دفعت خلافات حول تفويض البعثة الأممية للدعم في ليبيا، إلى تمديد تفويضها الحالي حتى نهاية الشهر الجاري، وسط حالة من الانقسام في مجلس الأمن حول التفويض، بحسب ما أفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وتبنى مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، بالإجماع، قرارا يقضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى نهاية شهر سبتمبر الجاري.
يُذكر أن البعثة أُنشئت في 16 سبتمبر 2011، ويتم تجديدها سنويا، وكان من المفترض أن تنتهي ولايتها يوم الأربعاء.
ويتمحور الخلاف حول التوصيات الواردة في المراجعة الاستراتيجية للبعثة، بما فيها نقل رئيسها من جنيف إلى العاصمة الليبية طرابلس.
ونقلت “أسوشييتد برس” عن دبلوماسيين تحدثوا شرط عدم كشف هويتهم، أن المناقشات كانت خاصة، وأن روسيا قلقة أيضا بشأن الصياغة المقترحة التي تدعو إلى انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على النحو المطلوب في اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020 بين الحكومتين الليبيتين المتنافستين في شرق البلاد وغربها.
وأبلغ سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مجلس الأمن الدولي بعد التصويت بأن موسكو “تدعم الدور المركزي للأمم المتحدة في إعادة السلام إلى ليبيا”.
وقال: “نحن نركز على إيجاد حلول مقبولة للطرفين بشأن الشكوك المتبقية حول عمل البعثة في المستقبل”.
وأضاف أن القرار يُعطي المجلس الفرصة من أجل إيجاد “قاسم مشترك”، بشأن عمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وأوضح أن هدفها الأساسي الآن يجب أن يكون “مساعدة الشعب الليبي” على الالتزام بالجدول الزمني للانتخابات.
من جانبه أعرب نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، عن أسف بلاده لعدم وجود إجماع في مجلس الأمن الدولي بشأن تجديد تفويض البعثة الأممية في ليبيا بعرقلة من روسيا.
واضطرت المملكة المتحدة، المسؤولة عن الملف، إلى تأجيل عرض مشروع قرارها بشأن تمديد تفويض البعثة لمدة عام واحد، ووافق مجلس الأمن بالإجماع في الصباح على مجرد تمديد تقني حتى 30 سبتمبر وذلك في غياب اتفاق.
وقال نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جيفري ديلورنتيس بعد التصويت: “بعد المشاورات البناءة والإيجابية هذا الشهر.. نشعر بخيبة أمل لاستحالة التوصل إلى توافق لاعتماد تفويض جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم، خاصة في هذا الوقت المهم بالنسبة لليبيا”.
وأضاف الدبلوماسي الأميركي: “ندعو جميع أعضاء المجلس إلى العمل معًا بجد لاعتماد تفويض ينفذ التوصيات الأخيرة الصادرة عن لجنة مستقلة تابعة للأمم المتحدة”.
وتابع: “لا يمكننا أن نخذل الشعب الليبي في هذه اللحظة الحرجة”.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسيين قولهم، إن موسكو لوَّحت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد تجديد تفويض البعثة، ولم تقبل الصيغة المقترحة بشأن الدور المستقبلي للمبعوث الأممي وانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا.
اترك تعليقاً