قال لى أحد أعضاء المؤتمر الوطنى إنها (مسئولية كبيرة وخطيرة لم أكن اتوقعها) ، فقلت له لا زال الوقت مُبكراً .. قدّم إستقالتك بسرعة إذا لم تكن قادراً على تحمّل هذه المسئولية ، ولماذا تُقدم نفسك وتُرشح من الأول ؟ حتى أننا قلنا يومهاً (جُوها هلها زال وحلها) ؟ فقال كنت أظن أن الأمور لن تتعقد إلى هذا الحد ولن تصل إلى هذه الخطورة التى يمكن أن يفقد فيها عضو المؤتمر حياته أو يُهان ويُلطم على وجهه ويُضرب داخل المؤتمر ! فقلت له بالحرف الواحد ، المثل يقول (الرجال محاضر وليس مناظر) والشعب الليبى لم يأتى بك ولا بغيرك فأنت من رشحتك نفسك وطالما تحدثت فى الإذاعات والصحف والفيس بوك عن قدراتك ومؤهلاتك وشجاعتك على إبداء الرأى حتى أن البعض تحدث عنك وقالوا (هذا هو من نبحث عنه أحد رجال المرحلة) مؤهل وشجاع وسرعة بديهة وخبرة ومواجهة فى الحق حسب ما قيل عنك وما قلته أنت عن نفسك إلا إذا كان الكلام (هواوى) وللأسف يبدو أن كلام الليل مدهون بزبده يا صديقي ومجرد طريق للعبور إلى ريكسوس ! ولكن عندما رأيته كانت فرائصه ترتعد وترتعش مما حدث أخيراً أمام المؤتمر المؤتمر .. قلت له يقول المثل (طحّت وإلا طيّحك الجمّال .. قال وصلت الأرض على أى حال ) فأنت اليوم بين فكى صفحات التاريخ أما تدخل صفحاته البيضاء أو السوداء والعياذ بالله … فإما أن تستمر وبقوة ولا تتراجع لأن القادم ليس سهلاً وإما .. كرعيك والكيّاس كما يقول أهلنا فى المنطقة الغربية.
صحيح أن هناك أعضاء بالمؤتمر الوطنى يتمتعون بالشجاعة والمواجهة وهم من المستقلين الأحرار الشرفاء وليسوا من (أتباع الكيانات السياسية) التى لا تتمتع بالوطنية الكافية التى تجعلها تُقدم مصلحة الوطن على مصلحة الكيان السياسى الذى يسعى جاهداً للإستيلاء على أكبر عدد من الكراسى (بالوشوشة والختخته وشراء الذمم من وراء الكواليس) للوصول إلى حُكم ليبيا حتى ولو إستدعى الأمر إنتهاج أسلوب غير أخلاقى فى شن حملة على منافس آخر أو كيان سياسى آخر وخصوصاً بواسطة ما توفره شبكة المعلومات ومنها الفيس بوك وما يحتويه من الثعابين السامة التى تكتب بأسماء مستعارة وجبانة لا قُدرة لها على المواجهة داخل قاعة المؤتمر أو خارجه ، وهذا ليس خافياً على أحد ، فتجربتنا مع من أطلقوا على أنفسهم_(المُستقلون) جعلتنا نكون أكثر حذراُ وتخوفاً من البعض منهم بينما هناك شرفاء لم يخدعوا مواطنيهم ووقفوا بقوة داخل المؤتمر ليُحققوا أهداف الثورة التى من أولوياتها الأمن والأمان والإستقرار ورد المظالم وترجيع أموال الليبيين التى نُهبت ووضعت فى حسابات بالخارج وما نُهب كذلك خلال فترة المجلس الإنتقالى الذى أهدر موارد الوطن خلال أشهر إما فساداً مُبرمجاً أو جهلاً بالسياسة والإدارة فكيف بالله عليكم تُطلقون سراحهم بهذه السهولة ومنهم من تم تعيينه أو تكليفه فى السفارات الليبية التى كنا نتوقع أن يُكلف فيها شرفاء الوطن من الأيدى النظيفة التى لم تمتد على المال العام يوماً ما.
لقد إنتخبتم يا أعضاء المؤتمر الوطنى (رئيس الوزراء ) بغض النظر عن الكيفية وما قيل فى ذلك وما تخلله من لعب وصفقات ووعود أعطيت وحقائب وزارية جُهّزت من وراء الكواليس وقلنا (مبروك ) على من نجحوا فى إدارة الإنتخابات وسحروا العيون داخل القاعة !! فمن تقدمونهم اليوم على الساحة لم يكونوا طلاباً مؤثرين فى الحياة الجامعية بجامعة طرابلس(كلية الهندسة) ولم يكونوا من النشطاء السياسيين وليس لديهم أى نشاط إجتماعى أو فكرى أو رياضى ، فكنا نعرفهم فى كلية الهندسة من الكلية إلى البيت ومن البيت إلى الكلية ، لقد كانوا طلبة للعلم فقط وهذا من حقهم !! ولكن هذا لا يكفى فى إختيار الزعامات فبوادر القيادة والقدرة على الإدارة والتى تتطلب الخوض فى السير الذاتية فالقيادة تظهر على الإنسان منذ أن يكون طالباً والمشاركة فى الأنشطة بالجامعة وخصوصاً السياسية وما كانت تُعانيه الجامعة فى تلك الفترة من تيارات فكرية وسياسية وضغوطات خارجية وإتحادات طلابية تنعكس على الطالب ويتطلب منه المشاركة مع زملائه وهو ما يدل على إيجابياته ووطنيته والشعور بما يحيط به ولذلك يمكن تقييمه من خلال ذلك .
