يشهد مجلس النواب في مدينة طبرق خلافات بين أعضائه الذين يطمح بعضهم إلى تعيين اللواء المتقاعد خليفة حفتر رئيسا لمجلس عسكري أعلى، الأمر الذي يرفضه آخرون لا سيما أعضاء تحالف القوى الوطنية.
وحسب تقارير اعلامية فإنه من المنتظر أن يوقع المستشار صالح عقيلة، رئيس البرلمان، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، على قرار ترقية اللواء حفتر الذي يقود قوات الجيش الوطني في معركة الكرامة ضد المتطرفين في شرق البلاد، إلى رتبة الفريق وتعيينه كقائد عام للجيش.
السؤال الكبير في العاصمة الليبية هو: هل تتحسن اوضاع ليبيا بعد هذا التعيين؟ – الحقيقة الواضحة تماما هي: ان كل ليبي يتمنى ان يتفق الفرقاء، لكي لا تدفع ليبيا ثمن هذه الخلافات المدمرة. والعرب متضررين ، بلا شك من استمرار الحرب بين الشعب الواحد وهم جميعا يريدون ان تتوقف المعارك بين الجماعات المسلحة. ولكن بلدان المغرب العربي ومصر هم أكثر العرب تضررا من هذه الحرب.
ويبدو ان الجماعة الأخر المسلحة سترفض هذا التعيين حتى تبقى طرفا في المعادلة السياسية والعسكرية من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الجماعة المسلحة الأخرى تعلم تماما أن الهدف من عملية الكرامة التي تشنها قوات حفتر هو تطهير ليبيا من المتطرفين وجماعة الإخوان، متوعدا بتقديم كبار مسؤولي البرلمان السابق والحكومة وجماعة الإخوان للمحاكمة في حال اعتقالهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة. ولذلك فهم يقاتلون الى النهاية.
والأكيد ان اللواء حفتر يرغب في هذا التعيين حتى تصبح قوته في ذروتها ، ذلك ان وجود حفتر على رأس الجيش يعطيها قدرة على محاولة انهاء الصراع لصالحه. ولكن الجماعة المسلحة الأخرى هي في غير هذا الوارد. بإضافة الى ذلك التركيبة القبلية. وهنا لا يجيب ان يغيب عن الأذهان محاولات غير معلنة بذلتها الحكومتان الأميركية والبريطانية لمنع صدور القرار واستبعاد حفتر من المشهد السياسي والعسكري في البلاد. ولعل ذلك يضيف الى صعوبات حل الأزمة الليبية. لأنه عندما يكون فراغ فأول المسارعين الى ملئه الجماعات المسلحة التي لا تخفي مخططها في العمل على تفكيك ليبيا الى دويلات زاعمه ان ذلك لفائدة الليبيين!
في اعتقادي المسألة معقدة قليلا البعض يلقي اللوم على حفتر والآخر على فجر ليبيا والمجموعات المسلحة الأخرى والى الان لم تتضح صورة المسيطرين الحقيقين على الأوضاع على الأرض. و هنا تقع علامات استفهام والعجب والاستغراب؟.
من هذا وذاك اعتقد ان اللواء خفتر لا يملك الخبرة ولا الكاريزما اللازمتين لإخراج البلاد من المستنقع الذي تغرق فيه منذ الإطاحة بنظام الراحل القذافي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً