أفادت تقارير إخبارية، بفضيحة وضربة مالية كبيرة تعرضت لها دولة الإمارات، بعد قيام ثري هندي يدعى “بي آر شيتي”، بخداع عدد من البنوك الإماراتية والاستيلاء على ما يقارب من 6.6 مليار دولار أي ما يقارب من 24 مليار درهم إماراتي، والهرب بها إلى الهند.
وخدع “شيتي” البالغ من العمر 77 عاماً الذي جاء إلى الإمارات في سبعينات القرن الماضي ولم يكن يملك سوى 8 دولارات، عددا كبيرا من البنوك الإماراتية التي وقعت ضحية لعملية نصب وخداع، بعدما استولى على مليارات الدولارات عبر القروض.
وكشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن فضيحة الفساد الكبرى”، وسط حديث عن واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في التاريخ.
وبحسب الوكالة فإن ديون مجموعة “إن إم سي للرعاية الصحية” التي أسسها رجل الأعمال الهندي ومقرها الإمارات للبنوك الإماراتية بلغت 6.6 مليارات دولار، وفق ما أفصحت عنه لبورصة لندن المدرجة بها، مؤخراً.
وتسببت الفضيحة المالية في هزة اقتصادية مرعبة لأبوظبي بعد أعلنت بنوك إماراتية كبرى منها بنك الإمارات دبي الوطني وبنك دبي الإسلامي، انكشافا بملايين الدولارات على شركة إن إم سي لإدارة المستشفيات بمئات الملايين من الدولارات، بحسب الوكالة.
وقال بنك أبو ظبي التجاري إنه تقدم في 2 أبريل الجاري بطلب للمحكمة العليا في بريطانيا للسماح بتعيين حارس قضائي على إن إم سي.
وقال البنك الأسبوع الماضي إن انكشافه على إن إم سي يبلغ نحو 981 مليون دولار.
من جانبها كشفت مجلة “أريبيان بزنس” الإماراتية أن الملياردير الهندي شيتي هرب من الإمارات إلى وطنه الهند، قبل شهر تقريباً في الوقت الذي يواجه فيه خمس قضايا قانونية،
وأضافت أنه منذ ديسمبر الماضي وجِّه اتهام بالاحتيال لشركة “إن إم سي” للرعاية الصحية التي يملكها شيتي، ثم تم تعليق تداول أسهمها في بورصة لندن.
بعد ذلك أوقفت شركة الإمارات للصرافة التي يملكها شيتي هذا الأسبوع معاملاتها بعدما فتح البنك المركزي الإماراتي تحقيقاً في عمليات الشركة.
هذا وأشعلت عملية الاحتيال الكبيرة مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات.
واعترف مستشار ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله بواقعة نهب 12 من أكبر بنوك الإمارات قادها الرجل الهندي.
وقال عبدالخالق عبدالله في تغريدةٍ عبر حسابه على تويتر، إن رجل أعمال ومعه شركاء ومدراء في شركة خدمات طبية، استطاع خداع ليس بنكاً واحدا بل 12 من أكبر بنوك الإمارات ونهب 6.6 مليار دولار أي نحو 24 مليار درهم إماراتي.
كيف استطاع رجل اعمال ومعه شركاء ومدراء في شركة خدمات طبية ان يخدع ليس بنكاً واحدا بل 12 من أكبر بنوك الإمارات وينهب 6.6 مليار $ أي نحو 24 مليار درهم. كيف حدث هذا التحايل والفساد الفاضح في غفلة الجميع؟ اين الحوكمة والرقابة المالية والأمنية وكيف نتأكد ان لا يتكرر هذا العبث مستقبلا
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) April 6, 2020
واعتبر نشطاء آخرين العملية عادية، لكون الإمارات مكان مفضّل لعمليات غسل الأموال التي تقوم بها البنوك والشركات المشبوهة وتجّار المخدّرات، بحسب النشطاء.
الإمارات أصلا موطن لأصحاب غسيل الأموال و المافيات و مهربين لأموال الضرائب و عصابات المخدرات و الرشاوي.
— najib Abou sami (@najib2211) April 6, 2020
أكيد يحصل فيها مثل هذا و أكثر.
وبحسب وسائل إعلام إماراتية، فإن بداية رجل الأعمال الهندي المقيم في الإمارات، مالك شركة تعتبر من أهم الشركات في المنطقة والعالم، تعودإلى سبعينيات القرن الماضي.
وقبل 43 عاماً وصل شيتي الذي كان شاباً يحمل شهادة جامعية في الصيدلة من بلاده الهند إلى الإمارات باحثاً عن فرصة عمل تعينه على إتمام حياته كباقي أقرانه.
وكحال العمالة الوافدة كانت تنتظره تحديات عديدة من البحث عن عمل إلى تغطية النفقات اليومية، فالاعتياد على حرار الصيف، وصولاً إلى العيش في سكن مشترك مع آخرين.
علاوة على ذلك ففي ذلك الوقت كان جل ما يحمله الشاب فقط 8 دولارات أمريكية لا غير. وبمرور الأيام تحولت الدولارات الثمانية إلى مليارات، وتحول العامل الوافد الفقير إلى ملياردير تنتشر مشاريعه وسيرته في دول عدة منطلقة من الإمارات.
ويقول “شيتي”، وهو يتحدث عن حياته لصحيفة “خليج تايمز”: “كان يوم 3 مايو 1973 يوماً لا ينسى في حياتي عندما وصلت إلى أبوظبي على متن رحلة للخطوط الجوية الهندية وأنا أبلغ من العمر 19 عاماً”.
وأضاف: “كنت لا أحمل معي أكثر من 8 دولارات، وكان يوماً تقليدياً في الإمارات من حيث حرارة الصيف، ولم أكن أحمل معي أي أمتعة من بلادي”.
اترك تعليقاً