لدينا مثل يقول “العاقل خصيم نفسه” ويعني أن العاقل يخاصم نفسه قبل أن يخاصم الآخرين, وهذا ما يجب أن يفعله الأخوة في مصر. حيث ظهرت الكثير من الأصوات بعد ظهور نتائج الانتخابات المصرية تطالب وتنتقد وتشكك, ولنتذكر دائما, أن هذه المطالبات هي بعد ظهور نتائج الانتخابات.
هنالك من قال أن المال السياسي قد أستخدم , ونقول إن استخدام المال السياسي موجود , ولكن أين دور الثوار وإعلام الثورة ؟ , من توجيه وتوعية للناخبين ؟ إن هذه الدعوى تؤخذ على إعلام الثورة , نخب الثورة ومفكريها وقادتها اللذين تفرغوا خلال المدة السابقة على الانتخابات للتناحر بينهم , وكل يحاول أن يطهر نفسه انه هو الثائر , استغل المحسوبون على الثورة الفترة السابقة على الانتخابات في محاولات التخلص من بعضهم البعض , والطعن في بعضهم البعض .
- هنالك من قال أن المال السياسي قد أستخدم , ونقول إن استخدام المال السياسي موجود , ولكن أين دور الثوار وإعلام الثورة ؟ , من توجيه وتوعية للناخبين ؟ إن هذه الدعوى تؤخذ على إعلام الثورة , نخب الثورة ومفكريها وقادتها اللذين تفرغوا خلال المدة السابقة على الانتخابات للتناحر بينهم , وكل يحاول أن يطهر نفسه انه هو الثائر , استغل المحسوبون على الثورة الفترة السابقة على الانتخابات في محاولات التخلص من بعضهم البعض , والطعن في بعضهم البعض .
- هنالك من يحاول اخراج الإخوان المسلمون ( مع اختلافي معهم ) من شريحة الثوار , كأنهم لم يسجنوا , ولم يشردوا , وكأن شباب الإخوان لم يشارك في الثورة , بل ومعلوم لدى الجميع ان صمود الثوار في موقعة الجمل وما بعدها كان بفضل الله ثم بفضل قوة الإخوان المسلمون في مواجهة الهجمات .
- هنالك من تذكر قانون العزل السياسي بعد ظهور نتائج الانتخابات , بينما اختفى هذا القانون او تنحى في الفترة التي سبقتها . وهذا يستدعي النظر في صحة الإدعاء , ورغبة هؤلاء في التخلص من منافسيهم في الانتخابات بالقانون المذكور وليس عبر صناديق الانتخابات التي رضوا بها في بداية الآمر .
- جرت العديد من المحاولات قبل الانتخابات للتوافق بين كتل الثورة , ولكن كل مهم كان يظن انه هو الأحق بأن يصبح رئيسا , وبأنه قائد الثورة المصرية , مما سبب تشتت وتفرق أصوات مؤيدي الثورة . وكانت الأنانية وحب النفس وحب الظهور على حساب الثورة هو السائد لدى جميع المرشحين .
- جميع القوى الثورية , صادقت ورضيت بالإعلام الخاطئ الذي كان يحمل أول مجلس شعب انتخب في عهد الثورة كل ما يحدث من أخطاء , واستخدامه كقميص عثمان وشماعة لهذه الأخطاء , بينما هي أخطاء المجلس العسكري وحكومة الجنزوري كسلطة تنفيذية , وليس لمجلس الشعب كسلطة تشريعية . وهكذا كره الكثير من المصريين الثورة وما تطالب به , حيث أن حياتهم اليومية أصبحت في خطر , من نقص في الوقود من سولار وغاز , وانعدام الآمان وتعثر الإنتاج وتوقف السياحة وكثرة الإضرابات والمطالبات , وهذه من أعمال السلطة التنفيذية وليس السلطة التشريعية .
- إلى الآن نجد الكثير من القوى الثورية تهاجم الإخوان المسلمين , ولا تحاول أن توجد حلا للمعضلة التي أوقعوا أنفسهم وجروا الشعب المصري ورائهم إليها . بينما يجب الآن اجتماع القوى الوطنية والحكماء لوضع حلول منطقيه وقانونية للمشكلة .
- مازال الكثير متعلقا بالسراب , سراب حلول قانونية , مثل قبول طعون صباحي الانتخابية , وهي قد رفضت , أو مطالبات أبو الفتوح بالنظر في دستورية العزل السياسي . وهذا يحسب من أيام الإعادة . وعندما تحدث الإعادة , سنبدأ في البكاء على اللبن المسكوب.
مهما قلنا عن ثورة وثورة مضادة , يجب أن لا ننسى أن هنالك خمسه مليون ونصف ناخب مصري صوت لأحمد شفيق , لأنه يرى أن أحمد شفيق هو رجل المرحلة , وهو من يستطيع إنقاذ مصر , هؤلاء مصريون , لهم حقوق كغيرهم , لا يمكن أن نلغيهم بمظاهرة هنا , أو بمظاهرة هناك أو بأعمال شغب , بل يجب مخاطبة عقولهم , يجب أن يقتنعوا أن الثورة هي لهم , وان أمانهم الحقيقي ورخائهم الحقيقي هو بالالتفاف حول الثورة .
أي عاقل لا يمكن إقناعه بأن الفريق احمد شفيق سيكون هو قائد الثورة المصرية , فكل تصريحاته ما عدا تصريحه الأخير بعد ظهور نتائج الانتخابات , لم يتحدث عن الثورة , وعن سرقة الثورة , بل كان يتحدث عن إعادة الآمن خلال شهر , وكان يعرف من أين تؤكل الكتف . والآن يريد كسب أصوات الثوار وبعض شباب الأخوان المسلمين فيقول بإعادة الثورة ممن سرقوها , وانه لا يمانع أن يكون رئيس الوزراء من الأخوان المسلمين .
ما يحدث الآن بين قادة ونخب الثوار المصريين ليس من المنطق السياسي , وليس من الحكمة السياسية , ولقد أخطأ ثوار مصر , وأخطأ الأخوان المسلمون , وتركوا المجال واسعا أمام الثورة المضادة , بل وساهموا هم أنفسهم في الثورة المضادة بجهل وبمحاولات تصفية حسابات .
وأتمنى أن يتعقلوا , حتى لا يأتي اليوم الذي نقول لهم فيه المثل الشعبي ” طبخ طبختيه , يا ألرفله أكليه ” ولرفله هي المرأة الجاهلة الغبية .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً