هي “ضرورة صحية عامة”، نظرا لدورها في تعزيز مناعة الطفل وتقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض”.
اترك تعليقاً