اطلعت على بيان الرد على مقالي بعنوان (وزارة المواصلات.. والمطارات.. المواطن والمعاناة) الصادر عن جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات الليبية والذي اعتبر أن ما ورد في مقالي الذي نشر في عدة مواقع الكترونية هو مجرد مغالطات لتأجيج الرأي العام وأن الجهاز يعمل بما معناه بحرفية عالية وشفافية فائقة وأنه كان علي أن أتصل بهم لاستقاء الحقائق الفنية والأسباب الموضوعية لتعطل البدء في العمل في محطة الركاب المتعاقد عليها بتاريخ 5-6-2017 ومنها الأسباب الأمنية في المحيط الذي يقع فيه مطار طرابلس الدولي.
لم أجد في رد الجهاز الا نقطة ايجابية واحدة ألا وهي التجاوب مع ما يكتب في وسائل الاعلام واشكره على هذا التفاعل وغير ذلك فان الرد الذي تفضل به مجرد كلام مرسل لم يقنعني في شيئ وقد تعودت على مثل هذه الردود المبهمة طيلة نصف قرن من عملي ككاتب وصحفي.
ففي عهد الاستقلال كان المسؤول الذي يواجه بالنقد يتحجج بأن لديه مبررات فنية ولكنه لا يذكر منها شيئا.
وفي عهد النظام السابق يتكرر نفس السيناريو عندما يُنتقد المسؤول على سوء الأداء يتحجج بأن النقد الموجه له متحامل و يحتوي على مغالطات وأن الأمور ليست كما وصفت وانما هناك أسباب ادارية وفنية كثيرة و.. طبعا لا يذكر سببا اداريا أو فنيا واحدا مما أوحى بها ولم ينطق بها.
ما علينا.
تمنيت أن يذكر جهاز المشروعات في رده بعضا من الأسباب الفنية او الادارية التي قال أنها تسببت في التأخر في البدء في تنفيذ مشروع محطة الركاب بالمطار.
ما حدث أنني تساءلت في تغريدة عن أسباب عدم الشروع في تنفيذ المشروع المتعاقد عليه في حين تنفذ مطارات عديدة في مدن أخرى . وعلى اثر التغريدة استقبلت العديد من الاتصالات نبهتني و اطلعتني على تفاصيل كثيرة منها شكوك تحوم حول هذا التوقف في ظل ما يعلمه الجميع من فساد اداري ومالي يجتاح كافة الأجهزة التنفيذية وهي شكوك مشروعة حرصا على المال العام وعلى من يُرشق بهذه الشكوك أن يقدم الدليل ببراءته منها بالأداء السريع والشفاف والمقنع.
تمنيت لو أعطانا جهاز المشروعات بعضا من الحقائق الفنية التي عطلت الشروع في التنفيذ 19 شهرا كما يقول في بيانه . فهذه المدة الطويلة توحي بأن هناك خلافات ومخالفات كثيرة وكبيرة إما أنها قد حُلّت وإما على صاحب العمل – وزارة المواصلات – الغاء العقد لاستحالة الوصول الى حل.
وتمنيت أن يجيب الجهازعلى الأسئلة التي وردت في المقال الذي رد عليه ببيان حمل عنوان ( فتبينوا). مثلا:
- هل برزت العيوب الفنية بعد الانتهاء من موافقات الأجهزة الرقابية والمالية ووزارة المواصلات بذاتها؟
- على أي أساس وقعت وزارة المواصلات على المشروع ومن ثم أحالته الى الأجهزة الرقابية لاجازته؟
- هل العيوب المكتشفة فنيا لا تلبي اشتراطات ومعايير ومواصفات الأتحاد الأوربي و بالتالي وقعت الشركة المتعاقد معها في فخ التدليس على الدولة الليبية؟
- قضيتي التي لم يجاوب عليها جهاز المشروعات هي لماذا يتعطل مشروع حيوي وصغير لأكثر من عام ونصف؟
أنا أبحث عن أسباب مقنعة وليس مبررات غامضة تثير المزيد من الشكوك والتساؤلات.
اذا كان مشروعا صغيرا كهذا يتعرض لهذا الوقت الطويل في مجرد البدء في التنفيذ. فكيف سيكون الحال لو دخلنا في مرحلة اعمار ليبيا التي ستكلفنا عشرات المليارات من الدنانير.
أنا اتهم جهاز المشروعات بالأداء البطيئ والبيروقراطية الزائدة عن الحد. وأدرك جيدا أن كل عمل تعتريه خلافات في وجهات نظر التنفيذ. ولكن الادارة المسؤولة عن التنفيذ مهمتها تذليل المعوقات والصعاب واذا لم تستطع أن تجد حلولا فانها تصبح عاملا معرقلا وليس عاملا ميسرا.
أنا كمواطن ليبي يهمني أن يباشر مطار طرابلس عمله لنتواصل مع العالم ويتواصل العالم بنا في أقرب وقت ممكن.
كيف يتم ذلك؟ هذه مسؤولية وقدر الجهاز التنفيذي.
رجاء قوموا بواجبكم ولا تدخلونا في سجالات ورد على الرد فهذه أمورلا تؤدي الا الى المزيد من معاناة المواطن.
مهمتنا جميعا انتم ونحن الأولى والأخيرة تذليل الصعاب وتيسير الحياة وليس التحجج بالكلام المرسل والأعذار المبهمة.
كل التقدير لمن يصنعون الحياة فوق هذه الأرض الطيبة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً