حذر الخبير البيئي بجامعة عمر المختار بمدينة البيضاء عبد السلام قويدر، من تهديد عواصف “ميديكان” لسواحل ليبيا، داعيا الجميع “للاستعداد تحسبا لأي طارئ”.
وأوضح قويدر لوكالة الأنباء الليبية “وال”، “أن هذه العواصف تشبه الأعاصير الاستوائية من حيث تكوينها وهطول الأمطار الغزيرة، ولكنها تتشكل في البحر الأبيض المتوسط، مبينا أن عواصف “ميديكان” هي عواصف هجينة، مكونة من شقين وهما المتوسط، و”الإعصار، وهي منخفضات جوية تجمع بين خصائص الأعاصير الاستوائية والمنخفضات الجوية العادية، وتتشكل في البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بهطول أمطار غزيرة ورياح قوية، كعاصفة “دانيال” التي ضربت ليبيا في سبتمبر الماضي”.
وقال: “تتشكل أعاصير “الميديكان”، نتيجة تضافر عدة عوامل جوية، أولا يجب أن تكون درجة حرارة سطح البحر مرتفعة، وهو ما يحدث عادة في نهاية الصيف وبداية الخريف، وتعمل الحرارة العالية للبحر كوقود لهذه الأعاصير، حيث تزودها بالطاقة اللازمة للنمو والتطور، وثانيا، يلعب التقاء الكتل الهوائية دورا حاسما عندما تلتقي كتلة هوائية باردة بكتلة هوائية دافئة، ويحدث اضطراب في الغلاف الجوي يؤدي إلى تشكل منخفض جوي، هذا المنخفض الجوي هو اللب الذي تنمو حوله عاصفة “الميديكان”.
وأضاف: “وجود منخفض جوي في طبقات الجو العليا مما يعزز من عملية التكوين، ويساهم في سحب الهواء الساخن الرطب إلى الأعلى، ويزيد من قوة العاصفة، وبالتالي تتشكل أعاصير “الميديكان” عندما تتوفر الحرارة الكافية في البحر، وتلتقي كتل هوائية مختلفة، ويساهم منخفض جوي علوي في تعزيز هذه العملية”.
وتحدث الخبير البيئي عبد السلام قويدر، “عن إمكانية تكرار كارثة عاصفة دانيال المدمرة، وأن بعض التوقعات الأولية، بناءً على نماذج حاسوبية معقدة، أشارت إلى احتمال تشكل إعصار مشابه”، موضحا أن “النماذج المستخدمة في التنبؤ بالعواصف في البحر المتوسط ليست بنفس الدقة التي تستخدم في التنبؤ بالأعاصير في المناطق الاستوائية، كذلك حالة الطقس متغيرة باستمرار، والنماذج الحاسوبية قد لا تأخذ في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة، وبالتالي فإن الإعلان المبكر عن عاصفة قد يسبب حالة من الذعر والخوف بين الناس”.
ودعا الخبير البيئي عبد السلام قويدر، “للاستعداد، ومراقبة التحديثات الجوية بشكل دائم عبر المركز الوطني للأرصاد الجوية لمعرفة آخر التطورات، وضرورة وجود نظام إنذار فعال لتنبيه السكان بأي خطر محتمل، مع التركيز على التوعية بكيفية التصرف في حالات الطوارئ، لحماية الأرواح والممتلكات”.
وشدد الخبير البيئي عبد السلام قويدر، “على أهمية التنسيق الفعال بين مختلف الجهات المعنية لمواجهة الأزمات الناجمة عن العواصف، خاصة بعد التجربة المريرة التي عاشها سكان الساحل الشرقي”.
وأوضح أن “نجاح أي خطة طوارئ يعتمد بشكل كبير على سرعة تبادل المعلومات بين مراكز الأرصاد الجوية، وفرق الطوارئ، والدفاع المدني”.
وأشار قويدر إلى “ضرورة ضمان وجود قنوات اتصال فعالة ومستمرة حتى في أوقات الأزمات، وذلك لتجنب تكرار سيناريو انقطاع الاتصالات الذي عانى منها المواطنون خلال عاصفة دانيال”، مؤكدا أن “سلامة البنية التحتية مهمة جدا للصرف الصحي في المدن، لضمان تصريف مياه الأمطار بشكل سريع وفعال، وتجنب الفيضانات التي تسبب خسائر فادحة”.
ودعا الخبير المواطنين إلى “عدم الانسياق وراء الشائعات”، مؤكدا أن “التنبؤ الدقيق بمسار الأعاصير المتوسطة يبقى تحديا كبيرا، وذلك بسبب طبيعة هذه الظواهر المتغيرة باستمرار وتأثرها بكتل الهواء المختلفة”.
وأضاف أن “النماذج العددية المستخدمة في التنبؤ بالأحوال الجوية قد تتغير بشكل سريع خلال ساعات قليلة، مما يجعل التنبؤ الدقيق أمرا صعبا”.
اترك تعليقاً