أفاد مصدر حكومي لـ«عين ليبيا»، بأن الولايات المتحدة عرضت خطة على الأطراف الليبية لإخراج قوات “فاغنر” الروسية من ليبيا من خلال تحشيد قوة عسكرية عناصرها الليبيين.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح الإعلامي، أن واشنطن ستكتفي بمشاركة المعلومات الاستخباراتية والإسناد اللوجستي إلى جانب المساعدة في عمليات التحديد والاستهداف.
وأشار المصدر إلى أنه من بعد ذلك سيتم انسحاب القوات التركية المتواجدة في تركيا بموجب اتفاقية التعاون العسكري والأمني الموقعة بين حكومة الوفاق الوطني سابقاً وتركيا.
تحركات مكثفة لـ«فاغنر» بين ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى
في غضون ذلك، أفاد موسى تيهوساي، الباحث الليبي المتخصص في الشؤون الإفريقية، بأن هناك تحركات مكثفة لمجموعة “فاغنر” الروسية بين ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.
وقال تيهوساي، في تصريح لوكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء، إن “لجماعة فاغنر الروسية شبه العسكرية وجود دائم على الحدود بين ليبيا وتشاد، وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك تحركات مكثفة للمرتزقة الروس بين ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى”.
وأوضح الباحث أنه حتى الآن “لم يبتعد” عن ليبيا مرتزقة فاغنر الروس “الذين ما زالوا في مواقعهم”.
وعلى وجه التحديد، وفقًا للخبير، تنتشر المقاتلات الروسية في قاعدة الجفرة الجوية، وسط ليبيا، حيث يتركز أكبر “ثقل عسكري” لفاغنر في ليبيا؛ وفي محطات متنقلة بالقرب من حقل نفط زيلا ميتسالونا في ليبيا، وهي منطقة غنية بالنفط في وسط وشرق ليبيا؛ وفي المناطق التي تتراوح من حقل زيلا إلى مدينة هون حتى الحدود مع تشاد؛ ومرة أخرى في قاعدة براك الشاطئ الجوية في منطقة فزان الإقليمية الجنوبية، حيث منذ انسحاب قوات طرابلس عام 2020 “لا يوجد عنصر ليبي” والهيكل “يديره مرتزقة حصريًا”؛ وأخيرًا في قاعدة تمانهنت الجوية، بالقرب من سبها، عاصمة فزان، حيث تقدم فاغنر الدعم اللوجستي وتتحكم في نقل الشاحنات.
علاوة على ذلك، قال تيهوساي إنه في الفترة الماضية كانت هناك “تحركات مكثفة بين فاغنر في ليبيا وفاغنر في وسط إفريقيا عبر طائرة IL18 مسجلة في وسط إفريقيا برقم TL-KBR، خاضعة لعقوبات من قبل وزارة الخزانة الامريكية”.
مفاوضات لإخراج «فاغنر» من قاعدة الجفرة
وفي مارس الماضي، أفاد مسؤول حكومي لـ”عين ليبيا”، بأنه لم يتم الاتفاق على جدول زمني مع قوات “فاغنر” الروسية بشأن الانسحاب من قاعدة الجفرة الجوية التي توصف بأنها ذات أهمية إستراتيجية كبيرة.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن المفاوضات ما زالت مستمرة لإخراج وإنسحاب مرتقزة “فاغنر” الروسية.
وفي سياقٍ ذي صلة، شددت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، على أنّ “فاغنر” صُنفت مؤخرًا منظمة إجرامية عابرة للحدود تزعزع الاستقرار في ليبيا والمنطقة.
جاء ذلك خلال لقائها خليفة حفتر ببنغازي مع الوفد الأمريكي، الأسبوع الماضي، حيث نوقش فيه أهمية حماية سيادة ليبيا من خلال إجبار جميع المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب على مغادرة البلاد.
هذا وقال قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” الجنرال مايكل لانغلي، إنّ أنشطة فاغنر الروسية في ليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى مزعزعة للاستقرار، عبر “تكتيكات وحشية” و”انتهاكات حقوق الإنسان”.
وذكر لانغلي في كلمة على هامش مؤتمر رؤساء الدفاع في إفريقيا الذي عُقِد في روما الشهر الماضي، أنّ رد الولايات المتحدة على اختراق مجموعة فاغنر الروسية يكمن في دعم الدول الأفريقية من خلال نهج شامل.
اترك تعليقاً