أقولها ولا أجد فيها حرجاً أن بعض الأسماء التى تُطرح من حين إلى آخر ممن درسوا بكلية الهندسة / طرابلس ممن كنا نعرفهم فى تلك الفترة لم يكونوا مؤثرين فى المناخ الطلابى إطلاقاً وفى أى مجال كان سوى المجال الدراسى التعليمى بالرغم من أن هناك أسماء أخرى تفوقوا علمياً وكان لهم حضوراً كبيراً جداً سياسياً وفكرياً وإجتماعياً وطلابياً ، وأعتقد أن السلبية أيام الدراسة الجامعية لا تعيب من أعنيهم كطلبة متفوقين ولكن فى الولايات المتحدة التى عاشوا فيها أغلب حياتهم وتحصلوا منها على جوازات سفر وأصبحوا مواطنين أمريكيين لا شك أن لديها سيرتهم الذاتية منذ أن كانوا طلبة ومنذ أن أوفدوا على حساب الدولة الليبية التى صرفت عليهم طوال مدة الدراسة ولم يكونوا مُعارضين (يومها)حتى 1981م وبعد حصولهم على شهاداتهم العلمية والإطمئنان على مستقبلهم ومستقبلهم أسرهم . المهم فى أمريكا يُقيم المسؤول الكبير أو الزعيم أو القيادى منذ أن يكون طالباً فهى ملكة وقدرة يُعطيها ألله لمن يشاء ، فكم من حملة شهادات عليا لا يستطيعون إدارة بيوتهم وأسرهم ولا حتى إدارة إجتماعات من بضع أفراد ولنا فى الكثير من حملة الشهادات فى ليبيا عبرة لمن يعتبر .. وهو ما يجعلنى أتساءل أين أبناء ليبيا الذين هاجروا بعد 1976م وتعرضوا للطرد والمهانة وتمت ملاحقتهم وهناك من أغتيل غدراً ؟ أين أولئك الوطنيين منذ أن كانوا طلبة فى 1971م بالجامعات الليبية ممن قادوا الإتحادات الطلابية وتحدوا النظام علناً ولم تصرف عليهم الدولة ولا درهماً واحداً فى الخارج بل كانت تدبّر لهم المكائد .. أين هؤلاء اليوم ؟!! إبحثوا عنهم أيها السادة بالمؤتمر الوطنى فهم لم يرجعوا حتى الآن وهم من حملة الشهادات العليا ولكن بمرجعية وطنية وأساسات قوية متينة فلعلهم ينقذونكم من الورطة التى أنتم فيها.
يبدو أننى أحتاج لأذكّر السادة القراء الكرام بالمثل القائل (شيخ ومقعود إحذاه) نحن فى حاجة إلى قادة لهم القدرة على المواجهة والقدرة على الإقناع ولديهم معرفة بالتاريخ الإجتماعى الجغرافى الليبى ويعرفون كيف يفرّقون بين اللهجات الليبية وربطها مع الجغرافيا ودرسوا تاريخ الشعب الليبى وجهاده على مدى قرون ويجيدون معرفة قبائله وعشائره وعائلاته أصالة وجذوراً وتفصيلاً وليس مجرد هذا شرقاوى وهذا غرباوى نحتاجهم ممن يقال عنهم (واخذ على سوق الرحيل أمغرب) ، نحن نحتاج إلى ساسة تريس وليس بدل وكرفتات وعطور باريسية همهم الأول مصلحتهم وما يدخل جيوبهم من عوائد تُنهب من دم الشعب الليبى وهم على إستعداد للتزوير لكى يوفد أبنائهم للخارج تزويراً فى أوراق رسميه ، أفلا تخجلون من أنفسكمم أيها الوزراء الذين كنتم تدّعون فى مدنكم أيام زمان وأقولها مرة أخرى أيام زمان !! الوطنية والنزاهة والطيبة واليوم للأسف كشفتم أوراقكم أيها المُزورون المُزيفون . فإلى متى تُريدون الشعب الليبى يحميكم بصدورهم العارية ويخرجون من وقت إلى آخر ليدعموكم بجُرعات من الشجاعة والقوة ويحقنوكم بشئ من الإرادة والعزيمة ، لقد خرجوا أبناء بنغازى ليأخذوا بأيديكم المرتشعة ويثبتوكم على الكراسى داخل المؤتمر بعد أن إنتفخت كروش البعض منكم داخل ريكسوس. وللأسف بعد كل هذه المدة فإن لسان حال الشعب الليبى يقول (جبتك يا عبد المُعين تعنى إلقيتك يا عبدالمُعين تنعان) !! هذه المرة ربما تحركت بنغازى لتقول عنكم (هايا) ولكن مستقبلاً لن تجدوا أحداً يرد عنكم الأذى نتيجة لتصرفاتكم الرعناء وتفضيلكم لأنفسكم على الشعب الذى وضعكم على الكراسى التى لم تكونوا تحلموا بها يوماً ما مع العلم أن الكثير منكم ليس أهلاً لها فالخداع هو من أوصل البعض منكم ولكن ما بٌنى على باطل فهو باطل والأيام القادمة حُبلى بالكثير من المفاجآت فبعد سقوط النظام السابق لم يعد هناك شيئاً مستحيلاً.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً