دعت دار الإفتاء الليبية، أهل الإسلام جميعاً على اختلاف بلدانهم وتوجهاتهم إلى الوقوف بما يقدرون عليه في وجه الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المُبارك.
جاء ذلك في بيان لدار الإفتاء الليبية حول عدوان الصهاينة على المصلين ببيت المقدس، اليوم الأحد، تحصلت “عين ليبيا” على نسخة منه.
وذكر البيان: “ففي الوقت الذي يتوافد فيه العُبّاد القائمون الذاكرون إلى المسجد الأقصى استعدادا للاعتكاف، وترقبا لليلة القدر التي أُنزِل فيها القرآن، تصل آلة الحرب الصهيونية ذروتها في الإجرام والاستخفاف بالمسلمين ومقدساتهم باقتحام المسجد الأقصى وقت صلاة التراويح، دون أي اعتبار لحرمة المكان والزمان، وقد أسفر ذلك عن إصابة المئات من المصلين”.
وأشار البيان إلى أن ذلك يتزامن مع ما يقوم به جنود العدو اليهودي الصهيوني من تهجير أهالي حي الشيخ جراح، والإعداد للهجوم الذي ينوون القيام به غدًا الاثنين الثامن والعشرين من رمضان على المسجد الأقصى.
ودعت دار الإفتاء الليبية أهل الإسلام جميعاً على اختلاف بلدانهم وتوجهاتهم إلى الوقوف بما يقدرون عليه في وجه هذا الإجرام المستهتر بمقدسات المسلمين وحرماتهم، فنصرة المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى وما حوله واجبة على كل مسلم بما يقدر، فصاحب السلطان بسلطانه، وصاحب المال بماله، ومن لا يملك إلا الدعاء فبدعائه، قال الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا” [النساء: 75]، وقال سبحانه وتعالى: “وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ” [الأنفال: 72]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً” وشبك بين أصابعه.
كما دعت دار الإفتاء المقدسيين وكل من استطاع الوصول إليهم من إخوانهم الفلسطينيين إلى الثبات والدوام على مناصرة المرابطين في المسجد الأقصى وما حوله، وقد أظهروا جزاهم الله خيرا من النصرة والتضامن ما يسُرُّ قلوب المؤمنين، ويغيظ الكافرين، من الإعانة بتكثير سوادهم وتوفير العلاج والمأوى والطعام.
وذكَّرت دار الإفتاء المسلمين بأن الجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس وقرينُه في كتاب الله، ومن أعان مرابطا في هذه الأيام المباركة كان شريكا له في الرباط، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا”.
واختتمت دار الإفتاء الليبية بيانها بالقول: “ندعو الله تعالى أن يختم هذا الشهر المبارك بانتصار أهل الحق المرابطين في بيت المقدس، ويربط على قلوبهم، وأن يهلك عدوهم ويشفي منهم قلوب المؤمنين”.
اترك تعليقاً