تستعد الأمم المتحدة عبر بعثتها إلى ليبيا لاستئناف الحوار السياسي عبر تطبيق زووم لإنجاز الخطوة الأخيرة، وهي تشكيل السلطة الجديدة المكونة من مجلس رئاسي ورئيس الحكومة، مدشنة بذلك عصر السلطات الإلكترونية.
فإن تم التوافق بين الخمس وسبعين شخصية، وسنطلق عليهم هنا أهل الزووم، على أسماء الرئاسي والحكومة، فلاريب أن هذا سيكون حدثا تاريخيا من شأنه أن يعيد صياغة نظريات السلطة في العلوم السياسية.
إذ عرفت الأدبيات السياسية ثلاث أنواع من السلطات هي:
- السلطة الملكية الوراثية وهي التي تنتقل فيها السلطة من الملك إلى ولي عهده وتوصيف اللحظة عادة بعبارة موجزة، مات الملك عاش الملك.
- السلطة المنتخبة وفيها تتشكل السلطة عبر الانتخابات الحرة بشكل دوري.
- السلطة الانقلابية وهي التي تقوم فيها قوة فتية باغتصاب السلطة عبر انقلاب عسكري.
واليوم نحن إزاء لحظة تاريخية يضاف فيها لأول مرة في التاريخ نوع جديد من آليات الوصول للسلطة هو السلطة الزوومية التي ينصبها أهل الزووم في نهاية حوارهم عبر تطبيق زووم.
إذا مضت الأمور بسلاسة ووفقا للخطة الأممية، وتم تشكيل السلطة، فلن يكون هناك عناق وتصفيق، ولن ترسم الأصابع علامة النصر على أنغام النشيد الوطني، وتحت أضواء الكاميرات كما وقع بالصخيرات زمن برنارينو ليون، إذ لا تتيح تقنية زووم تنفيذ هذه الطقوس الاحتفالية.
بل المتوقع أن تخرج علينا السيدة ستيفاني متلفزة لتوجه لنا بلسان عربي غير فصيح: اليوم تم تشكيل المجلس الرئاسي والتوافك إلى رئيس الهكومة، وبهذه المناسبة اتكدم بتهنئة لكل الليبيين، إنها لحدة فاركة بئد توافك الهادرين واكتيارهم للشكصيات في المجلس الرئاسي والهكومة لتدكل ليبيا مرهلة ما بئد الديناصورات.
سيفرض الحدث نفسه على الصياغة التقليدية للاخبار السياسية في وسائط الإعلام، التي تجنح نحو الاختصار وعدم الاسهاب، فلن يسهب الصحفيون في التفاصيل المملة، يكفي أن يُقال الرئيس الزوومي أو عضو المجلس الزوومي أو رئيس حكومة الزووم.
من المتوقع أن يكون رئيس الحكومة من إقليم مختلف عن إقليم رئيس المجلس الرئاسي، أي من معسكرين متنافرين، ولأن المرحلة تتطلب عملهما المشترك وما سيطرأ من خلاف حول صلاحياتهما، وقد يتعذر اللقاء المباشر بينهما فلا ضير من تواصلهما عبر تطبيق زووم، فالزووم أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الرئاسي والحكومة.
من مهام السلطة الجديدة وفق تصريحات عديدة للسيدة ستيفاني إعداد البلاد لانتخابات جديدة تستاعد فيها الشرعية الوطنية عبر اختيار الشعب لممثليه، من دون ضمانات لتنفيذها في الموعد المعلن لها 24 ديسمبر من العام المقبل، لذا لابد من التفكير في الخطة باء في حالة تعذر إجراء الانتخابات، ولتبق الانتخابات مؤقتا في خانة الأمنيات، بإعداد معايير جديدة لاختيار أهل الزوم الخمسة وسبعين لتهيئة البلاد لزووم جديد يجري خلاله تشكيل مجلس رئاسي جديد واختيار رئيس الحكومة.
فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ السلطة بالزووم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً